تقنية خط المرمى هي استخدام التكنولوجيا في رياضة كرة القدم لمعرفة هل تجاوزت الكرة خط المرمى أم لا مما يساعد حكم المباراة في تقرير احتساب هدف للفريق من عدمه، خصوصاً أن بعض الحالات في كرة القدم لا تدخل فيها الكرة بشكل واضح إلى المرمى، وتسهم هذه التكنولوجيا بشكل كبير في الحد من الأخطاء البشرية التي مازال بعضها يثير الجدل حتى اليوم مثل هدف إنجلترا أمام ألمانيا في نهائي كأس العالم لعام 1966.
تقنية خط المرمى بدأ تطويرها في عام 1999 في هامبشاير في إنجلترا على يد الدكتور باول هوكينز والعديد من المهندسين في مختبرات شركة Siemens الألمانية للإلكترونيات والتكنولوجيا، وبدأ استخدامها في رياضة الكريكت منذ عام 2001 من قبل الشبكات التلفزيونية، قبل أن تستخدم لدعم القرارات التحكيمية في عام 2008.
بدورها رياضة التنس استفادت من تقنية خط المرمى وأخضعتها للتجارب في عام 2005 قبل أن يتم اعتمادها للاستخدام من قبل عدة بطولات رئيسية مثل بطولة أمريكا المفتوحة وبطولة أستراليا المفتوحة وويمبلدون.
الاتحاد الدولي لكرة القدم FIFA بدأ بتجربة تقنية خط المرمى في عام 2011 واستخدمها للمرة الأولى في بطولة كأس العالم للأندية في اليابان عام 2012، ومن ثم استخدم النسخة المطورة منها في كأس القارات عام 2013 تمهيداً لاستخدامها في كأس العالم التي جرت في البرازيل عام 2014.
هدف منتخب فرنسا في مرمى الهندوراس في دور المجموعات كان علامة فارقة لكونه أول هدف في تاريخ كأس العالم يتم إقراره من قبل الحكم بناء على تقنية خط المرمى، حيث أظهرت الإعادة الخاصة بالتقنية تجاوز الكرة لخط المرمى بمليمترات قليلة.
كيف تعمل هذه التقنية؟
أولاً يجب معرفة أن تقنية خط المرمى هي قائمة على عدة تقنيات وأساليب تابعة لشركات ومبتكرين مختلفين، لكنها تقوم جميعها على مبدأ واحد وهو تتبع حركة الكرة والتأكد عبر الوسائل التكنولوجية من اجتيازها لخط المرمى أو عدم حصول ذلك.
تقنية GoalControl الألمانية والتي استخدمت في كأس العالم بالبرازيل عام 2014 تقوم على استخدام 14 كاميرا ذات سرعة فائقة مثبتة في كل الملعب وتوجه 7 منها على كل مرمى لتتبع مسار الكرة وتحديد هل تجاوزت الخط أم لا.
فيما نجد تقنية Hawk-Eye تعتمد نفس أسلوب GoalControl في الكاميرات لكنها تضيف 7 كاميرات متخصصة في مراقبة مدخل كل من المرميين في حال تم إعاقة الرؤية لدى الكاميرات الأساسية بطريقة ما، وقد استخدمت في الدوري الإنجليزي الممتاز لموسم 2013-2014 وأثبتت صحة هدف للاعب البوسني إدين دجيكو في مباراة بين فريقي مانشستر سيتي وكارديف.
أما شركة أديداس بالتعاون مع شركة Cairos للتكنولوجيا قامت بتطوير نظام لا يعتمد على الكاميرات بل على الحساسات المغناطيسية، حيث توضع حساسات مغناطيسية في منطقة الجزاء متصلة بشريحة توضع داخل كرات TeamGeist التي تنتجها أديداس ويوجد كمبيوتر يتلقى تلك الإشارات لتحديد ما إذا تجاوزت الكرة خط المرمى.
يوجد أيضاً تقنية شبيهة بـ Cairos لكن عوضاً عن استخدام شريحة داخل الكرة يتم اعتماد خط المرمى كمحدد لدخول الكرة من عدمه.
كذلك تعتمد تقنية GoalMinder على مبدأ الكاميرات عالية السرعة لكنها تكون مثبتة في القوائم وعارضة الهدف لتحدد بدقة تجاوز الكرة للخط من عدمه، ويقدم الدليل للحكم فقط دون عرضه على شاشة الملعب ويترك القرار للحكم وحده.
على اختلاف ميزاتها وأنواعها فإن تقنية خط المرمى هي آلية بالكامل لكنها تترك القرار للحكم في تقرير الهدف من عدمه، ومعظمها بما فيها التي استخدمت في كأس العالم الأخيرة ترسل النتيجة إلى ساعة الحكم في أقل من ثانية ليتخذ قراره بسرعة، لكن الاتحاد الدولي لكرة القدم قرر عرض الصور على شاشات الملاعب للتأكد من نزاهة الاستخدام لهذه التقنية.
لا شيء ينجو من الانتقادات
رغم النجاح الكبير الذي حققته تقنية خط المرمى في التقليل من الأخطاء البشرية التي قد تغير نتائج المباريات جذرياً إلا أنها لم تنج من الانتقادات التي لم تكن متعلقة بالجانب التقني بل بكونها تضر (العامل البشري في كرة القدم) باعتبار الأخطاء جزءاً أساسياً من كرة القدم.
الرئيس السابق للاتحاد الدولي لكرة القدم السويسري جوزف بلاتر كان من أنصار هذا الاتجاه وأكد أنه من أشد معارضي إدخال هذه التكنولوجيا إلى الرياضة الشعبية الأولى في العالم معتبراً أنها تقتل الانسيابية والروح التي تمتلكها كرة القدم وأن الأخطاء كانت منذ زمن طويل جزءاً أساسياً من تلك الرياضة.
لقد أصبحت التقنية تتدخل في جميع تفاصيل حياتنا، وانسحب أثرها إلى الرياضة فمثلا أصبح لديك اليوم حذاء ذاتي الربط. وفي الوقت الذي تحاصرنا فيه التكنولوجيا تبقى بعض تلك الامتيازات باهظة الثمن، وهو ما دفع العديد من المنتقدين لاعتبار التقنية ليست مناسبة إلا للاتحادات الكبرى لكرة القدم ولا تناسب الاتحادات الفقيرة والمتواضعة التي لا تستطيع تحمل التكاليف الكبيرة للتجهيزات التكنولوجية التي تطلبها تقنية خط المرمى.
في عام 2013 مفوض الاتحاد الأمريكي لكرة القدم أعلن أن الاتحاد لن يستخدم تقنية خط المرمى في موسم 2013-2014 بسبب تكاليفه الكبيرة، مضيفاً أن تركيب تقنيات GoalControl سيكلف 260 ألف دولار للملعب الواحد إضافة لتكلفة تبلغ 3900 دولار في كل مباراة، فما بالك بالاتحادات الفقيرة في آسيا وإفريقيا.
العديد من البدائل الأقل تكلفة تم إقرارها مثل الحكم الخامس في مسابقات الاتحاد الأوروبي والذي يقف قرب خط المرمى للمساعدة في تحديد تجاوز الكرة لخط المرمى والمساعدة في تقرير ضربات الجزاء والقرارات المماثلة.