الأكثر شهرة

الرئيسيةنمط حياةكيف هجنت القطط نفسها لتغزو عالمك بشعور السعادة!

كيف هجنت القطط نفسها لتغزو عالمك بشعور السعادة!

 لا شك أن شعور السعادة يغمرك حين تعود إلى منزلك بعد نهار عمل شاق، لتجد قطتك الأليفة في انتظارك عند الباب، لكن شعور الراحة الذي تلامسه وأنت تداعب كرة الفرو المحببة هذه لم يأت بسهولة كما تعتقد، بل جاء بعد آلاف السنوات من تاريخ القطط والبشر المشترك معاً.

القطط الأليفة التي نعرفها اليوم حالها كحال الكثير من أنواع الحيوانات المهجنة بدأت كحيوانات برية تم تهجينها في مرحلة تاريخية معينة، وهذا ما ركز عليه البحث العلمي الذي أجراه مجموعة من الباحثون ونشرته مجلة Nature Ecology & Evolution العلمية.

الدراسة قامت بفحص أكثر من 200 مستحاثة لقطط من مختلف مناطق العالم في حقب زمنية مختلفة، وبحسب ما توصلت إليه فإن تحليل الحمض النووي DNA للقطط يقول إنها عاشت ربما لآلاف السنوات قرب البشر قبل أن يتم تهجينها.

عملية تهجين القطط البرية وتحويلها إلى القطط الأليفة التي نعرفها اليوم بدأت قبل حوالي 9000 سنة! وكانت منطقة الشرق الأدنى هي السباقة إلى ذلك، حيث كان مزارعو تلك المناطق أول من قام بتهجين القطط لصيد الفئران والاستفادة منها، فيما حققت القطط فائدة كبيرة من تلك العملية بالحصول على الغذاء بطرق أسهل بكثير من الصيد، وفيما بعد بدأ المزارعون باصطحاب تلك القطط في رحلاتهم لتبدأ انتشارها في المناطق المجاورة.

كيف هجنت القطط نفسها

الدراسة أكدت أن عملية تهجين القطط الكبرى الثانية بدأت في مصر القديمة، أو ما تعرف اليوم بجمهورية مصر العربية،  بعد ذلك ببضعة آلاف من السنوات، وتلا ذلك انتقال القطط من مصر إلى أوروبا في عهد الدولة الرومانية، كما انتقلت إلى مناطق بعيدة مع قبائل الفايكنج الاسكندنافية، لتحقق القطط منذ ذلك الوقت انتشاراً هائلاً جعلها من الحيوانات القليلة في العالم التي تستوطن كل القارات عدا قارة أنتاركتيكا المتجمدة (القطب الجنوبي).

“سأقول أن القطط اختارت رفقة البشر، لكنها كانت علاقة تعايش، علاقة مفيدة للطرفين” هذا كان تعليق الدكتورة إيفا ماريا جيجل الباحثة الرئيسية وقائدة فريق البحث المسؤول عن الدراسة.

كيف تغيرت القطط منذ ذلك الوقت؟

كيف تغيرت القطط منذ ذلك الوقت؟

فحوص وتحاليل الحمض النووي DNA التي أجراها فريق البحث وضحت أن القطط الأليفة لم تتغير كثيراً عن أصلها العائد للقطط البرية سوى في بعض التفاصيل الصغيرة، مثل كونها متفاهمة مع البشر والقطط الأخرى في البيئة القريبة، وليس دائماً حتى!

النقطة الأكثر إثارة في الدراسة الجديدة بينت أن القطط الأليفة المرقطة والمخططة التي نعرفها اليوم لم توجد بهذا الشكل إلا في العصور الوسطى فقط، حيث أن التغير الجيني الذي أدى لذلك ظهر في أحد القطط في غرب تركيا في القرن الرابع عشر.

السنوات التي تلت ذلك شهدت انتقال هذا الجين بين القطط بشكل متسارع حتى أصبحت القطط الأليفة يتم اقتناؤها تبعاً لجمالها ومميزاتها الشكلية وليس للاستفادة من خدماتها في صيد الفئران والحشرات وغيرها، وهو ما جعل القطط على مدى مرحلة طويلة أقل اهتماماً بالصيد من ذي قبل بكثير، رغم أن هذه الغريزة مازالت موجودة لدى القطط الأليفة بعد آلاف السنوات من تهجين القطط.

cats dominating the world

في القرن التاسع عشر لم تكن عمليات تهجين القطط وتحسين سلالاتها كبيرة كما هو الحال بالنسبة للكلاب، لكن في عالمنا اليوم توجد العشرات من أنواع القطط التي تختلف في المظهر فمن القطط التي لا تملك أي شعر وتعرف بالقطط الفرعونية إلى القطط كثيفة الشعر كالهيملايا لكنها تتفق جميعها في جينات واحدة.

قطتك تملك تاريخاً عريقاً

كيف هجنت القطط نفسها لتغزو عالمك بشعور السعادة

بعيداً عن تاريخ عمليات تهجين القطط وتحويلها إلى القطط الأليفة وغزو كرات الفرو تلك للعالم، فإن الدراسة وضحت أن جميع القطط الأليفة في الأصل تعود أصولها إلى سلالة واحدة من القطط تدعى Felis Silveystric Lybic والتي يعود عمرها إلى حوالي 10 آلاف عام وهي بالتحديد السلالة التي قام بتهجينها مزارعو منطقة الشرق الأدنى.

تحاليل الحمض النووي DNA بينت أن السلالة الأولى من القطط الأليفة كانت تملك فرواً مخططاً كالقطط البرية وهو ما نجده في بعض أصناف القطط الأليفة المعروفة اليوم مثل القطط البنغالية، وتوجد العديد من الصور التي توضح أشكال تلك القطط في المقابر والآثار القديمة في مصر وغيرها.

المرة القادمة التي تطلب فيها قطتك الطعام، تذكر التاريخ الطويل المشترك بينها وبين البشر والمسيرة الطويلة التي أدت إلى تهجين القطط لتصبح حيوانك الأليف، وقدم لها الطعام بابتسامة واحترام كبير!

مقالات ذات صلة