أعلنت شركة ريزر السنغافورية للتكنولوجيا أن اثنين من نماذجها الأولية لجهاز الكمبيوتر المحمول ريزر قد تعرضت للسرقة من داخل قاعة معرض CES 2017 المقام في مدينة لاس فيجاس الأمريكية.
وكانت الشركة قد قدمت منذ أشهر عرضاً أولياً للجهاز المحمول المخصص للألعاب والمزود بثلاثة شاشات عالية الجودة بدقة 4K والتي تخرج أوتوماتيكياً عند تشغيل الجهاز لتقديم أفضل جودة وأميز تجربة ألعاب موجودة حالياً، دون تقديم موعد رسمي لإطلاق الجهاز.
إعلان الشركة جاء عبر منشور على صفحة الرئيس التنفيذي مين ليانغ تان على موقع فيسبوك، حيث أكد أن اثنين من النماذج الأولية تعرضت للسرقة وأن الشركة تبحث في اتخاذ الإجراءات المناسبة للتعامل مع الموقف.
تان أضاف عبر موقع فيسبوك أن “فريق الشركة يعمل بشكل جاد ونزيه، وأنهم فخورون بتقديم الأحدث والأفضل” وتابع تان “إننا نتعامل مع السرقة أو التجسس الصناعي في حال وجوده في الحادثة بشكل جدي جداً، وهذا النوع من الغش ليس أمراً عادياً “.
متحدثة رسمية باسم جمعية تكنولوجيا المستهلك والتي تنظم وتدير معرض CES للتكنولوجيا، عبرت عن أسفها الشديد للحادثة، مؤكدة أن الأمن الخاص بالمشاركين في المعرض ومنتجاتهم والعاملين فيها هي أولوية كبرى بالنسبة للجمعية.
وأضافت المتحدثة أن العديد من وسائل الأمن المشددة يتم استعمالها لمنع حصول حوادث مشابهة للسرقة التي حصلت مع شركة ريزر، فمثلاً الجمعية لا تسمح للعمال بالدخول إلى أرض المعرض إلاّ بعد ساعة من انتهاء المعرض لكي يتاح للمشاركين نقل منتجاتهم وتفكيك الأجنحة التي يضعون فيها منتجاتهم.
ولم تكن هذه المرة الأولى التي تتعرض فيها شركة ريزر لعملية سرقة أحد منتجاتها، حيث سبق في عام 2011 أن اقتحم شخص مختبرات الشركة في مدينة سان فرانسيسكو وقام بسرقة نموذج أولي لجهاز الكمبيوتر المحمول الخاص بالألعاب ريزر بليد إضافة إلى جهاز محمول وكاميرا رقمية فيما ترك بقية المختبر سالماً.
سرقة أم دعاية، ما الذي حصل في لاس فيجاس؟
خبر سرقة النماذج الأولية لجهاز ريزر المحمول أثارت عاصفة من الأسئلة وردود الفعل المستغربة للحادثة، خصوصاً مع وجود إجراءات أمنية مشددة ومتطورة في معرض CES للتكنولوجيا حيث حصلت الحادثة.
أحد خبراء التكنولوجيا أكّد أن قاعات المعرض مليئة بالكاميرات التي تراقب مختلف الزوايا وكل شبر في قاعات المعرض، وهو ما يجعل عملية السرقة مفاجأة كبيرة، هذا إذا تجرأ أحد على القيام بتلك المجازفة من الأساس.
هذه المعطيات دفعت بالعديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي إلى اعتبار العملية قضية تجسس صناعي من شركة أخرى، حيث أن الرئيس التنفيذي لشركة ريزر لمّح إلى ذلك في كلامه على موقع فيسبوك، خصوصاً أن منتجات ريزر والمنتج المسروق بالذات كانت أثارت ضجة وحماسة كبيرة في مجتمع محبي ألعاب الفيديو.
جهاز ريزر المحمول أو Project Valerie كما أسمته الشركة والذي سيحوي لوحة مفاتيح ميكانيكية إضافة إلى الميزة الأبرز وهي الشاشات الثلاث بدقة 4k وحجم 17.3 إنش، تصدر أخبار مواقع التكنولوجيا لأسابيع بعد الكشف عنه وهو ما دفع بأكثر من خبير تكنولوجي لعدم استبعاد احتمال تعرض الشركة لمحاولة لسرقة أسرار الجهاز الجديد.
كذلك فإن جهاز Project Ariana والذي ارتبط بشكل كبير بتجربة الألعاب في جهاز ريزر المحمول حصل على شهرة كبيرة، حيث يستخدم هذه الجهاز كاميرا عالية الجودة وأجهزة إضاءة للمزامنة بين تأثيرات الألعاب على الكمبيوتر المحمول ونقل تلك التأثيرات الصوتية والضوئية إلى الغرفة التي يجلس فيها اللاعب.
جهاز Project Ariana حصل قبل أسبوعين فقط على جوائز في Gaming Show وكذلك جائزة التميز من People’s Choice إضافة إلى حصوله على تقييمات عالية من مواقع التكنولوجيا، وهو ما قد يعني أن الشركة ربما فعلاً تتعرض لمحاولة الإضرار بها من قبل أحد المنافسين.
من جهة أخرى فإن بعض خبراء التكنولوجيا ورواد مواقع التواصل الاجتماعي اعتبروا أن القضية بجلها ما هي إلا خدعة دعائية من قبل شركة ريزر لشد الانتباه من جديد إلى منتجها الجديد والحصول على المزيد من الدعاية المجانية دون تكاليف.
أحد المعلقين على موقع فيسبوك كتب “لو أن لدي تصميماً غريباً لجهاز حاسوب محمول وأردت أن ينتشر بكثرة، فسأقول ببساطة أنه تعرض للسرقة لأحصل على دعاية مجانية!”.
وجهة النظر هذه ليست مجرد مزحة فهي ليست سابقة في عالم التكنولوجيا والترويج ككل، إذ أن العديد من شركات التكنولوجيا تلجأ إلى الكثير من الوسائل غير النمطية للترويج لمنتجاتها وفبركة عملية سرقة لمنتج ما بالتأكيد ستجعله الخبر الأول على مواقع التكنولوجيا وبالتالي ستدفع بالكثيرين لمعرفة التفاصيل حوله وما الذي قد يدفع بشخص أو شركة ما لسرقته.
لكن أحد خبراء التكنولوجيا وألعاب الفيديو اعتبر أن الحديث عن خدعة للدعاية في قضية السرقة ليس احتمالاً جدياً، خصوصاً أن جهاز ريزر المحمول كان الخبر الأول في مواقع التكنولوجيا والألعاب لأسابيع وأنه نال شهرة ودعاية كبيرة، وأضاف أن شركة ريزر لا تبدو أبداً بحاجة لمثل هذه الخدعة للحصول على المزيد من الدعاية.
ما بعد السرقة
شركة ريزر عاجلت لاتخاذ كافة الإجراءات القانونية لحماية حقوقها واستعادة النموذجين المسروقين، كما وضعت أرقاماً للاتصال وبريداً إلكترونيا لمن يملك أي معلومات حول النماذج المسروقة، إضافة إلى مكافأة بقيمة 25 ألف دولار أمريكي.
الشركة أضافت أن أي اتصال معها حول عملية السرقة سيحظى بسرية وحماية تامة منها وأن أي معلومات يقدمها الأشخاص لن يتم كشفها للعامة وستبقى ما بين الشركة والجهة المقدمة للمعلومات.
لحسن حظ القائمين على إنتاج جهاز ريزر المحمول فإن النموذجين الذين سرقا من معرض CES ليسا النموذجين الوحيدين لدى الشركة، فيما أكد خبراء أمنيون أن المكافأة التي ستقدمها شركة ريزر قد تزيد في حال كانت المعلومات أكثر قيمة أو أدت بشكل مباشر إلى القبض على المتورطين في العملية وإدانتهم.
في كل الأحوال يبدو أن شركة ريزر لن تتعرض لأي ضرر كبير من عملية السرقة التي جرت في معرض CES حيث أكدت الشركة أن العمل مستمر في مشاريعها الحالية وأنها ستعمل على جعل مشروع Ariana جاهزاً لطرحه للمستهلكين في السوق في نهاية هذا العام، دون الحديث عن موعد رسمي بالنسبة لجهاز ريز المحمول الذي يحمل اسم Project Valerie.
جهاز الحاسوب المحمول السابق الذي أصدرته الشركة باسم ريز بليد حقق نجاحاً كبيراً بين محبي ألعاب الفيديو والتكنولوجيا ونال استحسان الكثير من مواقع التكنولوجيا وخبراء ألعاب الفيديو، الذين اعتبروا أن جهاز ريزر المحمول القادم رغم تصميمه الغريب سيثير عاصفة في عالم أجهزة الحاسوب المخصصة للألعاب وسيجعلها تنتقل إلى مرحلة جديدة مختلفة تماماً.
الشركة التي أسسها رائد الأعمال مين ليانغ تان في سنغافورة قبل أن تصبح مقراتها الرئيسية في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، داومت منذ تأسيسها على تقديم منتجات سباقة من حيث الإمكانيات وغرابة التصميم والابتكار ولا يبدو أن حادثة سرقة منتجاتها ستدفعها للتراجع عن أسلوبها المبتكر في العمل وتقديم المزيد من المنتجات الفريدة من نوعها.