الأكثر شهرة

الرئيسيةاخبار الاقتصادانخفاض الدولار الأمريكي ، كيف يؤثر على الأسواق والنفط؟

انخفاض الدولار الأمريكي ، كيف يؤثر على الأسواق والنفط؟

في عام 1971 قال جون كوناللي وزير الخزانة الأمريكي لدول العالم، التي كانت تشكو من تضرر اقتصاداتها من تقلبات سعر صرف الدولار “هذه عملتنا لكنها مشكلتكم”. وبالطبع فإن السياسة النقدية الأميركية الحالية والمستقبلية، ستؤدي إلى ضعف الدولار. وحتى ارتفاع الدولار الحالي هو استثناء. حيث أن ضعف الدولار سيتواصل خلال الفترة المقبلة وسط سياسة التحفيز الأميركية، وأسعار الفائدة المنخفضة، إذ من غير المتوقع ارتفاع التضخم في الولايات المتحدة بالطريقة التي تجعل الفيدرالي الأميركي يقوم برفع أسعار الفائدة. وهنا سيظهر على الساحة عدة تساؤلات عن تأثير انخفاض الدولار على الأسواق الاقتصادية، وهو ما نوضحه في المقال التالي.

ما هي العلاقة بين الدولار والنفط ؟

إن العلاقة بين أسعار النفط وأسعار العملات وخصوصًا الدولار الأمريكي هي علاقة شائكة للغاية.
وكما نعرف جميعا؛ فإن العلاقة بين أسعار النفط وسعر الدولار، هي علاقة عكسية.
ففي الوقت الذي يؤدي فيه انخفاض الدولار إلى رفع أسعار النفط، يسهم ارتفاع أسعار النفط في خفض الدولار.
وذلك بسبب ارتفاع فاتورة واردات النفط الأمريكية وزيادة العجز في ميزان المدفوعات.
وبالتالي فإن فك العلاقة بين الدولار وأسعار النفط يتطلب حلين جذريين بعيدين عن الواقع:
أحدهما تسعير النفط بغير الدولار، أو تخفيض اعتماد الولايات المتحدة على النفط .

ما هو أثر انخفاض سعر الدولار الأمريكي على أسعار النفط على المدى القصير؟

إن تأثير انخفاض سعر صرف الدولار الأمريكي على المدى القريب يختلف اختلافا جذريا عن أثر انخفاضه على المدى البعيد.
لكن  في النهاية؛ ينتج عن كلاهما ارتفاع أسعار النفط.

فانخفاض قيمة العملة الأمريكية على المدى القصير يؤدي إلى زيادة المضاربات في بورصات النفط الآجلة، ويرفع الطلب على النفط،
مما يؤدي لارتفاع سعره، ويزداد عجز ميزان المدفوعات الأمريكي،
مما يؤدي إلى تخفيض سعر الدولار الأمريكي، وهكذا.

وقد سجلت أسعار النفط اليوم، 54.79 دولار للبرميل وذلك لخام القياس العالمي برنت منخفضا بمقدار 30 سنتا أو يعادل 0.5%،
وسجل خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 52.15 دولار منخفضا بمقدار 21 سنتا. وذلك بسبب الصعود المؤقت لسعر الدولار.

ما هو أثر انخفاض سعر الدولار الأمريكي على المدى الطويل؟

طالما أن النفط يتم تسعيره بالدولار الأمريكي، فإن خفض سعر الدولار الأمريكي يسبب خفض الطاقة الإنتاجية وزيادة الطلب على النفط،
وانخفاض الإنتاج وزيادة الطلب يؤديان إلى ازدياد أسعار النفط.

على سبيل المثال، خفض سعر صرف الدولار يخفض القيمة الشرائية لصادرات النفط، مما يؤدي إلى خفض الاستثمارات في مجالات الاكتشاف والبحث، ومن ثم خفض الطاقة الإنتاجية عما ستكون عليه لو كان سعر الدولار عاليًا.

انخفاض الدولار الأمريكي وحرب العملات

إن تطبيق الاستراتيجية، التي أعلنها جيروم باول رئيس مجلس الاحتياط الاتحادي، سيشجع التجار على المراهنة على اليورو بمستويات قياسية؛
مما يؤدي لارتفاع اليورو أمام العملات الرئيسة للشركاء التجاريين الأساسيين لمنطقة اليورو
وهو ما أصاب البنك المركزي الأوروبي بدرجة من التوتر للقيمة الحالية للعملة الأوروبية الموحدة، التي تزيد حاليا على 1.2 دولار لكل يورو،
وهو المستوى الذي كان قد تم تجاوزه لفترة قصيرة لأول مرة منذ عامين،
فكلما ارتفعت قيمة اليورو، زادت التأثيرات المضادة للتضخم، حيث تصبح أسعار السلع الأجنبية أقل،
وغالبا ما كان الكساد المستورد مع السلع الرخيصة، وبخاصة من الصين عاملا أساسيا لاستمرار التضخم المنخفض في كثير من الدول المتقدمة.

من جانبه يمارس مجلس الاحتياط الاتحادي سياسة التجاهل الحميد لسوق العملة، ويتيح للبنوك المركزية في العالم الحصول على السيولة الدولارية دون قيود منذ بداية جائحة كورونا، علاوة على ذلك، فإن شواهد التاريخ تقول إن البنوك المركزية عاجزة نسبيا عن تغيير القيمة السوقية لعملاتها.

فالبنك المركزي الياباني على سبيل المثال أنفق نحو 80 مليار دولار خلال الفترة من يناير 1999 إلى أبريل 2000
لكنه فشل في وقف صعود العملة اليابانية أمام الدولار،
وخلال تلك الفترة ارتفع الين الياباني أمام العملة الخضراء إلى 101.46 ين لكل دولار في حين أن متوسط السعر كان 125 ين لكل دولار.
ولم يتوقف صعود الين إلا عندما بدأ المتعاملون يشكون في أداء الاقتصاد الياباني.

ماهي العلاقة بين الذهب والدولار الأمريكي؟

إن العلاقة بين الذهب والدولار علاقة عكسية، فعندما يزداد الطلب على إحداهما ينقص سعر الأخرى،
وهذه العلاقة تنبع من حقيقة أن الذهب أحد أهم أدوات التحوط ضد مخاطر التغير في معدل سعر صرف العملات، حيث يمكن للمستثمرين والمتعاملين في سوق النقد الأجنبي شراء الذهب لتغطية المخاطر الناتجة من ضعف الدولار، وبالتبعية أية عملات أخرى، غير أن قيمة الدولار تتحدد أساسا من خلال معدل صرفه بالعملات الأخرى.

لكن مؤخرا؛ تلقت أسعار الذهب الدعم من فرص إقرار حزمة أمريكية ضخمة للإغاثة من تداعيات فيروس كورونا، الأمر الذي طغى على صعود الدولار، وعزز من جاذبية المعدن كأداة تحوط من التضخم. حيث ارتفع سعر الذهب في المعاملات الفورية  0.5 % إلى 1836.29 دولار للأوقية، بعد تراجعه إلى 1809.90 دولار، وهو أدنى مستوى له منذ الثاني من ديسمبر، وارتفع سعر الذهب فى العقود الأمريكية الآجلة 0.4% ليسجل 1836.80 دولار للأوقية.

تراجع الدولار الأمريكي … فرصة للاستثمار في الأسهم

إن ضعف الدولار يعطي دفعة قوية للأسهم الأمريكية عن طريق جذب المستثمرين الأجانب للشراء والتداول في المنصات العالمية ، وفي أسهم الشركات العالمية. ولكن ليس بالضرورة أن يقود هذا السوق الضخم على نطاق واسع، فهناك العديد من العوامل التي ساهمت في القفزات القوية للسوق.

مقالات ذات صلة