أعلنت الهيئة الوطنية لشركات البرمجيات والخدمات في الهند National Association of Software and Services Companies والمعروف اختصاراً بـ (NASSCOM) مؤخراً توقيعها لمذكرة تفاهم مع معهد أبحاث البلوكشين الكندي للاقتصاد الرقمي (BRI) الذي يهدف إلى توعية المنظمات والدوائر الحكومية الهندية بتكنولوجيا البلوكشين، حيث يأتي هذا الاتفاق من أجل نشر التثقيف والتدريب المتعلق ببلوكشين في الهند، من أجل اعتمادها ونشرها في البلاد، بالإضافة إلى دراسات حالة وعقد ندوات مشتركة على شبكة الإنترنت وغيرها من الأنشطة الأخرى التي يدعمها المعهد في كندا.
وأعلن الطرفان عن أن الشراكة بين الجهتين الهندية والكندية ستمر بمرحلتين الأولى وهي توعية الأوساط في الهند على قوة وأهمية البلوكشين، في حين أن الثانية ستركز على إنشاء معهد للبحوث لتطوير حلول البلوكشين في البلاد، وهو الأمرالذي يحتاج إلى إمكانات هائلة.
وأكد رومان روي رئيس ناسكوم على أهمية التعاون بين الهند وكندا لتأسيس نظام بلوكشين عالمي ومستدام في الهند، وهو ما يعزز من رؤية الهيئة الصناعية للاقتصاد الرقمي، كما أضاف تابسكوت رئيس مركز الأبحاث الكندي أنه يؤمن بقدرة الهند على قيادة ثورة البلوكشين.
ماهي تقنية البلوكشين؟
تعد تقنية البلوكشين أو ما يعرف بتقنية سلسلة الكتل بداية لتحقيق ثورةً تكنولوجية عالية وجديدة، فهي واحدة من النوافذ الابتكارية الضخمة والتي يصعب اختراقها أو التغلب على أنظمتها الدقيقة، لذلك فهي متخصصة بتخزين التعاملات الرقمية عبر شبكة الإنترنت والتأكد من صحتها وترخيصها وتأمينها وفق تطبيق أعلى درجات الأمان والتشفيرعلى قواعد البيانات الموجودة في الأجهزة ذات العلاقة بالعملية الواحدة، ومن المتوقع أن تشغل هذه التقنية مكانةً كبيرةً في قطاع المال والأعمال وذلك لما ستحدثه من تغييرات متعلقة بإخفاء شركات تحويل الأموال في حال عدم مواكبتها لتقنياتها.
وتتميز البلوكشين بأنها تساعد على اكتشاف أي خلل في المعاملات، كما يصعب اختراقها لذلك أصبحت تعد ملاذاً يمنح الثقة التي تفتقر إليها أحيانًا أوساط المعاملات التقليدية.
من جهة ثانية من المتوقع أن تكون هذه التقنية المنقذ من السير الروتيني لهذه العمليات والتي تعاني من استنزاف الوقت وارتفاع تكلفتها المادية مع قابلية وجود أخطاء وتلاعب فيها.
البلوكشين تقنية تحويل للشركات
من المتوقع أن يكون لتقنية البلوكشين أثرٌ بالغٌ على الشركات، ففي حديثٍ لرامان روي رئيس مجلس إدارة ناسكوم قال فيه إن من الضروري تحديد وتوضيح فرص التطبيق والقضايا والاستراتيجيات والنهج الرئيسية التي تمكّن الشركات والحكومات من الاستفادة من هذه التكنولوجية الرقمية.
وبالعودة إلى الاتفاق فإن كل من ناسكوم والمعهد الكندي سيقومان معاً بإنشاء مركز التميز في الهند والذي يهدف إلى تعزيز اعتماد تقنية البلوكشين (تقنية سلسلة الكتل) في التعليم والحكومة فضلاً عن الشركات، وذلك بحسب ما أعلنته منصة المعلومات الهندية “إنك فورتي تو”.
الهند والاستثمار في العملات الرقمية المشفرة
لا يزال سوق الاستثمار في العملات الرقمية في الهند أمراً غير مرغوب فيه حتى مطلع العام الجاري، على عكس كثير من الدول الأخرى في العالم التي تتجه نحو اعتمادها بشكل رسمي على العملات الرقمية، حيث تواصل وزارة المالية الهندية رفضها لسوق الاستثمار في العملات الرقمية المشفرة، وتشببها بمخططات بونزي الاحتيالية، والتي قد تفقد المستثمرين كامل أموالهم، لذلك فهي تحذّرهم من الاستثمار فيها، بقولها إن العملات الرقمية تفتقر إلى القيمة الجوهرية، وأن المضاربات المجردة هي السبب الوحيد وراء استمرار ارتفاع أسعارها، ومن الضروري أخذ الحيطة مما أسمته بفقاعة الاستثمار في العملات الرقمية المشفرة.
برغم التحذيرات على العملات الرقمية
إلا أنه وبرغم التحذيرات فإن وزارة المالية لم تنفذ حظراً كاملاً على العملات الرقمية كما لم تعلن عن أي اجراءات تحد من تبني وتداول العملات الرقمية في الهند، إلا أن المتعاملين بها في الهند يواجهون صعوبات كبيرة فيما يتعلق بالإيداع والسحب من المصارف، وذلك بعد فرض البنوك الوطنية لقوانين صارمة عليهم.
يذكر أن عقد الشراكة بين الهند وكندا يأتي بعد عدة أيام من الظهور الإعلامي لرئيس الوزراء الهندي (نارينندرا مودي) والذي دعا فيه إلى الاعتماد السريع على تكنولوجيا البلوكشين في المجتمع، وذلك لما سيكون لتطبيقها من تأثير عميق على على طريقة حياة المجتمع في الهند، وخاصة عند الاطلاع على الاحصائيات الاقتصادية الأخيرة والتي تتوقع نمواً في حجم السوق العالمي لتقنية البلوكشين أو تقنية سلسلة الكتل ليصل إلى ما يزيد عن 2.30مليار دولار حتى عام 2021، ولا بد أن قرار تطبيقها في الهند قد يكون له تأثير كبير عليها
وخاصةً في بلد تعد الثانية على مستوى العالم من حيث عدد السكان.