الأكثر شهرة

الرئيسيةاخبار الاقتصادالمملكة تقلل من أهمية منع ترامب من استيراد النفط

المملكة تقلل من أهمية منع ترامب من استيراد النفط

شهد مؤتمر مراكش للمناخ رداً سعودياً حازماً وواضحاً على كلام الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب حول منع استيراد النفط السعودي في الولايات المتحدة، وذلك عبر تصريحات صحفية أدلى بها وزير النفط السعودي خالد الفالح.

الرئيس المنتخب كان تحدث أكثر من مرة خلال حملته الانتخابية عما أسماه “استقلال الطاقة” للولايات المتحدة الأمريكية، عبر منع استيراد النفط من “الخصوم ومحتكري النفط” في إشارة واضحة إلى منظمة الدول المصدرة للبترول أوبك والتي تعتبر السعودية أكبر المنتجين فيها.

كذلك أعرب ترامب عن استياءه من الاتفاقات الخاصة بمؤتمر المناخ في باريس والتي توصلت إليها الدول الكبرى ومنها الولايات المتحدة، وأكد أنه عند استلامه المنصب سوف يعمل على إلغاء تلك الاتفاقات التي تضر بحسب كلامه بمصالح أمريكا ومواطنيها.

وعدا عن رغبته بزيادة استخدام الفحم كمصدر للطاقة وتصريحه بأنه سيتجاهل مقررات مؤتمر المناخ في باريس، فإن تصريحات ترامب حول السعودية جاءت لتشعل نقاشاً حاداً، خصوصاً أن المملكة السعودية تعتبر من الشركاء الاقتصاديين الهامين للولايات المتحدة.

من ذلك المنطلق قام خالد الفالح والذي يشغل رئاسة شركة أرامكو الوطنية للنفط إلى جانب وزارة النفط في المملكة بالرد على كلام ترامب، ضمن فعاليات مؤتمر مراكش للمناخ في المغرب.

ما هي وجهة نظر المملكة العربية السعودية؟

رئيس الوفد السعودي في مؤتمر مراكش خالد الفالح، أكد أنه من الضروري تحذير ترامب من خطورة إجراء مثل منع استيراد النفط من المملكة العربية السعودية، وقال الفالح أن ترامب سيعرض صحة الاقتصاد الأمريكي للخطر بمثل هذه الإجراءات.

الفالح أشار إلى أن الرئيس المنتخب عليه تذكر أن الولايات المتحدة هي أكثر المستفيدين من التجارة العالمية الحرة، وأن الطاقة هي شريان الحياة بالنسبة لتلك التجارة.

ما هي وجهة نظر المملكة العربية السعودية

أضاف الفالح أن “الرئيس ترامب سيرى بنفسه الفوائد الخاصة بالنفط، وأعتقد أن صناعة النفط سترشده استناداً إلى ذلك إلى أن منع الاستيراد في أي منتج هو شيء غير صحي للاقتصاد” وأكد الفالح أن الولايات المتحدة رغم استيرادها لملايين البراميل من النفط إلا أنها استفادت بشكل كبير من إمكانية البيع بشكل حر.

الوزير السعودي أكد على الدور الأساسي للولايات المتحدة في الاقتصاد العالمي، حيث وصف الولايات المتحدة بـ “حامل الراية للنظام الرأسمالي والأسواق الحرة” وأن أمريكا ما زالت جزئاً هاماً وأساسياً من الاقتصاد العالمي الذي يتعامل مع سلعة قابلة للاستبدال مثل النفط.

تصريحات ترامب ليست نهائية بالنسبة للمملكة العربية السعودية وهي قابلة للتغير بحسب الفالح الذي قال أن “من المعروف أنه عندما يبدأ الرؤساء بالحكم فإن العديد من الأشياء الهامة تظهر” وأن الإدارة الجديدة لأمريكا تحتاج وقتاً لاستيعاب كل المسائل والتعامل مع العديد من القضايا مثل كيفية تطبيق مقررات مؤتمر باريس للمناخ والذي قال ترامب أنه سيتراجع عنها.

فالرئيس المنتخب ترامب تحدث عن إلغاء اتفاق باريس الذي توافقت عليه أكثر من 200 دولة معتبراً أنه مجرد “خدعة” من الصين للإضرار بالاقتصاد الأمريكي، ويبدو أن المملكة لا زالت تعتبر تصريحاته هذه وتصريحات إلغاء استيراد النفط مجرد وعود انتخابية ستتبخر عند البدء بالعمل فعلياً.

الفالح اختتم كلامه حول كلام ترامب عن منع استيراد النفط السعودي بقوله أنه رغم تلك التصريحات المثيرة للجدل فإن الرئيس المنتخب قدم تصريحات إيجابية حول أهمية الوقود الأحفوري، وأن المملكة ما زالت تنتظر ما سيقوم به ترامب بالتفصيل حين يتسلم مسؤولياته في بداية 2017.

خطة ترامب أمام تصريحات ترامب!

الرئيس الأمريكي المنتخب تحدث عن إيقاف استيراد النفط من السعودية ضمن كلامه عن تحقيق “استقلال الطاقة” للولايات المتحدة، ولكن هل تحقيق ما يسميه استقلال الطاقة هو أمر ممكن؟

بحسب تقرير وكالة الطاقة الدولية لعام 2016 فإن ترامب لن يعيش غالباً ليرى خطته المزعومة لتحقيق استقلال قطاع الطاقة في الولايات المتحدة، حيث أن أمريكا تحتاج حتى عام 2040 لتتمكن من الوصول إلى مرحلة الاكتفاء عبر استيراد النفط من كندا والمكسيك فقط دون السعودية ودول أوبك.

خطة ترامب أمام تصريحات ترامب

فيما يوضح التقرير أن الطريقة الوحيدة للحصول على ذلك “الاستقلال” في فترة أبكر هو عبر معارضة ترامب لكلامه وخططه ذاتها حول الطاقة، وذلك باللجوء إلى الإجراءات الضخمة لتغيير قطاع الطاقة جذرياً نحو الطاقة المتجددة وهي نفس مقررات مؤتمر باريس للمناخ الذي تحدث ترامب عن ضرورة إلغائها!

الولايات المتحدة تستورد حالياً 20% من حاجتها للطاقة، و11% من هذه الواردات هي من المملكة العربية السعودية، وترتفع النسبة إلى 31% بإضافة باقي دول منظمة أوبك وهو ما يجعل أي حديث في السنوات العشر القادمة عن “استقلال” في الطاقة مستحيلاً.

تصريحات ترامب حول إلغاء استيراد النفط تم ربطها بإمكانية وجود دور لذلك في حرب العراق عام 2003، وبحسب خبراء سياسيين فإن ذلك لم يكن سوى كلاماً لجذب أصوات الأمريكيين المعارضين لإنفاق أي دولار جديد على الحروب والقواعد الأمريكية في الشرق الأوسط.

عدا عن كل ذلك فإن شركات النفط الأمريكية التي تملك استثمارات بمليارات الدولارات في السعودية – التي تخطط بدورها لإنهاء الاعتماد على النفط -ومختلف دول أوبك، لن تكون سعيدة في حال قرر ترامب تطبيق تلك الإجراءات بالفعل وسيكون لها دور كبير في إحباط تلك الإجراءات وهو ما قد يسبب أزمة في أمريكا يعلم ترامب أنه في غنى عنها.

الواقع الحالي يؤكد عدم قدرة ترامب على إيقاف استيراد النفط من المملكة العربية السعودية أو دول منظمة أوبك، خصوصاً لرئيس ليس متحمساً لخطط الطاقة المتجددة التي أقرها مؤتمر باريس للمناخ.

مقالات ذات صلة