أعلنت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية أن رائد الأعمال العالمي وصاحب المبادرات العلمية والتكنولوجية إيلون ماسك بدأ في تأسيس شركة للبحث العلمي باسم Neuralink ليكون هدف هذه الشركة تطوير تقنيات تساعد البشر على التحكم بأجهزة الكمبيوتر والتعامل مع البيئة باستخدام أدمغتهم فقط.
فبعد تأسيس أول شركة سيارات كهربائية في العالم، وتأسيس شركة SpaceX التي تبحث في إرسال البشر في المريخ، يبدأ إيلون ماسك بمبادرته الجديدة التي تحدث عنها في مؤتمر للتكنولوجيا منذ أشهر حين تحدث عن تقنية NeuraLace التي ستساعد البشر على التطور بشكل يلاحق الذكاء الصناعي الذي قد يحولنا لعبيد بحسب إيلون ماسك!
بحسب الأشخاص المطلعين على شؤون شركة نيورالينك الناشئة فإن مقرها سيكون في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، وسيشغل إيلون ماسك منصباً رئيسياً فيها، وأن التمويل الأساسي للشركة سيكون من قبل ماسك، وقد تحصل Neuralink على استثمار فيها من شركة Founders Fund التي أسسها بيتر ثايل شريك إيلون ماسك في تأسيس شركة PayPal.
ما هي مشاريع نيورالينك القادمة؟
في الوقت الحالي فإن التصور ليس واضحاً تماماً حتى بالنسبة للمؤسس إيلون ماسك ومن يعملون على مشروع شركة Neuralink، لكن الفكرة العامة للشركة هي العمل على منح البشر تقنيات تساعدهم على التعامل مع أجهزة الكمبيوتر باستخدام دماغهم دون التعامل معها جسديًا أو حسيًا.
هذه التقنيات ستقوم بزرع نوع من الشرائح متناهية الصغر التي تحوي أقطاب كهربائية في جسم الانسان، حيث تساعد تلك الشرائح البشر على التواصل مع الكمبيوتر عن بعد، وهي ترتكز على تقنيات موجودة حالياً تساعد مرضى الشلل على التحكم بالكمبيوتر باستخدام أدمغتهم والقيام بوظائف مثل الكتابة.
نيورالينك ستعمل كذلك على تطوير تقنيات تسمح بالتحكم في النشاط الكهربائي للقشرة الدماغية، وذلك قد يساعد في السنوات المقبلة على هزيمة العديد من الأمراض الدماغية العصبية مثل الزهايمر والصرع، بل وربما معالجة حالات الاكتئاب، وحالياً توجد تقنيات مشابهة تساعد المصابين بمرض الباركنسون على تخفيف أعراض المرض أو حتى معالجتها في بعض الحالات.
من جانب آخر فإن شركة Neuralink تهدف في مرحلة متقدمة إلى الوصول للقدرة على تحميل ورفع الأفكار إلى أجهزة الكمبيوتر وهو ما يبدو كشيء من أفلام الخيال العلمي إلا أن إيلون ماسك أكد أنه شيء قابل للحصول.
الفكرة ترتكز على أن نظام الإخراج لدينا كبشر بطيء جداً مقارنة بقدرتنا على استيعاب المعلومات، وهنا ستحاول نيورالينك تطوير هذه القدرات لدى البشر من خلال بحوثها حول جعل الدماغ البشري أكثر قدرة وسرعة مما هو عليه اليوم وتطوير القدرات الإدراكية للبشر بشكل كامل.
بدأت Neuralink بالفعل بتوظيف الخبراء لديها بحسب مصادر وول ستريت جورنال، إذ أكدت الأخيرة أن شركة نيورالينك قد عينت فانيسا تولوسا وهي خبيرة في الأقطاب الكهربائية المرنة وتعمل في مختبر Lawrence Livermore الوطني، والبروفسور فيليب سابس من جامعة كاليفورنيا المتخصص في دراسة تحكم الدماغ في الحركة، إضافة للبروفسور تيموثي جاردنر من جامعة بوسطن والذي اشتهر بدراساته على آلية غناء الطيور عبر زرع شرائح إلكترونية صغيرة في أدمغتها.
السباق مع الذكاء الصناعي
إيلون ماسك ليس أول شخص يحذر من أضرار جسيمة قد نعانيها كبشر في حال استطاع الذكاء الصناعي تطوير نفسه في مرحلة ما، إذ سبق لعالم الفيزياء ستيفن هاوكينج أن اعتبر أن الذكاء الصناعي حين يصبح قادراً على تطوير نفسه سيسبقنا بمراحل هائلة ويؤدي لإبادة الجنس البشري!
وجهة النظر هذه التي قد تبدو مبالغاً بها للشخص العادي، هي واحدة من أسباب تأسيس إيلون ماسك لشركة نيورالينك حيث يعتبر أن التقنيات التي ستطورها الشركة ستساعد البشر على البقاء في مستوى متكافئ مع الذكاء الصناعي الذي يتطور بتسارع كبير.
رغم أن الأفكار المستقبلية التي طرحها إيلون ماسك تبدو متفائلة بشدة بالنسبة للبعض وهو ما دفع لانتقادها إلا أن ماسك نفسه كان قبل سنوات يواجه شكوكاً في قدرته على بيع سيارة كهربائية بنجاح، ومع ذلك حقق نجاحاً باهراً مع سيارات Tesla الكهربائية، كما شك الكثيرون في قدرته على إطلاق صاروخ وهو ما نفته نجاحاته في شركة SpaceX.
نيورالينك كشركة وكفكرة تطرح جعل الدماغ البشري أكثر فهماً وتطوراً وأكثر قدرة على التحكم به قد تفتح مرحلة جديدة من تعامل البشر مع المنافسة الكبيرة التي قد يواجهونها من الذكاء الصناعي الذي اخترعوه بأنفسهم!