الأكثر شهرة

الرئيسيةنصائح ودروستجنب هذه الأخطاء المميتة عند قيامك بالاستثمار

تجنب هذه الأخطاء المميتة عند قيامك بالاستثمار

بالتأكيد فإن فكرة الاستثمار بحد ذاتها وجعل أموالك تجلب لك المزيد من الأرباح دون بذل مجهود هي فكرة جذابة ومحفزة للكثيرين، لكن موضوع الاستثمار ليس سهلاً وبسيطاً كما يبدو والأرباح التي قد تجنيها لها وجه آخر هو الخسائر التي قد يمنى بها المستثمر وذلك يعتمد بشكل كبير على القرارات التي يتخذها.

المستثمر يقوم يومياً بالعديد من القرارات والصفقات المتعلقة باستثماره، ونتائج هذه القرارات تتدخل فيها العديد من العوامل ومن أبرز تلك العوامل خبرة المستثمر، وهذا العامل بالذات يجعل المستثمر المبتدئ عرضة لاتخاذ قرارات غير حكيمة قد تكلفه العديد من الخسائر، وهو ما أدى لظهور علم يسمى علم الموارد المالية السلوكي خصوصاً بعد الأزمة المالية العالمية في عام 2008.

كل ذلك لا يمنع أن المستثمرين الأكثر خبرة قد يقعون في الأخطاء المميتة أيضاً فأساسيات الاستثمار يعلمها جميع المستثمرون سواء كانوا خبراء أم مبتدئين، والعوامل الشخصية لها دور لا يمكن إنكاره، لكن يبقى المستثمر المبتدئ أكثر عرضةً للأخطاء كونه لا يمتلك خبرة كبيرة تتراكم مع الوقت والعمل المستمر.

ما هي الأخطاء المميتة الخمسة للمستثمر المبتدئ؟

أولاً، التسرع في التصرف:

الكثير من المستثمرين بمجرد معرفته بالأساسيات التي من الضروري معرفتها يبدأ فوراً بالدخول إلى السوق واتخاذ قرارات بالاستثمار في قطاع أو شركة ما، بالنسبة إلى المستثمر المبتدئ فإن هذا التصرف يحمل مخاطر كبيرة.
الاستثمار لا يعني فقط أن تشتري بسعر منخفض وتبيع بسعر مرتفع، بل الأمر أعقد بكثير وهناك العديد من العوامل التي يجب على المستثمر أن يعرفها مثل القيمة الدفترية للأسهم وتوزيعات الأرباح وغيرها الكثير.
حتى تلك العوامل ليست كافية للمستثمر المبتدئ ليتقن العمل في السوق لكنها تجعله أكثر وضوحاً وتقلل نسبة الأخطاء التي تتلاشى مع زيادة الخبرة في العمل.

ثانياً، الاستثمار في الأسهم الرخيصة:

للوهلة الأولى قد تبدو الأسهم الرخيصة فكرة جيدة بالنسبة إلى المستثمر المبتدئ خصوصاً أنه يمكنه بمبلغ صغير مثل 100 دولار مثلاً شراء عدة أسهم مقارنة بأسهم الشركات الممتازة التي تدعى باسم Blue Chips.
لكن هذا ليس كل شيء فالأسهم الرخيصة هي رخيصة لسبب واضح، أن الشركات التي تبيعها هي شركات خاسرة أو ضعيفة الأداء، والربح المحتمل فيها يقابله معدل تقلب كبير في الأسعار، مثلاً خسارة 0.50 دولار للسهم الرخيص الواحد تعني أن المستثمر قد خسر 100% في السهم!
إضافة لكل ذلك فإن الأسهم الرخيصة هي عرضة للاحتيال والخداع بشكل كبير، عدا عن صعوبة الحصول على معلومات موثوقة في هذه الأسهم، لذلك تعتبر خياراً سيئاً جداً للمستثمر المبتدئ.

ثالثاً، الاستثمار بكل مالك في مكان واحد:

كما يقال فإن وضع البيض كله في سلة واحدة ليس أمراً محموداً بالنسبة إلى المستثمر المبتدئ في السوق، وعليه الابتعاد عن الاستثمار بكل أمواله في قطاع واحد كالأسهم مثلاً، فحتى أقوى المؤسسات قد تمر بأزمات وتنخفض أسعار أسهمها بشكل كبير.
الحل الأفضل يكمن في تقسيم المحفظة المالية على عدة قطاعات كالأسهم والسندات وغيرها، وبالتالي يتفادى المستثمر تلقي خسارة كبرى في قطاع معين، كما قد يستفيد من الأرباح التي قدمها كل قطاع يستثمر فيه، وذلك ينطبق سواء كان مستثمراً طويل الأجل أم متداولاً يومياً.

لا تستثمر كل أموالك في مكان واحد

رابعاً، الاستثمار بمال لا تستطيع خسارته:

صحيح أن العديد من الدراسات أظهرت أن استثمار المال ككتلة كبيرة في السوق له أرباح أكبر من استثماره بشكل تدريجي، لكن ذلك يحوي أيضاً مخاطرة ليست صغيرة، ولا يقوم بها حتى المستثمرون المحترفون فما بالك بالمستثمر المبتدئ وكما قلنا لا يجب وضع استثمارك كله في مجال معين.
المستثمر يجب أن يملك دائماً مبالغ مالية احتياطية في حالات الطوارئ والخسارات غير المتوقعة، رغم أن هذه الأموال لا عائد لها إلا أنها مثالية لتفادي الأوضاع غير المناسبة، والابتعاد عن الخطأ الذي يرتكبه الكثير من المستخدمون في استثمار كل أموالهم دون احتياطي وخسارة تلك الأموال دون قدرة على التعامل مع الخسارة.

خامساً، الاعتماد على الأخبار والشائعات:

كم هائل من الأخبار يتعرض له المستثمر المبتدئ يومياً فيما يتعلق بالسوق وأخبار الأسهم والشركات وأرباحها وصفقاتها وغير ذلك، لكن قبل كل شيء يجب تذكر أن الأخبار ليست دائماً صحيحة ومعظمها تحليلات لخبراء قد يخطؤون في بعض الأحيان.
الاستثمار بناء على الأخبار أو الشائعات في السوق قد يسبب للمستثمر المبتدئ خسارة كبيرة، فمهما كان محظوظاً بصحة الأخبار التي اعتمد عليها فهذا الحظ سيخونه مرة وربما يتعرض لخسارة كبرى تنهي عمله في الاستثمار.
عوضاً عن ذلك على المستثمر المبتدئ التعامل مع الشركات التي لديه معرفة حولها وسبق له التعامل معها، والابتعاد قدر الإمكان عن المعلومات التي لا تصدر عن مصادر موثوقة وذات مصداقية.
become a first time investor - alvexo

التفاصيل هامة جداً

كثيراً ما يقع المستثمر المبتدئ في اخطاء يعتقد أنها طفيفة وليست كبيرة، لكن تلك التفاصيل لها دور كبير في جعل استثماره ككل عملاً خاطئاً وخاسراً.

الخلط بين الاستثمار والمقامرة يحدث عندما يختار المستثمر سهماً للاستثمار فيه دون معرفة جيدة بهذا السهم، وهذا كثيراً ما يعرضه للخسائر فالاستثمار يجب أن يتم بعد معرفة جيدة بالشركة التي تستثمر فيها، أو الاعتماد على مستشار مالي لتوفير تلك التفاصيل.

كذلك لا بد للمستثمر من أن يمتلك أفقاً زمنياً للعمل ضمنه، بحيث يكون لاستثماره هدف قريب أو بعيد ما، فالمستثمر الذي يهدف لتحقيق الأرباح لشراء منزل أو سيارة فارهة لن يكون إطاره الزمني مثل المستثمر الذي يهدف لتغطية مصاريف الدراسة الجامعية لابنه الذي مازال في المرحلة الثانوية مثلاً.

يبقى أن نشير إلى أن المستثمر المبتدئ عليه دائماً تذكر أن الاستثمار عمل له جانبان، الربح والخسارة وأنه لا يمكن القيام بأي استثمار دون وضع الخسارة كاحتمال ممكن، مع تفاديها قدر الإمكان عبر الابتعاد عن الأخطاء المميتة التي يكررها الكثير من المستثمرين المبتدئين.

مقالات ذات صلة