الأكثر شهرة

الرئيسيةتكنولوجياهل سمعت بكبسولة السفر "هايبرلوب" وآخر تجاربها؟

هل سمعت بكبسولة السفر “هايبرلوب” وآخر تجاربها؟

من المعروف عن المدير التنفيذي لشركتي تسلا وسبيس إكس “إيلون ماسك”، أنّه إذا ما طرح فكرة جديدة؛ لن يتوجّب على الآخرين حينها السؤال عمّا إذا كان سينفذها أم لا، بل يتحول الاستفسار ليصبح ما هو الوقت الكافي لينتهي من إنجازها فقط! إذ مجرد تغريدة واحدة عبر تويتر من ملياردير التكنولوجيا الأميركي كفيلة بإثارة آلاف النقاشات مع جماهيره العريضة، وحثّ المزيد من الناس على العمل أكثر والتحمّس لتنفيذ المزيد من الأفكار الغريبة.

ورغم الانتقادات التي طالت طريقة إدارة ماسك لشركة السيارات الكهربائية تسلا وشركة غزو الفضاء سبيس إكس، إلا أنّ ما تم انتقاده يبدو منطقياً بعض الشيء، فمن الصعب على أي شخص الالتزام التام بتنفيذ أفكار غريبة وإبداعية وجديدة كلياً. إلا أنه رغم ذلك يبدو مصرّاً على تغيير وجه العالم بالمزيد منها، كإصراره على تنفيذ فكرة الهايبرلوب (كبسولة المستقبل) التي طرحها في عام 2013، والتي وصفها كوسيلة ستغيّر وجه العالم في مجال النقل، وقد جذبت هذه الفكرة حقاً عدداً ضخماً من الجماهير المتحمّسين لتصبح حقيقة واقعة.

وتأكيداً على مضّيه قدماً في تنفيذ هذه الفكرة، أطلقت شركة سبيس إكس أخيراً أول تحدٍّ لنقل التجارب الشبابية الأولية للهايبرلوب إلى أرض الواقع. وقد اشترك في هذه المسابقة 27 فريقاً جامعياً، نقلوا معدّاتهم التجريبية إلى مقر الشركة الرئيسي في ولاية كاليفورنيا الأميركية للمشاركة في هذا الحدث التكنولوجي الأول من نوعه عالمياً.

هل يتحول الهايبرلوب لوسيلة نقل أساسية؟

يجيبنا على هذا السؤال ببساطة، الفرق الجامعية التي شاركت في تحدي هايبرلوب الأول في مقر سبيس إكس مؤخراً، وهم 3 من أصل 27 فريقاً حملوا معداتهم التكنولوجية المتطورة إلى مقر الشركة الرئيسي للمشاركة في التحدي، لكن الحظ لم يحالف 24 فريقاً منهم للمشاركة في الحدث، وذلك بسبب ضيق الوقت.

وأعلنت شركة سبيس إكس بعد نهاية التحدي أنّ الفرق الجامعية التي حظيت بالمشاركة هي الفرقة القادمة من معهد MIT الأميركي والثانية من جامعة ديلفت للتكنولوجيا في هولندا، وأما الثالثة فمن جامعة ألمانيا للتكنولوجيا في ميونخ. وقد حصل على المرتبة الأولى لأسرع رحلة هايبرلوب، الفريق الألماني الذي أطلق على نفسه اسم WARR Hyperloop والذي استطاع تسيير أسرع رحلة ضمن أنبوب النقل المفرّغ الخاص بالهايبرلوب، بسرعة وصلت إلى 90 كم في الساعة. إلا أنّ جائزة المركز الأول ذهبت إلى الفريق الهولندي، بناءً على ميزات الأمان التي احتواها تصميم الهايبرلوب الخاص بهم إلى جانب ميزات السرعة.

hyperloop 1 contest - alvexo

ورغم هذه التتويجات والاحتفاء بالتجارب الشبابية، إلا أنّ ماسك بقي هو نجم التحدي بينما كان يتفقّد أجهزة الهايبرلوب التجريبية التي اصطحبها الطلاب، وأثنى على عملهم، مؤكّداً أنها خطوة أولى وهامة تجاه جعل الفكرة ككل حقيقة واقعة قادرة على نقل البشر ضمن سرعات فوق صوتية وخلال أزمنة قياسية.

أما خارج ميدان المسابقة، فيبدو أنّه قد بدأ فعلياً بالتمهيد لذلك الآن، بعد إعلانه الأخير أنّ شركة الحفر الجديدة الخاصّة به ستبدأ بحفر أنفاق متعددة تحت المدن الأميركية، والتي يُعتقد أنّها ستكون متطورة بما فيه الكفاية لتكون أكثر كفاءة – من شبكات المواصلات الحالية – لاحتواء تكنولوجيا الهايبرلوب القادمة!

الخطوات القادمة لجعل الهايبرلوب حقيقة

إنّ هذا التحدّي العالمي الذي أطلقته سبيس إكس واحتفى به روّاد النقل والتكنولوجيا في العالم، ما هو إلا خطوة من سلسلة تحدّيات قادمة ستنظمها الشركة على مدار العامين القادمين، وليس الهدف من ذلك توزيع جوائز على الرابحين أو إصابة الخاسرين بالإحباط، بحسب ما يؤكّد ماسك، وإنما المقصد الأساسي من هذه التحدّيات هو تشجيع الناس على الابتكار والإبداع، وإبقاء الفكرة قيد النقاش. ويشير ماسك إلى أنّ المهم في كل هذا هو حشد أعداد أكبر من الناس المتحمّسين لأشكال جديدة من وسائل النقل، وتشجيع الناس على التفكير خارج الصندوق وأفكار الماضي، لاستكشاف حدود الفيزياء ونشر المزيد من الإلهام حول أفق ما يمكن حقاً للبشر فعله لجعل حياتهم أفضل.

وسيستمر ذلك بالطبع بالتزامن مع بدء شركة الحفر الجديدة التابعة للملياردير ماسك بالحفر لتأسيس بنية مواصلات جديدة قادرة على استقبال هذه الوسيلة الجديدة للسفر والتنقّل السريع. حيث بعد إطلاق مفهوم الهايبرلوب في 2013، وجد ماسك نفسه بمواجهة بنية مواصلات تقليدية، غير قادرة على استقبال هذه الفكرة الجديدة كليّاً بشكل آمن وقادر على حلّ أزمة الازدحام الخانق في مراكز المدن، وتحقيق القدرة على وصل المدن في شبكات مواصلات حديثة يصل طولها إلى أكثر من 1500 كم.

هايبرلوب في دبي!

ليس فقط ماسك من يحاول نقل هذه الفكرة إلى الواقع، فقد أعلنت شركة هايبرلوب ون في نوفمبر الماضي عن مشروع أول هايبرلوب في العالم سيتم تنفيذه بين مدينتي أبو ظبي ودبي، لنقل المسافرين بين الإمارتين خلال 12 دقيقة فقط.
حيث أعلنت هيئة الطرق والمواصلات في دبي، توقيع اتفاقية مع شركة هايبرلوب ون المتخصصة في النقل السريع، لتنفيذ دراسة مشروع إطلاق أول هايبرلوب في العالم، بين دبي وأبو ظبي، بسرعة نقل فائقة تصل حتى 1200 كيلومتراً في الساعة.

وفي النهاية لا شك بأن الهايبرلوب قد نجح حقاً بأن يشغل أوساط النقل السريع خلال السنوات الأخيرة، وقد بدأت عدة مبادرات مستقلة تعمل على نقل هذا الإلهام إلى الواقع، ومنها شركة HTT (Hyperloop Transportation Technology)، التي قدّمت في ديسمبر الماضي عرضاً مقترحاً لتطبيق الفكرة بالتعاون مع وزارة النقل الطرقي والسريع في الهند. إضافة إلى مشروع ربط قارة أوروبا ضمن شبكة نقل واحدة تستخدم هذه التقنية، بدءاً من جمهورية التشيك، فضلاً عن مخططات الشركة لبناء نظام نقل فائق السرعة تحت الماء.

وتبقى الفكرة قابلة للتطوّر، من حيث تأكيد الخبراء على إيجابياتها التي تبرز ليس فقط من ناحية السرعة الكبيرة، وإنما من ناحية الأمان الذي تتمتع به هذه الوسيلة، حيث أنها صممت لتعمل ضمن أنابيب ضخمة مفرغة من الهواء لعزل تأثير الاحتكاك عن سطح المركبة، وبالتالي فسيكون المسافرون عبرها مؤمّنين ضد العناصر الخارجية أيضاً، رغم أنّ ذلك للأسف سيكون عامل ضعف في حال حصول أي مشاكل مرتبطة بعمل المركبة، حيث لن يكون للمسافرين طريقاً للخروج. إلا أنّه المدافعون عن الهايبرلوب يؤكّدون على أنّ أنظمة التحكّم المؤتمتة، ستحدّ بشكل كبير من عامل الخطأ البشري، وبالمحصّلة جعل نسبة الحوادث منعدمة تقريباً.

مقالات ذات صلة