الأكثر شهرة

الرئيسيةنصائح ودروسالأعمال العربية الناشئة وعائق اللغة في الشرق الأوسط

الأعمال العربية الناشئة وعائق اللغة في الشرق الأوسط

خلال مسابقة الريادة التابعة لمنظمة جسور والتي جرت في شهر أبريل الماضي في العاصمة اللبنانية بيروت، ومن ضمن 12 فريقاً قاموا بطرح وتقديم أفكارهم ومشاريعهم قام فريق واحد فقط بتقديم مشروعه باللغة الإنجليزية مقابل 11 فريقاً اعتمد اللغة العربية، وهو ما أثار من جديد قضية تعامل الأعمال العربية الناشئة في منطقة الشرق الأوسط مع اللغة الإنجليزية.

بخصوص هذا الموضوع فإن الأوساط العاملة والمتخصصة في مجال الريادة والأعمال العربية الناشئة تنقسم إلى وجهتي نظر، الأولى تقترح أن اللغة الإنجليزية ضرورية في تقديم المشاريع الريادية، ومنهم وسام طويلة وهو الوحيد الذي قدم مشروعه في جسور باللغة الإنجليزية.

وسام يعتقد ان السبب الرئيسي في ضرورة استعمال اللغة الإنجليزية أن المصطلحات التقنية في اللغة العربية أصبحت قديمة والإنجليزية أسهل وأكثر سلاسة في هذا المجال، وتساعدك على إيصال فكرتك إلى جمهور أكبر مقارنة باستعمال اللغة العربية.

في حين يرى العديد من مؤسسي الأعمال العربية الناشئة أن استعمال اللغة العربية وهي اللغة الأم في العديد من دول الشرق الأوسط، خصوصاً أن البيئة الريادية في الشرق الأوسط تعتمد اللغة العربية بشكل أساسي.

مسابقات تقديم المشاريع والتعريف بها تعتبر خطوة حيوية ورئيسية في دورة الحياة التي تمر بها الأعمال العربية الناشئة خصوصاً أنها وسيلة للحصول على التمويل والتعريف بالمشروع بشكل كامل، ولأن معظم هذه المسابقات تنظم باللغة الإنجليزية تصبح اللغة عائقاً أمام الكثيرين من رواد الأعمال العرب.

ما هي أفضل الحلول لمشكلة اللغة؟ما هي أفضل الحلول لمشكلة اللغة

لأن تعلم اللغة الإنجليزية لمن لا يتقنها ليس قضية سهلة يمكن إنجازها في غضون أسابيع قليلة وتحتاج أشهراً طويلة من التعلم المستمر، فإن هناك العديد من الأساليب التي يمكن لرواد الأعمال العربية الناشئة.

أولها هو الاعتماد على اللغة العربية الأم والتي يتقنها الشخص أثناء تقديم المشروع والنقاش حوله، واستعمال اللغة الإنجليزية فقط عند استعمال المصطلحات التقنية والأكاديمية، حيث يمكن حفظ هذه المصطلحات وفهمها بشكل سهل لا يستغرق وقتاً طويلاً.

كذلك يمكن لرواد الأعمال العربية الناشئة الاعتماد على شخص يتقن اللغة الإنجليزية للاستعانة به في مسابقات التقديم والتعريف بالمشاريع، حيث يقوم الشخص بالتحدث باللغة العربية فيما يشرف المختص على ترجمة كلامه إلى اللغة الإنجليزية.

أيضاً يستطيع رواد الأعمال الذين لا يتقنون التحدث باللغة الإنجليزية التوجه بشكل أساسي إلى شركات الاستثمار والشركات الأخرى التي يكون أصحاب القرار فيها من المتحدثين باللغة العربية وهو ما يسهل بشكل كبير عملية التعريف بالمشروع والحصول على الدعم والتمويل.

رواد الأعمال الذين يملكون معرفة بسيطة في اللغة الإنجليزية يستطيعون تقديم نصوص توضيحية إلى المستثمرين الذين لا يتحدثون العربية، ومن ثم الإجابة على الأسئلة الموجهة إليهم بلغتهم الأم مما يسهل عليهم وعلى المستثمرين.

أخيراً يقترح العديد من الخبراء أن يقدم رواد الأعمال الذين لا يتقنون اللغة الإنجليزية أن يقدموا مشاريعهم بلغتهم الأم مع استعمال اللغة الإنجليزية في الصور التوضيحية والمخططات والإحصائيات التي يعرضونها أمام الحضور من المستثمرين.

ضرورة ملّحة أحياناًالحلول التي تساعد رواد الأعمال العرب الناشئين على التعامل مع مشاكل اللغة الإنجليزية

رغم وجود العديد من الحلول التي تساعد رواد الأعمال العربية الناشئة على التعامل مع مشاكل اللغة الإنجليزية التي قد يعانون منها، فإن اللغة الإنجليزية تكون في بعض الأحيان عائقاً لا يمكن تجاوزه إلا بتعلمها.

ففي كثير من الأحيان عندما يكون صاحب القرار في الشركة الاستثمارية أو المستثمر لا يتحدث سوى اللغة الإنجليزية فإن إتقانها يكون ضرورة لا يمكن التخلي عنها، لأن المستثمر بحاجة للتحدث مع صاحب المشروع بشكل شخصي ليشعر بالثقة تجاهه قبل الاستثمار في مشروعه.

من جانب آخر فإن أي شركة أو عمل لا يمكن له توسيع أعماله إلى خارج منطقته المحلية دون إتقان اللغة الإنجليزية وهي لغة الأعمال الأولى في العالم، وعدم إتقان هذه اللغة يعني أن المشروع يقوم بتقييد نفسه ضمن بيئة محلية تتحدث اللغة العربية فقط.

بسبب تلك العوائق التي تواجه رواد الأعمال العرب في الشرق الأوسط، فإن الكثير من الأعمال العربية الناشئة اختارت أن تحصر أعمالها في المنطقة العربية بالاعتماد على اللغة العربية التي تتقنها دون محاولة توسيع نشاطاتها إلى مناطق أخرى، حيث استطاعت العديد من تلك الأعمال ان تصبح من الأكبر في المنطقة عبر الاعتماد على تخصيص أعمالها وخدماتها بشكل محلي فقط.

مقالات ذات صلة