الأكثر شهرة

الرئيسيةتكنولوجيامولدات الطاقة الشمسية ستغذي 100 مليون بيت بحلول العام 2020

مولدات الطاقة الشمسية ستغذي 100 مليون بيت بحلول العام 2020

نشطت المغرب مشروع نور، حيث تم تجهيز محطة لتوليد الطاقة الشمسية (CSP)، الجزء الأول من المشروع يتضمن ثلاثة مراحل في الصحراء ويهدف إلى تزويد أكثر من مليون منزل بالكهرباء بحلول عام 2018. في حين تقع المرايا الشمسية 500،000 على شكل هلال نور على آلاف الدونمات من الأراضي الصحراوية قرب وورززات، سوف تولد ما يصل إلى 160 ميغاوات من الكهرباء. في حين تعتبر هذه المحطة الاكبر في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والقارة الأفريقية. حيث انه عندما تصبح المحطة كاملة، ستعمل على انتاج 350 ميغاواط حينها ستكون أكبر منشأة لإنتاج الطاقة الشمسية في العالم.

عندما افتتح العاهل المغربي الملك محمد السادس منشأة، فعل رسميا المرحلة الثانية والثالثة من المشروع نور الثاني والثالث. ووفقا لصناديق الاستثمار في الأنشطة المناخية (CIF) بلغت تكلفة مشروع نور ما يقرب من 1 مليار $، وهو ما يتجاوز التقديرات الأصلية من الولايات المتحدة 820 مليون دولار. وجاء التمويل من صناديق الاستثمار في الأنشطة المناخية (CIF) والبنك الدولي، وبنك التنمية الأفريقي، وأيد أيضا بضمانات الحكومة المغربية. حيث ان دعم الطاقة غير المعلن من الملك سوف يعمل على إبقاء التكاليف دون زيادة عند نقلها إلى مستهلكي الطاقة.

واضافت ان “العائد على الاستثمار سيكون كبيرا لهذا البلد وشعبه، من خلال تعزيز أمن الطاقة، وخلق بيئة أنظف، وتشجيع الصناعات الجديدة”، هذا ما صرحت به ماري فرانسواز مديرة البنك الدولي للمغرب العربي في بيان صحفي.

توقعات متفائلة للبنك الدولي حول مشاريع الطاقة الشمسية

ويتوقع البنك الدولي أن المنشأة سوف تقلل تكاليف الطاقة الشمسية على مستوى الصناعة، ولكن مستقبل هذه التكنولوجيا غير مؤكد نظراً للانخفاض السريع في أسعار الخلايا الكهروضوئية الشمسية. تكلفة المصنع حوالي 6 $ لكل واط، في حين أن مشاريع الطاقة الشمسية الكهروضوئية تأتي بفائدة صافية 2 $ لكل واط. حيث ان إفلاس أحد أكبر شركات التطوير CSP العالمي مؤخرا، اسبانيا أبينجوا، أدت الى تقويض الفائدة في استثمارات الطاقة الشمسية في المستقبل. ومع ذلك، فإن التكنولوجيا هي مناسبة تماما لتسخير الطاقة الشمسية في الصحراء.

كتبت الجارديان عن المشروع في أكتوبر الماضي، وقالت: “إن الإمكانات لتوليد الطاقة الشمسية من الصحراء معروفة منذ عقود”. في الأيام التي تلت حادث تشيرنوبيل النووي في عام 1986، قام العالم الفيزيائي الألماني جيرهارد كنيس بحساب ما تتلقاه الصحاري في بعض ساعات واستنتج انها تولد ما يوفر احتياجات الطاقة البشرية لمدة عام كامل. على الرغم من ذلك، كان التحدي هو الاستيلاء على هذه الطاقة ونقلها إلى المراكز السكانية عندما يتطلب الأمر”.

خلافاً للأنظمة الكهروضوئية، لا يتراجع انتاج الطاقة الشمسية المركزة إذا كانت السماء ملبدة بالغيوم، حيث أنها لا تحتاج بطارية احتياطية لتخزين الطاقة لاستخدامها ليلا. التكنولوجيا تعمل بالطريقة الأتية: أشعة الشمس المركزة تضرب المرايا، التي ترفع حرارة السوائل في خط الأنابيب على نطاق المنظومة، التي تخلق البخار الذي بدوره يدفع التوربينات التي تنتج الكهرباء. يستخدم نظام وورززات المرايا المكافئة الطويلة التي يبلغ طولها 39 قدما لتركيز الطاقة على هذا الخط مما يجعل السوائل تصل إلى درجة حرارة 739 درجة فهرنهايت. في حين يمكن تخزين الحرارة الفائضة في خزان من الأملاح المنصهرة للاستخدام أثناء الليل أو في الأيام الملبدة بالغيوم. وقد تم تصميم نور 1 للحفاظ على ثلاث ساعات من قيمة هذا التخزين، والتي هي في الوقت الحاضر اقل تكلفة من بطارية تخزين بديلة.

العديد من الدول العربية تبدأ مشاريع للطاقة المتجددة

المغرب، على غرار الأردن، ليست منتجة للنفط، وتستورد نحو 97 في المئة من استهلاكها للطاقة، وفقا لبيانات البنك الدولي. في حين يقلل الاستثمار في الطاقة المتجددة من الاعتماد على الموردين الأجانب ويعلم على تأمين إمدادات الطاقة على المدى الطويل في البلاد ويقلل من انبعاثات الكربون على المدى الطويل في البلاد بملايين من الأطنان.

تكمن قوة مشروع في طموح المغرب للاستفادة من صحاريها الشاسعة لتصبح قوة عظمى تعتمد على الطاقة شمسية فقط بعيدا عن مصادر الطاقة الاعتيادية كالنفط ومشتقاته، والتي تهدف في نهاية المطاف إلى تقديم الطاقة بشكل أساسي الى دول البحر الأبيض المتوسط ​​وأوروبا. سوف تشكل الطاقة الشمسية 33% من إمدادات الطاقة المتجددة في المغرب بحلول عام 2020، مع الطاقة الكهرومائية وطاقة الرياح والتي توفر كل منهما نفس الحصة ايضا. في حين تعتقد وزيرة البيئة في المغرب، حكيمة الحياطي، أن الطاقة الشمسية يمكن أن يكون لها نفس تأثير على هذا القرن كالذي تركه النفط على القرن الماضي.

استعمال الطاقة المتجددة سيقلل من استيراد النفط

يعتبر هذا المشروع خطوة ايجابية لبلد يعتمد على استيراد الطاقة من الدول المنتجة للنفط ومشتقاته، لكن تكمن المشكلة إذا اخذت بعض الدول الاخرى غير المنتجة للنفط هذا التجربة وعملت على تطبيقها، حيث ان نجاح هذه التجربة في عدة دول غير المنتجة للنفط سيؤدي الى انخفاض النفط الى مستويات اقل من التي نشهدها في الوقت الحالي. في حين ستعمل الزيادة في الانتاج، اضافة الى تخمة الاسواق بكميات هائلة من النفط ونجاح بعض مشاريع الطاقة البديلة حتى عام 2020 الى الاستغناء عن النفط بشكل جزئي، وإذا اثبتت تلك التجارب نجاحات متتالية، ربما قد نشهد استغناء العديد من الدول عن استيراد النفط والاكتفاء بالطاقة البديلة كحل جذري.

مقالات ذات صلة