الأكثر شهرة

الرئيسيةنمط حياةانطلاق فعاليات مهرجان صلالة السياحي في السلطنة

انطلاق فعاليات مهرجان صلالة السياحي في السلطنة

تستمر فعاليات مهرجان صلالة السياحي لهذا العام، حيث توافد آلاف الزوار على منطقة جبال أيوب شمال مدينة صلالة العمانية، ضمن نشاط تقيمه المدينة يضم مجموعة واسعة من الفعاليات الثقافية والتراثية والترفيهية.

يترافق هذا المهرجان الذي يستمر لمدة 60 يومًا، مع ظاهرة الرياح الموسمية التي تعتبر ملاذًا رطبًا من درجات الحرارة المرتفعة في عموم منطقة الخليج العربي، وتمتد فترتها لثلاثة أشهر تكون السماء فيها لوحة من الضباب الأبيض والرياح الباردة.

يحمل المهرجان شعار “عمان الرخاء والنماء” ويقدم انموذج في السياحة الموسمية، والنشاطات الثقافية المميزة والتي تظهر التنوع الثقافي وعمق التاريخ في سلطنة عمان.

يتميز موقع مدينة صلالة بوجوده على الحافة الشرقية من شبه الجزيرة العربية وإطلالته على بحر العرب، فيما توصف المدينة بلندن الثانية في هذه الفترة من العام نظرًا لكثافة سحب الضباب التي تغطي الجبال، فيظهر مناخ بارد بشكل نسبي يخالف طبيعة غالبية مدن الخليج العربي ذات الحرارة المرتفعة والشمس الحارقة.

ويطلق على مدينة صلالة تسمية “أميرة الجبال” حيث تكثر الشلالات وينابيع المياه في المكان، أما الجبال فتظهر خضراء اللون وتتصل بشكل مباشر بالرمال الذهبية للشواطئ البحرية عبر السهول الواسعة، كل ذلك يعطي المدينة مغريات سياحية ضخمة للغاية، تجعل منها وجهة للسياحة القادمة من داخل السلطنة وباقي سكان الخليج العربي.

كيف تحولت الرياح الموسمية لنعمة سياحية؟انطلاق فعاليات مهرجان صلالة

قد يكون الطقس البارد من أكثر المناخات إرباكًا بالنسبة للنشاطات البشرية، إلا أن الوضع في مدينة صلالة، ثاني أكبر المدن في سلطنة عمان، تحول إلى نعمة بفضل الرياح الموسمية الباردة المستمرة لثلاثة أشهر من كل عام.

يقول رئيس مركز الأرصاد الجوية خالد النجار، أن الجبال المرتفعة في المنطقة تتمتع برياح موسمية مصدرها المحيط الهندي، الأمر الذي يجعل صورة الأقمار الصناعية تظهر المكان بلون رمادي على طرف جزيرة عربية محترقة.

ويتابع حديثه ليشرح أن ” جيوب الضغط فوق السعودية والتيبت تنتج تيارات هوائية تتجه إلى عمان، هذه التيارات الهوائية الحارقة تلتقي بالمياه الباردة مما يسبب غيوم كثيفة الأمطار”

لكن الغيوم التي تشبه ضباب مدينة لندن الأوروبية ليس الشيء الوحيد الذي يعبق في المكان، بل دخان حفلات الشواء التي يقيمها الباعة، وتنتج من دهون لحوم الجمال التي تشوى على الصخور الساخنة. فيما تنتشر أكشاك بيع جوز الهند والموز في المكان.

وتقيم المدينة مهرجانها السياحي في هذه الفترة من كل سنة، لتستغل الظاهرة الطبيعية التي تعتبر بمثابة كنز يضاف لسحر المكان وطبيعته الخلابة.

ووفق ما ذكره مدير مهرجان صلالة أن 60 في المائة من الزوار يأتون من عمان، اما البقية فتتوزع على دول الأمارات العربية المتحدة، والكويت والسعودية، وقطر، فضلًا عن بعض الزوار من خارج العالم العربي.

عروض المهرجانانطلاق فعاليات مهرجان صلالة السياحي في السلطنة

يقدم المهرجان خلال الــ 60 يومًا مسابقات تراثية مثل رقص الخناجر، وعروض موسيقية وأخرى للطرق الصوفية، كما تنشط الفنون المسرحية ومعارض الصناعات الحرفية بمشاركة 35 دولة من مختلف مناطق العالم.

كذلك تحضر الفعاليات والأنشطة الاقتصادية والرياضية والترفيهية بقوة خلال المهرجان، ومنها بعض التجهيزات المخصصة لألعاب الأطفال ومسابقاتهم. إلا أبرز ما يميز المهرجان مسابقات الرقصة التراثية التي تسمى “البرعة”.

وتمثل هذه الرقصة حالة فلكلورية تعطي معاني القوة والشجاعة، والكرم، كما تجسد الفروسية حيث يرقص المشاركون على أنغلم قرع الطبول ملوحين بنصال خناجرهم نحو الجمهور الذي يتفاعل معهم عبر الصيحات والهتاف.

وكانت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) قد وضعت “رقصة البرعة” على قائمة التراث الثقافي اللامادي للإنسانية.

لا تغيب مشاركة المرأة عن هذا المهرجان، حيث تجتهد مجموعة من المؤسسات والمنظمات النسائية في التعريف عن أنفسهم، عبر تقديم سلسلة من المنتجات الحرفية المصنعة يدويًا، تأتي في مقدمة المشاركين جمعية المرأة العمانية في صلالة.

المحافظة على الهوية الثقافية للمكانالمحافظة على الهوية الثقافية للمكان

ومن المفترض ان يساهم هذا المهرجان في زيادة عدد الزوار بشكل كبير خاصة انه يقدم فرصة للعرب في المحافظة على الهوية الثقافية للمكان، والعادات والتقاليد المحافظة مقارنة بباقي الأماكن والرحلات الأوربية.

وكانت هيئة الإحصاء الوطنية في عمان قد تحدثت عن 650 ألف سائح زاروا جبال ظفار خلال العام الماضي، وشاهدوا كيف تطورت الحياة والنشاطات الاقتصادية في تلك المناطق التي تعود ل 5000 آلاف سنة، وتربط آسيا وافريقيا وأوروبا معًا بحسب علماء الآثار.

الجدير بالذكر ان الحكومة استثمرت 780 مليون دولار أمريكي في بناء مطار خاص بالمنطقة، كما منحت رخص واراضي ساحلية لبناء منتجع أنانتارا من فئة الخمس نجوم، ليكون مكان لاستقبال السياح العرب الذين يسعون لقضاء رحلات صيفية معتدلة وكذلك الأوروبيون في فصل الشتاء.

مقالات ذات صلة