الأكثر شهرة

الرئيسيةاخبار الاقتصادالتكنولوجيا المالية تهدد أعمال بنوك الخليج

التكنولوجيا المالية تهدد أعمال بنوك الخليج

شهد قطاع التكنولوجيا المالية أو ما يعرف بـ “فينتيك” خلال السنوات القليلة الماضية ثورةً متقدمة في مجال الأنظمة المالية، حيث بات هذا القطاع يلبي الكثير من الحاجات والخدمات المتعلقة بالعمليات المالية من قبض ودفع وإقراض وخدمات التأمين وتأمين العملات وبطرق متقدمة تنافس إلى حد كبير سوق المصارف العالمية.
وتشير الأنباء مؤخراً إلى أن هذه المصارف العالمية مهددة بأزمة فعلية، في حال لم تتمكن من اللحاق بركب التكنولوجيا المالية المتطورة، وخاصةً أن مجال المنافسة بات لصالح شركات فينتيك التي تتميز بتقديم خدماتها للعملاء بطرقٍ أسرع وأرخص في تحويل الأموال أو دفع الفواتير، وبتكلفةٍ أقل من البنوك في الخليج وغيرها.
وفي خطوة عملية لتحقيق هذا الأمر،  بدأت البنوك في الخليج مؤخراً ببعض التغييرات في أسلوب عملها، من خلال الاستثمار في بنيتها التحتية الخاصة بها، والاتجاه نحو الأتمتة لتخفيف النفقات، فضلاً عن  الدخول في شراكات مع الشركات الناشئة من خلال تحسين قدراتها التنافسية وزيادة الاعتماد على الرقمنة في تقديم الخدمات وتحسينها، ولعل أنموذج بنك المشرق في إمارة دبي هو التطبيق العملي في ذلك حيث يعد أول بنكٍ للخدمات المصرفية الرقمية في المنطقة، ويقدم جميع خدماته الفورية عبر قنوات رقمية، فضلاً عن استخدامه للروبوت لإدارة المدفوعات التجارية مفتوحة الحساب، وبعض التطبيقات العملية لشركات الوساطة المالية التي تعمل في البورصات العالمية وتسمح للعملاء بالتداول في تلك الأسواق.

هل دخلت البنوك في الخليج عملياً في مجال الرقمنة المالية؟


برغم التطور الذي تحمله أنظمة الرقمنة في خلق نماذج جديدة وثقافات أكثر انفتاحاً على الابتكار، وبرغم التوجه الكبير الذي تشهده المصارف العالمية نحوها وتحول العملاء في السوق نحو استخدام الوسائل التكنولوجية في تعاملاتهم المالية ، إلا أننا نجد أن شركات الصرافة الخليجية لا تزال عملياً متأخرة في هذا الأمر مقارنة بحكوماتها وعملائها، ولكنها تسعى لتطوير إطارها التنظيمي و بنيتها التحتية التكنولوجية وتوافر رأس المال الاستثماري والحاضنات التي من شأنها أن تسرّع نمو الأعمال  الجديدة في المنطقة، حيث يقول تقرير ستاندرد آند بورز إن التأثير الطويل الأجل لشركات فينتيك سيعتمد على مدى نجاح البنوك في تغيير نماذج أعمالها، فضلا عن استجابة السلطات المالية الإقليمي، ولكن الاتجاه الذي نراه على المستوى العالمي هو نحو نماذج مبتكرة للتعاون بين قطاع التكنولوجيا المالية والبنوك بدلاً من المنافسة بينهما.

ومن الخطوات العملية في تطبيق الرقمنة نذكر”فينتك هايف” الذي أطلقه مركز دبي المالي العالمي هذا العام وهو أول مسرّع للتكنولوجيا المالية في المنطقة بإمارة دبي، ويهدف إلى تحسين تجربة العملاء وتعزيزالكفاءة التشغيلية في قطاع الخدمات المالية، كما أطلق سوق أبوظبي العالمي برنامجا مماثلا يسمى “المختبر التنظيمي” في نوفمبر الماضي.
بالإضافة إلى “المشرق باي”، التابع لبنك المشرق والتي يمكن استخدامها في عمليات الشراء في جميع أنحاء العالم، كما سينفذ هذا البنك استثمارات أكبر في رقمنة الخدمات وذلك بحسب تصريح لرئيسه التنفيذي عبد العزيز الغرير، مما سيزيد في أرباحه مستقبلاً بنسبة 12 % خاصة ان التحرك نحو الترقية الرقمية سيؤدي إلى خفض عدد الموظفين وعدد الفروع إلى النصف خلال السنوات الثلاث المقبلة.

وقد استطاع قطاع التكنولوجيا المالية العالمي استقطاب استثمارات بقيمة تجاوزت 50 مليار دولار منذ العام 2010، لكن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تجتذب حالياً 1% فقط من هذه الاستثمارات في القطاع.

 شركات التكنولوجيا المالية “فينتيك”

شركات التكنولوجيا المالية
تعود الفرصة الأولى لظهور شركات “فينتيك” إلى عام 2008، وذلك عقب الأزمة المالية العالمية وعمليات إنقاذ البنوك اللاحقة، وبدأت المصارف التقليدية تتراجع أمام شركات فينتيك حيث قامت أربعة من بنوك الولايات المتحدة وبريطانيا بتخفيض عمالتها بنحو 350 ألف عامل خلال السنوات السبع الماضية، وذلك لما تقدمه التكنولوجيا المالية من حلول وتطويرات في الأدوات المالية التي تسيطر عليها البنوك مثل التحويلات المالية وبطاقات الائتمان التجارية، وغيرها من العمليات، مع خلق بدائل جذابة وجهات رقمية سهلة الاستخدام، كما حذرت وكالة التصنيف S & P غلوبال من أن التأثير المتزايد للشركات التكنولوجيا المالية في الخليج قد يهدد في نهاية المطاف الوظائف والربحية في بنوك المنطقة كما أنها ستتعرض لضغوط في مواكبة المنافسة وخسارة بعض الخدمات مثل التحويلات النقدية التي يرسلها سكان المنطقة الوافدون بانتظام إلى بلدانهم الأصلية والتي تعد عملاً مربحاً في بنوك الخليج .
تجدر الإشارة إلى أن  ماكس دي جريجوريو، الشريك الرقمي للخدمات المالية في شركة برايس ووترهاوس كوبرز في الشرق الأوسط، يعتبر أن تهديد شركات فينتيك المباشر محدود، حيث  توقع أن البنوك ستستفيد في نهاية المطاف من العمل مع هذه الشركات التي تعمل على تسخير التكنولوجيا لخدمة قطاع المدفوعات.

مقالات ذات صلة