لم تبدأ الانتخابات الرئاسية في مصر بعد، حتى بدأت أسماء مرشحي الرئاسة المصرية للعام 2018 بالظهور والكشف عن أصحابها، مع بقاء الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي المرشح لرئاسه مصر 2018 لأربعة أعوام أخرى، حيث ظهر قبل أسابيع في خطاب متلفز، ليعلن عن ترشحه لولاية رئاسية أخرى، داعياً الشعب المصري إلى المشاركة بكثافة في الانتخابات، مع وعد قطعه على نفسه أمام الملايين، بأن تكون المرحلة القادمة من رئاسته، “عنواناً للحرية والشفافية” على حدّ قوله.
ولكن لم تبدأ عجلة الانتخابات بالدوران، حتى ناقضت وعود الرئيس المصري نفسها بالفعل، وبشكل فظّ أغضب الشعب المصري، على أثر اعتقال الفريق السابق سامي عنان، الذي أعلن أخيراً عبر صفحته على فيسبوك أنّ اسمه سيكون على قائمة مرشحي الرئاسة المصرية للعام 2018، داعياً مؤسسات الدولة بالوقوف على الحياد خلال مرحلة الانتخابات دون انحياز لطرف دون آخر، في إشارة إلى المؤسسة العسكرية المصرية.
وجاء اعتقال الفريق السابق في الجيش المصري، بعد تصريحه بنيته الترشح للرئاسة، ليتم اتهامه بارتكاب مخالفة قانونية بإعلانه الترشح لانتخابات الرئاسة المصرية المقررة في مارس 2018، قبل الحصول فعلاً على الموافقات اللازمة.
وأصدر الجيش المصري مذكرة استدعاء بحق عنان قبل تاريخ الانتخابات الرئاسية المصرية للعام 2018، بعدة أسابيع، وبحلول اليوم 25 من يناير، سيكون قد ضاع عليه 5 أيام فعلياً من أصل الأيام العشرة المحددة كمهلة لتقديم طلبات الترشّح. الأمر الذي أثار غضب المصريين وتصدّر المواضيع الأكثر رواجاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بينما يبقى مصير رئيس أركان الجيش المصري السابق مُعلّقاً وغير معروف حتى اللحظة!
هل يستمر السيسي رئيساً لمصر بوعود كاذبة؟
خلال الأيام الثلاثة من 26 إلى مساء 28 آذار القادم، ستكون مصر على موعد من الانتخابات الرئاسية الثالثة بعد قيام الثورة المصري وخلع الرئيس السابق محمد مبارك، والثانية بعد الانقلاب الذي قام به الفريق عبد الفتاح السيسي على سلفه محمد مرسي الذي مايزال قابعاً وراء قضبان السجن حتى اللحظة.
لكن الذي حصل على مدار الأيام القليلة الماضية، لا يُبشر بقيام انتخابات حقيقية تُظهر الإرادة الشعبية المصرية، وإنما قد لا يتعدى الأمر كونه استفتاءً ديكتاتورياً عربياً آخر، يفوز فيه مرشح وحيد بنسبة الغالبية من الأصوات، والتي لن تقل عن المائة أكثر من عدة مراتب عشرية، فقط لا غير! إذ وبعد اعتقال الفريق السابق في الجيش المصري سامي عنان، والذي كان من الممكن أن يكون منافساً قوياً للسيسي خلال الانتخابات المصرية لعام 2018، فيما أعلن معظم المُرشّحين الآخرين سحب ترشيحهم لأسباب مختلفة وبشكل متتالي مثير للشكوك والريبة! بحسب المتابعين للشأن المصري.
أسماء مرشحي الرئاسة المصرية 2018 قبل التراجع!
الحقوقي المصري خالد علي، تراجعه عن الترشح للانتخابات المصرية لهذا العام، مُعبّراً عن خيبته بسبب العراقيل والصعوبات التي تضعها الهيئة الوطنية للانتخابات في طريق المُرشّحين المحتملين للرئاسة المصرية، مشيراً إلى أنّ ما يجري في البلاد خلال هذه الأيام، لا يليق بسمعة مصر، البلد العربي الكبير الذي يعاني من فشل اقتصادي وارتفاع في معدلات التضخم باعتراف الحكومة نفسها.
أما أحمد شفيق المنافس الخاسر سابقاً أمام الرئيس المخلوع محمد مرسي، فقد أعلن قبل أسابيع عن نيته الترشح مجدداً للرئاسة في مصر، ليعود ويعلن تراجعه عن هذه النية بعد أن وجد أنّه “ليس الشخص الأمثل لإدارة شؤون الدولة، متمنّياً استكمال مسيرة التطور والإنجاز لمصر.
كما لاقى العقيد أحمد قنصوة، المصير الأكثر قتامة من زميله الفريق السابق سامي عنان، حيث وبعد إعلان نيته الترشح للانتخابات، قضت المحكمة العسكرية المصرية بسجنه لمدة 6 سنوات، بتهمة مخالفة القوانين العسكرية، حيث أنّه أعلن نية الترشح بعد تقديم استقالته مباشرة، وقبل الحصول على الموافقة عليها، حيث أنّها كانت قد رُفضت بالفعل عند إعلانه.
وأخيراً انسحب رئيس حزب الإصلاح والتنمية محمد أنور السادات من سباق الانتخابات، في منتصف الشهر الجاري، مشيراً إلى أنّ أعضاء حملته الانتخابية قد أيدوا قرار انسحابه، بسبب الجدول الزمني الذي وضعته الهيئة الوطنية للانتخابات، والذي وصفه بالمُخيّب للآمال، فضلاً عن استيائه من الحملة المنظمة الموجّهة لتشويه سمعته من قِبل بعض وسائل الإعلام.
وهكذا يبقى السيسي، صاحب مقولة الثلاجة الفارغة، مقابل منافس وحيد هو عضو مجلس الشعب ورئيس نادي الزمالك مرتضى منصور، الذي يبقى المنافس الأقل خطورة على السيسي بسبب مواقفه السابقة المتناقضة، حيث كان قد أعلن في 2014 نيته الترشح للرئاسة، ليعود وينسحب وينتخب السيسي ويؤيّده، فضلاً عن مواقف أخرى متناقضة وغير واضحة.
إنجازات السيسي في 4 أعوام
بينما أعلن السيسي عن إعادة ترشحه لفترة رئاسية ثانية في ختام مؤتمر “حكاية وطن” الذي استعرض فيه إنجازاته خلال فترته الرئاسية السابقة، كانت وسائل الإعلام المصرية الموالية له تقوم بحملة ترويج وتسويق واسعة لتلك الإنجازات التي اعتبرها متابعون أنّها ليست أكثر من اختتام لمشروعات وأعمال سبقت مجيئه إلى السلطة فعلاً أو تحديثات على مشروعات موجودة فعلاً من قبل. بينما لاقى السيسي هجوماً واسعاً من قبل روّاد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين شنّوا حملة تحت وسم أو هاشتاغ #فين_انجازاته، وذلك بعد صدور التقرير السنوي للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر، والذي كشف عن ارتفاع أهم المؤشرات الاقتصادية وهو معدلات التضخم في البلاد بنسبة 22.13% في العام 2017، مقارنة بالعام السابق له، فيما ارتفعت نسبة أسعار الطعام بنسبة 25.3%.
جزر تيران وصنافير الضائعة
ومع كل هذه التناقضات التي تنصبّ في معظمها على صورة الواقع المعيشي المصري، تبقى قضية التنازل عن جزر تيران وصنافير لصالح المملكة السعودية التي تشهد تغيرات اقتصادية، قضية حاضرة وجدلية حول شرعية وجود السيسي كرئيس لمصر، بعد مخالفته الواضحة للقسم الدستوري بضمان سلامة الأراضي المصرية، فضلاً عن قضية شق تفريعة قناة السويس لخدمة الإمارات في وقت آخر، الأمور التي تتراكم لتجعل إشارة استفهام كبيرة حول مستقبل الرئاسة في مصر خلال الأيام القادمة!