يشارك الفريق القبرصي من ذوي الاحتياجات الخاصة في مباراة للعبة هوكي العشب تقام على ملعب مدرسة باسكال الإنكليزية في مدينة لارنكا يوم الجمعة 23 أيلول الجاري. حيث يلعب فريق من طلاب المدرسة في مواجهة الفريق الأولمبي الخاص لمدة ساعة من الزمن، ضمن منافسات هذه اللعبة الشيقة.
وكانت اللجنة المحلية للأولمبياد العالمي الخاص بذوي الاحتياجات الخاصة قد أطلق دورة الألعاب الرياضية السنوية في العاصمة القبرصية نيقوسيا في وقت سابق، قبل أن تنضم المدرسة الإنكليزية إلى المبادرة التي تحتوي متطوعين ومدربين إلى جانب رياضيين من الأطفال والبالغين الذين يعانون الإعاقة الذهنية بدرجات متفاوتة.
تتوزع منافسات الأولمبياد الخاص على مجموعة من الرياضات المختلفة، التي تقام تحت شعار “معًا نصنع المستحيل” في إشارة رمزية لقدرات ذوي الاحتياجات الخاصة، ومحاولة هامة في سبيل دمج هؤلاء في المجتمع الحقيقي بدون تحفظ أو عزل لهم. في نفس السياق يقف إلى جانب تلك الجهود مجموعة من الشركات والمنظمات الأهلية والحكومية، حيث يطمح الجميع بانتقال الفريق الرياضي إلى نهاية منافسات دورة الألعاب الشتوية المقبلة والتي تقام في النمسا.
وتعتبر رياضة الهوكي على العشب من أسرع الرياضات الحديثة نموًا حول العالم، والسبب الأساسي في ذلك هو قدرة اللاعبين على ممارستها على مختلف الأسطح، بما فيها الأرضية العشبية أو الخشبية أو المطاطية سواء كانت الصالات مغلقة أم مفتوحة، مما أعطى هذه اللعبة كثيرًا من الأسماء للدلالة عليها فمن الهوكي على العشب إلى الفلور بول(Floorball) ثم هوكي الصالات، تعددت التسميات والتشابه.
ما هي رياضة هوكي العشب وكيف تلعب؟
تختلف هذه الرياضة عن الهوكي على الجليد من ناحية بيئة اللعب حيث تمارس الأخيرة على أرضية متجمدة في الهواء الطلق، وربما في المنشآت الرياضية المخصصة لها، ويستخدم اللاعبين فيها أحذية خاصة بالتزحلق على الجليد مع عصاة مقوسة الجانب لتحريك كرة صغيرة منزلقة.
لا شك أن طبيعة المناخ البارد في الدول الاسكندنافية وخاصة طقس السويد، قد لعب دورًا كبيرًا في ولادة الرياضات الثلجية إن جاز التعبير، لكن التطورات المتلاحقة والتفاعل البشري جعل من الاستغناء عن المناخ حاجة ملحة لانتقال اللعبة إلى بلدان ثانية، وهو السبب في ظهور أنواع مختلفة من الهوكي كحال هوكي العشب، والتي تمتلك تسميات محلية في بعض البلدان، فيطلق عليها (Salibandy) في فنلندا، واسم (Innebandy ) في السويد والنرويج ، جميع هذه الكلمات مستمدة من لفظة (Bandy) التي تعني بالعربية متقوس.
أما في سويسرا وألمانيا فتدعى اللعبة (Unihockey) وهي مزيج من كلمتين تعطي معنى الهوكي العالمي، على اعتبار أن هذه الرياضة تعتبر شكلًا خاص ومبسط من لعبة الهوكي الأساسية، تلك التي تحتاج إلى منطقة باردة وأرضية متجمدة.
تمتلك هذه الرياضة ميزات جعلت منها نشاطًا مناسبًا للمدارس والتجمعات الأهلية، أما التجهيزات المستخدمة فيها كالعصاة المقوسة، والكرة الصغيرة ديناميكية الحركة، فهي خفيفة الوزن وآمنة مما يسمح بمشاركة اللاعبين من مختلف الأعمار ومن كلا الجنسين، من المحترفين والهواة معًا.
عادة ما تتحرر لعبة هوكي العشب من قواعد عدد اللاعبين في المباراة الواحدة، إلا أن أغلب المنافسات الرسمية تمتثل لقوانين محددة تفترض وجود من ثلاثة وحتى خمسة لاعبين بالإضافة لحارس مرمى في كل فريق. يمكن استبدال حارس المرمى مع أي لاعب آخر وهو الوحيد الذي يسمح له بالتقاط الكرة عبر اليدين، في الوقت الذي يسمح فيه تبديل أي لاعب متى ما شاء المدرب ذلك.
يجب أن تكون قدم واحدة على الأقل ثابتة على الأرض عند استقبال اللاعب للكرة، ولا يسمح بثني الركبتين والركوع لصد او اعتراض الكرة إلا لحارس المرمى. كما يطلب الاعب عند استقباله للكرة أن تكون العصاة المستخدمة تحت مستوى الركبة. أما عند تسديد الكرة فمن الضروري أن تبقى العصاة تحت مستوى الخصر.
يستوجب أي مخالفة لما سبق من هذه القواعد احتساب ضربة جزاء بحق فريق اللاعب المخالف، ولكن العامل الزمني يدخل في الحسبان حيث تحدد مدة العقوبة الجزاء بدقيقتين. يتوزع الفريقان على جانبي الملعب المستطيل الشكل والذي يبلغ طوله 40 وبعرض 20 مترًا يدافع كل لاعب عن المرمى المخصص له، ليمنع دخول الكرة الصغيرة التي يبلغ وزنها 23 غرام وتسجل أبعادها 72 ملم.
تمتلك السويد أكبر دوري منافسات سنوية للمحترفين في هذه اللعبة، كذلك هو الحال في الدولة الجارة فنلندا حيث يشكل هذين البلدين مركز ثقل لعالم الاحتراف في هذه اللعبة، وكان لهما مساهمة في تأسيس اتحاد عالمي للعبة.
في أواخر عام 2008 أعلنت اللجنة الدولية للألعاب الأولمبية اعترافها بهذه الرياضة، وبعد شهر من الزمن قال المسؤولون عن الاتحاد الدولي للأولمبياد الخاص بذوي الاحتياجات الخاصة أنهم ضموا اللعبة إلى قائمة ألعابهم. لاحقا شكل الاعتراف بالاتحاد الدولي لرياضة هوكي العشب في عام 2011 من قبل اللجنة الدولية للألعاب الأولمبية، خطوة هامة لتمهيد الطريق أمام إطلاق منافسات عالمية، حيث من المؤكد مشاركة اللعبة في دورة الألعاب الصيفة والشتوية على حد سواء، وخاصة في تلك التي تقام ضمن العاصمة اليابانية طوكيو عام 2020.
تاريخ الاتحاد الدولي لهوكي العشب
تأسس الاتحاد الدولي لهوكي العشب او ما يعرف بــ الفلور بول في شهر نيسان من عام 1986 في مدينة هوكسفارنا (Husqvarna) السويدية من قبل الروابط المحلية للعبة في كل من فنلندا والسويد وسويسرا، ثم انضمت النرويج والدنمارك له في وقت لاحق من عام 1991، قبل أن يعقد المؤتمر الأول للاتحاد بعد عام وتنطلق بطولة الكأس الأوروبية الأولى لهذه الرياضة في عام 1993.
توسع الاتحاد أكثر مع مرور الوقت وضم إليه لأول مرة دول من خارج القارة الأوروبية كان على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية واليابان، ويعد ذلك بعامين فقط جرت أول بطولة لكأس العالم ضمن منافسات الرجال في العاصمة السويدية ستوكهولم حيث بيعت أكثر من خمسة عشر ألف بطاقة للمتفرجين في مؤشر على اتساع نطاق الاهتمام الشعبي بهذه الرياضية.
أما اليوم فيضم الاتحاد الدولي لهذه اللعبة 62 اتحادًا وطنيًا ضمن أعضاءه، ويسجل 4330 نادي رياضي حول العالم. ويبلغ عدد الاعبين المحترفين والمسجلين بشكل رسمي ما يزيد عن ثلاثة مئة ألف لاعب دولي، يطمح هؤلاء للوصول إلى بطولة العالم التي تقام في كل عام للرجال والنساء.