يقال محفظة آبل المالية ستكون محور نشاطاتك في المستقبل، فلا تستغرب الأمر. قريبًا جدًا سيكون بإمكانك انجاز تعاملاتك المالية مع أجهزة الصراف الآلية بدون الحاجة لبطاقة الكترونية أو رقم سري حتى.
الخبر ليس خيالًا ولا هو من تمنيات شخص أضاع بطاقة الصراف الخاصة به، وليس نقلا عن تجمع اخباري شعبي يديره المهوسين بالهواتف المحمولة، بل يكمن السر في جهاز هاتفك الذي تحمله يوميًا بين يديك في كل مكان، وبالتصريحات الرسمية لبعض المؤسسات المالية.
بدأت المصارف الكبيرة في الولايات المتحدة الامريكية بتطبيق خطة طموحة تسمح للزبائن والعملاء باستعمال هواتفهم النقالة لسحب مبالغ مالية أو إيداع أخرى عبر أجهزة الصراف الآلي التابعة لبنوك مثل جي بي مورجان تشايس ومنافسيه بنك أمريكا وبنك ويلز فارغو.
منذ أيام مضت كشف مصدر مطلع للصحافة أن كل من بنك أمريكا وبنك ويلز فارغو يعملون على جعل صرافاتهم الآلية تعمل بالتوافق مع محفظة آبل المالية الإلكترونية، وأن هنالك قائمة طويلة من المهام التنفيذية كانت قد وزعت على المهندسين التقنيين والمعنيين بالنواحي اللوجستية بهدف تسريع تنفيذ هذه الخطوة وتحقيق المشروع.
وعلى الرغم من أن أجهزة الموبايل الرائجة اليوم بين المستخدمين تحوي أنظمة تشغيل متعددة، إلا أنها جميعها تمتلك خاصية الاقتران أو التعرف على الأجهزة الالكترونية الأخرى المتواجدة في حيز او نطاق جغرافي محدد، مما يعني وجود طريقة لتحويل كل مستخدم لبصمة الكترونية فريدة من نوعها. وعمومًا ستكون هذه هي الخاصية بطبيعة الحال الأساس الذي يعتمد عليها للتعرف على هويتك والتحقق من شرعية طلباتك المالية.
كيف ستعمل الهواتف النقالة كمحفظة مالية؟
يقول جوناثن فيلين المدير المسؤول عن أجهزة الصراف الآلي في بنك ويلز فارغو أنهم عملوا على تقنية جديدة، تتيح للصراف التعرف على جهاز هاتفك المحمول عبر تقنية اقتران الأجهزة الالكترونية (NFC)، هذه التقنية تسمح بالارتباط مع المحفظة المالية لهاتفك، وعلى الرغم من أن جوناثن تحدث عن دعمهم لجموعه متنوعة من أنظمة التشغيل المرتبطة بالهواتف الذكية ومنها نظام آندرويد، إلا أنه لم يقل بشكل صريح إن كانت خدماتهم تدعم محفظة آبل المالية بشكل خاص.
وكان بنك أمريكا قد طبق هذه الخاصية في شبكة من أجهزة الصراف الآلي ضمن مناطق مثل وادي السليكون، سان فرانسيسكو، شارلوت، نيويورك، وبوسطن على أن يتبعها تطبيق اشمل على مستوى البلاد لخدمة جميع العملاء، لكن هذا البنك أيضًا لم تدعم خدماته محفظة آبل المالية عند انطلاقها. وفي وقت لاحق أكدت بيتي المسؤولة الإعلامية في بنك أمريكا أن مصرفها يعمل بسرعة على إضافة مجموعة من أنظمة التشغيل، وأوضحت أن هواتف آبل هي الأكثر انتشارًا في الولايات المتحدة الأمريكية وبين عملائهم.
وتقدم آبل طريقة لدفع الأموال عبر محفظة الكترونية موجودة على الموبايل تقدمها الشركة لمستخدمي اجهزة أيفون 6 (iPhone 6)، أيفون 6 بلس (iPhone 6 Plus) او غيرها من منتجات آبل الذكية كالساعة أو الايباد. حيث لم تستجب الشركة لطلبات التعليق حول إمكانية استخدام محفظة آبل المالية مع أجهزة الصراف الآلي عبر تقنية NFC)).
وتعني خاصية NFC الاستفادة من مجموعة بروتوكولات اتصال لربط واقتران الأجهزة الإلكترونية التي تتواجد في مكان واحد مع بعضها البعض. أما في حالتنا هذه ستستخدم الميزة حتى يستطيع جهاز الصراف الآلي المصادقة على طلب المستخدم في سحب أو إيداع الأموال من حسابه، بعد التعرف عليه من خلال جهاز الهاتف المحمول الذي يستخدم في هذه العملية.
فوائد محفظة آبل المالية.
قد يظن البعض أن البنوك تسعى لتسهيل الإجراءات على العملاء وتقديم خدمات مالية متطورة، سهلة، وعصرية، لكن الأمر يتعدى الفوائد التي سيجنيها المستخدم ليصل إلى حقيقة المستفيد الأكبر من هذه التقنية، وهي المصارف بالمقام الأول فبعد تطبيق هذه الميزة وربط أجهزة الصراف الآلي بالهواتف المحمولة ستكون حالات الاحتيال عبر البطاقات الائتمانية بالحد الأدنى ما يعني أن البنوك هي المستفيد الأكبر.
لم يعد من الممكن الاستمرار في استصدار بطاقات الكترونية مزورة وممارسة الاحتيال على البنوك. بكل بساطة ستعمل أجهزة الصراف بلا بطاقة الكترونية. كذلك ستكون جميع محاولات سرقة معلومات البطاقة المصرفية عبر القارئ الوهمي بلا جدوى. حيث جرت العادة على وضع أجهزة مزورة على الصراف الآلي تقوم بتسجيل معلومات البطاقة والرقم السري للعميل. اما اليوم فاستخدام الهاتف المحمول كمحفظة سيكون أكثر امانًا.
الميزة الثالثة الهامة جدًا في هنا أن الموبايل سيتيح لك استخدام رموز سرية أكثر طولًا وتعقيدًا لحماية حسابك المصرفي، قد تصل إلى استخدام بصمة أصابع أو ابهام اليد. وإذا ما قارنا أن المصارف حاليا تتيح انشاء رقم سري من أربع خانات فقط لحماية البطاقة المصرفية، نجد أن الميزة مهمة للغاية.
تبقى التساؤلات التي يطرحها الكثيرون حول هذا الموضوع مشروعةً خاصةً أن دراسات كثيرة حذرت من ازدياد اعتماد الانسان العصري على الهاتف المحمول، والتصاقه به خلال اليوم أكثر من المفترض وارتباطه بكل تفاصيل حياته حتى وصل الأمر إلى تحويله إلى محفظة مالية، لكن هذا لا يهدأ حمى المصارف في سباقها في الاندماج مع المحافظ المالية على الهواتف النقالة.