الأكثر شهرة

الرئيسيةتكنولوجياطائرة جديدة تقطع ضفتي الأطلسي في 20 دقيقة فقط!

طائرة جديدة تقطع ضفتي الأطلسي في 20 دقيقة فقط!

بسرعة تفوق عشرة أضعاف طائرة كونكورد الأسرع في التاريخ، ستُحلق طائرة Antipode الجديدة بين لندن ونيويورك بـ20 دقيقة فقط. حيث وبالاعتماد على نموذج الاختراق طويل المدى LPM ، ستستطيع الطائرة المُبتكرة أن تطير بسرعة تفوق 18 ألف ميل في الساعة، وعلى علو 40 ألف قدم عن سطح الأرض.

الطائرة الجديدة ستعطي الكثير من الأمل بتوفير الوقت، لكنها لن تحتوي أكثر من 10 مقاعد في شكلها الحالي الذي أطلقه المصمم الكندي كارلس بومباردييه مؤخراً كهيكل مُقترح، فيما لايوجد خطط استثمار تجارية واضحة حتى الآن.

طائرة جديدة تقطع ضفتي الأطلسي في 20 دقيقة فقط!

بومباردييه في حديث لـBBC، قال: إن الناس دائماً كانوا مولعين بفكرة الانتقال من مكان ما، إلى مكان مُقابل على سطح الكرة الأرضية بغضون دقائق،لذا فكّرت أنّ هذا الأمر ماسيجذب الناس إلى تصميم طائرتي الجديدة.

ويُضيف المصمم الكندي، أنّ الطائرة الجديدة التي ستطير بسرعة 24 ماك (أسرع بـ 12 ضعف من طائرة كونكورد)، ستقوم بذلك عبر استخدام مُعززات صاروخية خاصة، وهنا تبدأ المغامرة الممتعة، برأيه، فهل ستُشاركه الرأي، وتقدم على استخدام هذه الطائرة يوماً ما؟! إليك تفاصيل أكثر عن المشروع.

بماذا تتفوّق Antipode على طائرة “كونكورد” الأسرع في التاريخ؟

وبما أن الحديث عن طائرة Antipode الجديدة، لم يخلُ أبداً من مقارنتها مع طائرة كونكورد الأشهر في مجال الطائرات عالية السرعة، فلا بد من أن نعرف في البداية مميزات كونكورد، لنكتشف بمَ قد تتميز Antipode فيما لو أصبحت حقيقة!

انطلقت كونكورد قبل 40 عاماً باتفاقية مشتركة بين حكومتي فرنسا وبريطانيا، ثم أتمّت في أول أيام أكتوبر 1969 أول رحلاتها بنجاح تام، ولكنها لم تُطلق للاستثمار التجاري قبل 21 يونيو 1976، وكانت أولى رحلاتها على الخطوط الجوية البريطانية، بين لندن والبحرين، بينما على الخطوط الجوية الفرنسية، فحلّقت بين باريس وريو دي جانيرو مروراً بداكار، لكنّ مسيرتها لم تتجاوز الثلاثة عقود.

ففي عام 2003 صدر قرار يوقف استخدامها في جميع مطارات العالم، ليختم رحلات العدد المحدود من طائرات هذا الطرز، على أثر الحادث الذي هزّ عالم الطيران، مع تحطم طائرة كونكورد بعد إقلاعها بقليل من مطار شارل ديغول في باريس عام 2001، ما أدى إلى موت كل الركاب الذي كانوا على متنها.

antipode plane uses rocket boosters - alvexo blog

وبالحديث عن مميزات كونكورد، فأبرز ما أثبتته على مدار حوالي 30 عاماً من الخدمة يمكن أن نلخصّه بأنها أسرع طائرة تم صنعها حتى الآن، حيث كانت تستهلك نصف الوقت الذي تستهلكه بقية الطائرات.
كما تملك قدرة قصوى على الارتفاع لأكثر من 60 ألف قدم، بينما كانت تعلو في الأوقات العادية حتى 50 ألف قدم، ولم يكن لديها أي طائرة منافسة من هذه الناحية.
كما كانت أول طائرة تتمتع بنظام الطيران الأوتوماتيكي على الاطلاق، ورغم الضجيج الذي كانت تحدثه في كل مرة تحطّ خلالها في أحد المطارات، إلا أنّها من الداخل كانت تتمتع بضجيج أقل في معظم رحلاتها، وذلك بفضل نظام الطيران الذي يتجاوز سرعة الصوت.

ولكن يبقى الأهم، أنّ تجربة كونكورد ما تزال تمارس سحرها على عالم الطيران حتى اليوم، إذ أعلنت شركة أيريون العام الماضي أنها ستطلق طائرة “ابنة كونكورد” في عام 2021، التي ستستطيع السفر بين لندن ونيويورك بغضون 3 ساعات فقط، الرقم الذي سيتم كسره مسبقاً، لو تحقق حلم الكندي بومباردييه، باستثمار هيكل طائرته Antipode  الجديدة.

تكنولوجيا طائرة Antipode المبتكرة

يشرح الكندي بومباردييه أنّ طائرته الجديدة تعتمد على مفهوم جديد للطائرات يُدعى Skreemer، ويتمثّل بالانطلاق عالي السرعة بمساعدة نظام إقلاع ريلغان الكهرومغناطيسي. إضافة إلى معززات صاروخية ترفع سرعة الطائرة بما يكفي لإشعال المحرك النفاث الرئيسي، بهدف الوصول إلى سرعة تتجاوز 10 ماك.

ويهدف هذا المفهوم إلى تحفيز التفكير البشري، لابتكار مركبات تعتمد على الإقلاع الفضائي، لتسريع الطائرات غير الصاروخية. والانتقال إلى مشاريع ريادية على مستوى العالم.

 ويكمن التحدي في ذلك بتعقيد نماذج هذه المركبات، خاصّة أنها ستعمل على علو أخفض من المركبات الفضائية، حيث يكون الهواء أكثف، والسطح أكثر تعرضاً لحرارة أثر احتكاك الهواء.

ستطير طائرة Antipode بفضل هذا المفهوم، 24 مرة أسرع من الصوت، وباستخدام مسارات الطائرات العادية، ومساعدة المعززات الصاروخية، التي تجعل من وصولها لأكثر من 40 ألف قدم فوق سطح الأرض امرًا ممكنًا.

مقدمة الطائرة المُبتكرة صممت لتحتوي فوّهة تجعل اختراقها لسرعة الصوت واردًا، وفق نموذج الاختراق طويل المدى LPM، وبهدف منع ارتفاع درجات الحرارة الناتجة عن الاحتكاك مع الهواء.

يقول بومباردييه، إنّ هذه الأفكار تبقى مجرد مفهوم، ولكنه يأمل أن تقود الناس إلى مشاركة المزيد من أفكارهم لدفع البشرية خطوة جديدة نحو حلم طائرات السفر السريع الخارقة.

وعلى كل حال، تقول التوقّعات، إنّه لو تحقق حلم بومباردييه بطائرته الجديدة، فلا بد أنّها ستأخذ الكثير من الوقت لكي تظهر إلى الوجود، وتدخل الاستثمار التجاري، فضلاً عن أنّ بطاقاتها ستكون غالية الثمن، بحيث لن يستخدمها سوى أصحاب الثروات الضخمة جداً.

الجدير بالذكر ان عالمنا اليوم يضم 10 طائرات على الأقل تتمتع بسرعات فائقة، ويتم تسخيرها لاستخدامات مختلفة، وأبرز هذه الطائرات، طائرة سوخوي الحربية، التي تستطيع الطيران بسرعة 2.35 ماك، وطائرة F-111 أرادفارك، وطائرة ة F-15 التي تعمل في سلاح الجو الأمريكي حتى اليوم. وأخيراً، الطائرة الأسرع على الإطلاق North American X-15، التي تطير بسرعة 6.70 ماك.

بالعموم وكما نرى فأسرع الطائرات بالعالم، جميعها عسكرية الاستخدامات، لذا يبقى الجديد في هيكل Antipode المقترح، هو أنّها مطروحة للاستخدام التجاري اليومي، والأمل في أن تصبح حقيقة قريباً…!

مقالات ذات صلة