تختلف طرق تطوير الذات والبرامج المخصصة لذلك وتتنوع الأساليب والاستراتيجيات في بناء القدرات الشخصية للفرد وتنميتها. كما يقول خبراء الموارد البشرية فإن مفتاح النجاح والإنجاز يكمن في مكان عميق من النفس البشرية لا يستطيع إلا الشخص عينه الوصول اليه، ولكن هل هذا الكلام مجرد حديث عابر نظري؟ أم يوجد أساليب بسيطة يمكنك من خلالها تحقيق الهدف المنشود.
في هذه المقالة سنقدم لك مجموعة من التصرفات والسلوكيات البسيطة جدًا، إلا أن تطبيقك لها سيحدث تغيرًا واضحًا في شخصيتك، قد تستغرب حقًا من بعض العادات المزعجة، لكن ألم يُقال سابقًا أن الدواء من جنس الداء؟ تابع معنا هذه النصائح السريعة وطبقها لتحصل على تطوير الذات وتنميتها.
يمكن لأي شخص رسم خارطة لمجموعة من الأفعال التي يصل في نهايتها لخطة محكمة تجعل منه إنسانًا مختلفًا. بالطبع هنالك الكثير من أنماط الشخصيات البشرية وهو أمر طبيعي ألا تجد وصفة واحدة تصلح للجميع، أو حتى يمكن تطبيقها بنفس الطريقة، لكن الأمر المثبت أنك تمتلك في داخلك الترياق فلا تكثر البحث بعيدًا.
كيف يؤثر تطوير الذات على أعمالك؟
التعامل في أسواق البورصات يحمل في طياته مجموعة من اللحظات الحماسية والقرارات الحساسة، لا ننسى أن بعض الإرهاق كحال باقي المهن سيكون ورادًا وبشدة، خاصة مع تقلبات الأسواق وتوارد الأخبار لذلك يتوجب على المتداول أن يبقى حاضر الذهن ومتيقظ على الدوام. ويبقى السؤال هل هذه النصائح مكرسة للمستثمرين؟! والجواب بكل تأكيد لا، هي صالحة لكل من أراد التحول إلى انسان ناجح ومختلف.
الأمور التي تزعج الشخص تنبع من داخله وهو الوحيد القادر على تكدير أيامه أو العيش بطريقة إيجابية. العمل والأسرة والأصدقاء والمجتمع تعتبر حلقات تدور فيها نشاطات الفرد فيتأثر ويؤثر في محيطه، لكن ما يغفله الجميع أن هذه الحلقات أو الدوائر إن جاز التعبير ليست سوى مسارح تبرز شخصية الانسان وحالاته النفسية خلال تفاعله الدائم. تظهر الحدود التي يستطيع المرء التأقلم بوجودها وتلك التي لا يستطيع تحملها والتعامل معها او ما يعرف بأزرار الضغط الحمراء وازرار الضغط الخضراء.
هي ببساطة أكثر مجموعة من المواقف أو المواضيع التي يصاب المرء نتيجة لإثارتها بالجنون أو يحصل على قسط وافر من السعادة والرضا لو لم تثر. في غالب الأوقات لا يعرف الأشخاص أثر كلماتهم على المتلقي بل لا يعرفون ماهي مفاتيحه الحمراء أو تلك الخضراء ويتصرفون بشكل تلقائي قبل أن يصطدموا بموقف دفاعي منه نتيجة تطرقهم لأمور لم يكونوا يعرفون مدى حساسيتها.
إذا كنت ممن يعتقدون أن نمط شخصيتك بحاجة لمجموعة من التدريبات والتحسينات بغرض تطوير الذات والتعامل بأريحية أكبر مع المجتمع وخلال نشاطات الحياة وأعمالك، فإليك هذه الخطوات الخمسة التي ستساعدك في تطوير الذات.
خمس خطوات لتطوير الذات:
-
اضغط على نفسك
قد تكون فكرة اختبار حدود صبرك أو تقبلك لفكرة تشعر تجاهها بعدم الراحة أمرًا جنونيًا، لكن الحقيقة تقول إنه من أفضل أساليب تنمية الذات يتم عبر الضغط على نفسك لقبول أمر أو عادة لم تكن تستطيع التفكير بها حتى.
القيام بأمر مكروه بالنسبة لك هو تحدي لنطاق ومساحة الراحة التي احطت نفسك بها لسنوات، تخيل لو أنك قررت الاستحمام بالماء البارد مثلًا!، ستشكل هذه التجربة فرصة نادرة لتضيف الى خبراتك شيء جديدًا، التزم بها لمدة أسبوع أو شهر ولاحظ كيف أن مساحة حريتك قد زادت عما كانت عليه قبل بدء هذه التجربة.
-
استيقظ في وقت مبكر
تقول أحد الأساطير الشرقية أن الشمس ترسل الحظ والمال الوفير مع أشعة البزوغ الأولى، وأن من يكون نائما سيفقد الكثير من الحظ خلال هذا اليوم. على الرغم من أن هذه مجرد أسطورة أو ربما هي خرافة بالنسبة للعلم والمنطق، إلا أن الاستيقاظ في وقت مبكر جدًا والناس نيام يعطي فرصة مثالية لبداية يوم مختلف، في ساعات الصباح الأولى ترتفع إنتاجية الشخص ويكون تركيزه في مستويات عالية جدًا، هي ساعات لا تعوض للدراسة أو حتى للعمل فكن ممن يبدؤون نهارهم في وقت مبكر جدًا.
-
تطوع في أعمال خيرية
أن تنتمي للمجتمع وتقوم بأعمال تشعرك بأنك جزء منه، هو الجواب الذي يعبر عنه معظم المتطوعين عند سؤالهم عن سبب القيام بأعمال خيرية لا تنعكس عليهم بعائد مالي أو حتى فائدة مباشرة.
لكن الحقيقة خلاف ما يبدوا عليه الحال، تعطيك الأعمال التطوعية طاقة لا يستهان بها تساعدك في البذل والعطاء وتتحول مشاعرك الداخلية معها إلى أجزاء من الفخر والاعتزاز بالنفس بشكل ينعكس على كل أعمالك وحياتك مستقبلًا.
ستسمح هذه التجربة في الحصول على السلام والهدوء الداخلي، مع وصولك إلى هذه النقطة ستلاحظ أن تأملك في الحياة وتحدياتها أو الصعاب التي تواجهها أصبح أكثر جدوى من ذي قبل، ستبتكر الحلول الإبداعية وتنشط لديك القدرة على التفكير النقدي أو ما يعرف ” تفكير حل المشاكل”
-
راقب نفقاتك
سأعطيك طريقة غريبة لتجربها، ولكن بشرط الالتزام بها، في كل مرة تدخل فيها لمتجر وتشتري الحاجيات أو ربما تنوي دفع فاتورة لأحد الخدمات، او سداد ثمن وجبتك في مطعم فاخر. التقط محفظتك وادفع المال بطريقة نقدية (كاش). ثم احتفظ بسجل مكتوب ودون فيه كل ما تصرفه بشكل يومي.
إنسي بطاقة الدفع الإلكترونية لمدة شهر أو أكثر، مع مرور الأيام ستكتشف كم كنت تشتري حاجيات وامور لا تحتاجها بسبب سهولة استخدام بطاقتك الإلكترونية. سيساعدك ذلك في تحسين طريقة معيشتك وادخار بعض المال الذي كنت تهدره دون أن تشعر. عندها ستتمكن من تخصيص مبلغ مهم لحضور دورات تدريبية وتعليمية انت بحاجتها.
-
تناول طعامًا صحيًا
يعتمد نمط الحياة السريع التي نعيشها حاليًا على الخدمة السريعة وتوفير الوقت والمال، بشكل يساعدنا في التأقلم مع متطلبات الحياة العصرية. في المقابل ستجد أن صحتك هي الثمن الحقيقي الذي تدفعه والسبب هو طعامك!
راقب ما تتناوله يوميا من وجبات خطيرة مشبعة بالدهون، ثم جهز قائمة ببدائل صحية قم بتحضيرها بنفسك. الأكيد أنك ستدفع مال أكثر للحصول على وجبات صحية وتقدم وقتًا أكثر من المعتاد، لكن تعود الفائدة عليك بطريقتين، الأولى أنك لن تكون بحاجة الى نفقات طبية تستعيد فيها صحتك والثانية ستجد أن نشاط جسمك وطاقتك أصبحت أفضل مما كانت عليه مع الطعام غير الصحي الذي اعتدت على تناوله.
في النهاية تذكر أنه لا يوجد خطة سرية أو عصى سحرية تستطيع تطبيقها لتحصل على شخصية أفضل أو لتتجنب نقاط ضعفك. كل شيء يبدأ بالمحاولة التي لا شك ستجدها صعبة ثم بالتجريب حتى تضبط ما أنت بحاجته فعلًا.