عندما يتبادر لذهن أي مستثمر أجنبي أن يبدأ الاستثمار في الشرق الأوسط سواء في مجال البناء أو السياحة أو غيرها فإن أول خيار سيضعه في الحسبان هو الاستثمارات في دبي جوهرة الإمارات التي أصبحت اليوم عاصمة عالمية للسياحة والاستثمار والأعمال.
دبي التي تحتضن برج خليفة أطول برج في العالم وأطول شبكة مترو مسيرة آلياً في العالم، وواحد من أفخر الفنادق بتصنيف 7 نجوم، فرضت نفسها بقوة كمزار لمئات آلاف السياح من مختلف أرجاء العالم، منهم من يقدم لأجل الاستثمار والدخول في مجال الاستثمارات في دبي، ومنهم من يقدم للتمتع بنمط الحياة المثالي في دبي والإمارات العربية المتحدة.
بالنسبة لحوالي 40% من سكان العالم أي 3.4 مليار شخص من شبه القارة الهندية والشرق الأوسط والاتحاد الروسي والجمهوريات المستقلة تعتبر دبي عاصمة تجارية كبرى، والاستثمارات في دبي حققت نمواً هائلاً في السنوات الماضية لتصبح دبي والإمارات واحدة من أبرز وجهات الاستثمار في العالم.
آخر الدراسات أبرزت أن دبي أصبحت بشكل متسارع واحداً من أكثر المواقع رغبة في الاستثمار لدى المستثمرين الأجانب في مجال العقارات، بل وتحتل دبي حالياً المركز الثاني في العالم خلف العاصمة البريطانية لندن من ناحية جذب الاستثمار في مجال العقارات.
ما الذي يجعل الاستثمارات في دبي مرغوبة عالمياً؟
منذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في عام 2016 بعد استفتاء بريكست شهدت مدينة دبي زيادة قدرها 5% في عدد الزوار من المملكة المتحدة، دبي شهدت عدداً إجمالياً للزوار قدره 14.9 مليون زائر لعام2016 – وهم الزوار الذين حجزوا لإقامة ليلة واحدة – بزيادة 5% عن عام 2015، وتخطط الإمارات لزيادة عدد الزوار في مدينتها الأشهر إلى 25 مليون بحلول عام 2020.
للسنة الثالثة على التوالي كان مطار دبي المطار الدولي الأكثر ازدحاماً في العالم، وهو ما تثبته بشدة الأرقام في مجال الاستثمارات في دبي خصوصاً في مجال العقارات، حيث شهد الربع الأول من العام الحالي 2017 حوالي 20 ألف صفقة عقارية بقيمة تتجاوز 77 مليار درهم إماراتي، وهي زيادة هائلة بنسبة 45% عن الربع الأول في عام 2016.
الاستثمارات في دبي شهدت نشاطاً كبيراً خصوصاً في الاستثمار الأجنبي من مختلف أنحاء العالم، ويعتبر المستثمرون الهنود في المقدمة حيث أن 25% من الاستثمار في مجال العقارات في المدينة يعود لمستثمرين هنود، وقيمة الاستثمارات في دبي التي يمولها مستثمرون أجانب بلغت قيمتها 44 مليار درهم في عام 2016، تعود لأكثر من 22 ألف مستثمر من 135 جنسية.
كذلك الصين كان لها نشاط بارز في السوق والاستثمار في دبي حيث شهدت المدينة زيادة 20% في أعداد الزوار من الصين ليصل عددهم إلى أكثر من نصف مليون زائر لأول مرة في تاريخ الإمارات يوجد العديد من المستثمرين بينهم، ومن بين الزوار الذين أقاموا في دبي يوجد نسبة 14% من المستثمرين الروس الذين انجذبوا إلى الاستثمارات في مدينة دبي.
الميزة الأبرز في الاستثمار بقطاع العقارات في دبي أنه يقدم معدلات الربح الأفضل في العالم من ناحية زيادة أسعار العقارات والإيجار، حيث يحقق نسبة 120% مقارنة بـ 75% في مدينة لندن و65% في مدينة نيويورك الأمريكية، كما أن أسعار العقارات في دبي تشهد زيادة سنوية تتراوح بين 20 و30%.
إضافة لكل ذلك تقدم المصارف في دبي العديد من تسهيلات الاستثمار والقروض حيث أن نسبة الفوائد على القروض العقارية تكون حوالي 4% فحتى مع الاقتراض تحقق الاستثمارات في دبي الربح بفضل الأرباح التي يمكن تحقيقها من تجارة العقارات وتأجيرها.
كل العوامل السابقة إضافة إلى كون دبي واحدة من أكثر مدن العالم أماناً جعلت من سوق العقارات في دبي هدفاً عالمياً لعمليات الاستثمار، وجعلت الاستثمارات في دبي اتجاه سائداً في سوق العقارات العالمي.
حالة فريدة من نوعها
الاتجاهات السائدة في أسواق المال وأسواق العقارات بشكل خاص
هي ظاهرة لطالما وجدت بين المستثمرين، حيث يصبح سوق ما في مكان من العالم فجأة ودون أسباب واضحة هدفاً للاستثمار من آلاف المستثمرين وهو ما يجعله موقعاً عالمياً في مجال الاستثمار العقاري.
لكن الشهرة التي تحصدها هذه الوجهات سرعان ما تختفي بعد انتهاء الاتجاه السائد في سوق العقارات تجاهه، ويشهد السوق العقاري حينها أزمات كبرى بسبب مغادرة المستثمرين.
الاستثمارات في دبي بدت للوهلة الأولى من تلك الحالات لكن العديد من العوامل الخاصة جعلتها تستمر بقوة لتصبح سوق للاستثمار طويل الأمد في مجال العقارات، بفضل الحجم الهائل من الاستثمارات التي تضخ فيها، والمشاريع العقارية الضخمة التي تقيمها الإمارات في دبي.
فحتى بعد الأزمة المالية العالمية في عام 2008 توقع العديد من الخبراء ألا تتأثر الاستثمارات في دبي بتلك الأزمة، والسنوات التالية للأزمة كانت دليلاً على قوة ومتانة سوق العقارات في دبي الذي استمر الاستثمار فيه من مختلف أنحاء العالم، وهو اليوم بعد 9 سنوات يستمر في جذب المستثمرين الكبار من مختلف أنحاء العالم.