من سيصل للبيت الأبيض في الانتخابات الأمريكية؟
بدأ الأمريكيون منذ منتصف ليلة اليوم الثامن من نوفمبر بالتوافد إلى المراكز الانتخابية لانتخاب مرشحهم للانتخابات الرئاسية الأمريكية، والتي ينحصر التنافس فيها بين المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون والمرشح الجمهوري دونالد ترامب.
أولى الدوائر الانتخابية التي استكملت العملية الانتخابية كانت قرية ديكسفيل نوتش التي تقع شمال شرق الولايات المتحدة وتحوي ثمانية ناخبين فقط! وحصلت كلينتون على أربعة اصوات مقابل صوتين لترامب وصوت للمرشح الليبرالي غاري جونسون، وتمت العملية أمام كاميرات الصحفيين لتحقق كلينتون فوزاً رمزياً في بداية الانتخابات.
ما هي نتائج آخر استطلاعات الرأي؟
أكدت آخر استطلاعات الرأي أن فرص كلينتون في الفوز كبيرة أمام منافسها ترامب خصوصاً بعد الدفعة المعنوية التي تلقتها هي ومؤيدوها من خلال تصريحات مكتب التحقيقات الفيدرالي بأنه ما من موجب قانوني لتوجيه تهم جنائية لكلينتون بسبب رسائلها الإلكترونية أثناء عملها كوزيرة للخارجية.
إذ قال جيمس كومي مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI أن المراجعة التي أجريت مؤخراً لرسائل كلينتون لم تغير ما توصلوا إليه سابقاً بعدم وجود ما يبرر قانونياً توجيه تهم إليها لاستخدامها بريدها الإلكتروني الخاص، ووضح في رسالة إلى الكونغرس أن فريق التحقيق راجع بشكل كامل كل رسائل واتصالات المرشحة الديمقراطية، ولم يجد شيئاَ يدعو لاتهامها.
قرار الـ FBI أسهم بشكل إيجابي في صالح كلينتون التي أظهرت معظم استطلاعات الرأي تقدمها على ترامب بنحو ثلاث نقاط مئوية على مستوى الولايات المتحدة، كما أظهر استطلاع أجرته رويترز/ إبسوس أن فرص كلينتون للفوز تصل إلى 90% وأن أي تغيير قد يتمكن منه ترامب يتطلب تصويتاً غير محتمل لصالحه من قبل السود واللاتينيين في 6 أو 7 ولايات.
الاستطلاع أضاف أن المرشحة الديمقراطية تتقدم على نظيرها الجمهوري بواقع 45% من الأصوات مقابل 42% في التصويت الشعبي، وأنها في طريقها لجمع 303 من أصوات المجمع الانتخابي مقابل 233 صوت لترامب وهو رقم يفوق الرقم المطلوب 270 صوتاً.
وتتوقف فرص ترامب في الفوز على أدائه في ولايات فلوريدا وميشيغان ونورث كارولينا وأوهايو، التي كاد أن يحسمها لصالحه يوم الأحد، عندما انتهى استطلاع الرأي، وكذلك بنسلفانيا التي تتقدم كلينتون فيها بفارق ضئيل يبلغ ثلاث نقاط مئوية.
وحتى يفوز في السباق إلى البيت الأبيض، يجب أن يحظى ترامب بمعظم هذه الولايات، وفق الاستطلاع الذي اعتبر أن أي خسارة للمرشح الجمهوري في اثنتين من ولايات فلوريدا وميشيغان وبنسلفانيا ستعني بشكل حتمي تقريبا فوز كلينتون بالرئاسة.
آلية الانتخابات الأمريكية باختصار
تجري الانتخابات الرئاسية مرة في كل أربعة أعوام حسب الدستور الأمريكي، وتقام في أول يوم يوافق الثلاثاء ما بين الثاني والثامن من نوفمبر، وتتم الانتخابات على مرحلتين.
المرحلة الأولى هي الانتخابات التمهيدية حيث يختار الحزبان الرئيسيان (الديمقراطي والجمهوري) مرشحاً عنهماً عبر انتخابات تتم في الولايات يصوت فيها أعضاء الحزبين، ثم يختار كل مرشح فائز نائباً له ويصادق عليهما في مؤتمر الحزب.
المرحلة الثانية هي الانتخابات العامة التي يصوت فيها المواطنون لصالح مندوبي المراكز الانتخابية معروفي التوجهات الذين يختارون المرشح، فالمواطنون يصوتون لمندوبي “المجمع الانتخابي” الذين بدورهم يختارون الرئيس، الناخب الأمريكي يستخدم بطاقته للتصويت لمندوب المرشح الذي وعد بانتخابه وليس المرشح نفسه.
والمرشح الذي يحصل على أكثر الأصوات في ولاية معينة يفوز بكل أصوات مندوبي المجمع الانتخابي في تلك الولاية، عدا ولايتي ماين ونبراسكا حيث يتم اعتماد النظام النسبي التقليدي.
المرشح الذي يحصل على 270 صوتاً من أصوات المجمع الانتخابي يفوز بالرئاسة وفي حال عدم حصوله على النسبة المطلوبة حينها يختار الرئيس عبر التعديل 12 من الدستور الأمريكي وذلك عبر تصويت في مجلس النواب حيث يتم منح صوت واحد لكل ولاية.
الدولار ينتعش والمزيد في حال فوز كلينتون
انتهاء قضية بريد كلينتون مع مكتب التحقيقات الفيدرالي لم يكن له تأثير إيجابي فقط على الحملة الانتخابية للمرشحة الديمقراطية وارتفاع أسهمها في الفوز، بل انعكس كذلك بشكل إيجابي على وضع الدولار الذي شهد هبوطاً في الفترة الماضية بعد تجدد التحقيقات في قضية كلينتون.
الدولار سجل البارحة الاثنين ارتفاعاً بنسبة 1.4 في المائة ليصل إلى 104.55 أمام الين الياباني، بعد أن انخفض الأسبوع الماضي إلى 102.550 ين عقب استطلاعات أظهرت تقارب الأرقام بين كلينتون و دونالد ترامب نتيجة لتجدد مشكلة بريد كلينتون.
كما انخفض اليورو 0.6 في المائة، ليستقر عند 1.1077 دولار، وفق ما ذكرت وكالة رويترز، وتوقع مراقبون اقتصاديون أنه في حال فوز هيلاري كلينتون بالانتخابات فإن أسعار الفائدة الأمريكية ستحقق ارتفاعاً في الشهر المقبل.
الرسائل الأخيرة واستهداف المتأرجحين
من المعروف في الانتخابات الأمريكية أن المصوتين الذين لا ينتمون لأحد الحزبين الرئيسيين وكذلك الولايات المتأرجحة في الانتماء بين الحزبين هي التي دائماً ما تحسم نتيجة الانتخابات لأحد المرشحين.
ولذلك قضى المرشحان كلينتون وترامب اليوم الأخير في التجول بين العديد من الولايات في محاولة لكسب أصوات الذين لم يحسموا أمر التصويت بعد وكذلك لرفع معنويات أنصارهم وحثهم على التصويت.
المرشحان بثا رسائلهما الأخيرة عبر قناتي CBS وNBC في وقت ذروة المشاهدة ليلة الانتخابات، وفي إعلان كلينتون الذي صورته نهاية الأسبوع الماضي، تخاطب المرشحة، الأميركيين مباشرة من الوضع جالسة، وهي ترتدي بدلة بيضاء، لا تذكر اسم ترامب صراحة، بل تشير إلى “منافسها”، وتقول إن “المسألة ليست اسمي أو اسمه، إنها الوطن الذي نريده لأطفالنا وأحفادنا” ودعت الأمريكيين إلى الاختيار بين أمريكا موحدة أو منقسمة.
أما إعلان ترامب فقام بتصويره يوم 4 نوفمبر، وبُث في وقت سابق، وتجاوز عدد مشاهديه 6 ملايين، ونص الإعلان مأخوذ من كلمة سابقة لترامب ألقاها يوم 3 أكتوبر، وأكد فيها أنه عازم على “تأسيس حكومة جديدة يقودها الشعب الأميركي”، مشيراً إلى الفساد الذي يعصف بالإدارة السياسية الحالية، من وجهة نظره.