ما تزال تكنولوجيا سلسلة الكتل أو تقنية بلوك تشين (Blockchain) حديث الاقتصاد العالمي اليوم، إذ انقسم المستثمرون والمتابعون بين متحمّس لها ومشكك بها، الأمر الذي أودى بالعملات التي تديرها هذه السلاسل الرقمية إلى أسعار متذبذبة بلغت أرقاماً خيالية وهبوطاً مفاجئاً خلال فترات قصيرة.
حيث وبينما ترتفع قابلية الأسواق المالية إلى قبول هذه النوعية من الأموال غير المادية، ما يزال آخرون يناقشون المخاوف التي تبثّها هذه العملات الرقمية المشفرة وتقنيات البلوك تشين، من حيث مستوى أمان المحافظ المالية التي تحتوي هذه العملات، وإمكانية تعرضها للاختراق من قِبل الهاكرز، وتهديد هذه الأصول المالية بالضياع.
ولعل عملة بيتكوين اليوم هي الأشهر على مستوى العالم من العملات التي تعمل بتكنولوجيا بلوك تشين، يليها عملتي الإيثريوم والريبل ومن ثم اللايتكوين، وقد تذبذت أسعار كل من هذه العملات خلال الفترة الأخيرة بسبب العديد من العوامل والهزّات التي تعرّض لها سوق تقنية بلوك تشين، ولكن وفي الفترة الأخيرة بدأت الضبابية التي تلف هذه التقنية بالتبدد قليلاً، والثقة ترتفع بها بالمقابل، حيث وفي بداية شهر فبراير من هذا العام، أعلنت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، أنّ على قمة مجموعة العشرين المنتظرة في شهر مارس، أن تناقش موضوع عملات بلوك تشين، والعمل على تنظيم هذه الظاهرة على مستوى العالم. في وقت ما تزال الدول المعترفة بهذه التقنية تزداد وتعطيها المزيد من الشرعية والثقة.
ما هي تقنية بلوك تشين Blockchain؟
لقد قدمت تكنولوجية بلوك تشين، أدوات مالية خارجة عن سيطرة البنوك المركزي والمؤسسات المالية الكبرى، للمرة الأولى في تاريخ البشرية، وجعلت تدفق الأموال بين المستثمرين حراً ولا يخضع لوساطة، فضلاً عن سرعة عملياتها وموثوقيتها العالية التي تحدّها الشيفرات الرقمية المعقدة التي تجري من خلالها.
تتيح سجلات بلوك تشين، خدمة التبادل الآمن للأصول ذات القيمة، كالأسهم والعملات العادية والمشفرة، وحتى حقوق الوصول إلى البيانات المختلفة، وهكذا نجد أنها متعددة الاستعمالات بدون حصرها في العملات الرقمية المشفرة فقط، ولكن المميز فيها هو عدم وجود الحاجة إلى وسيط أو سلطة مركزية تدير هذه العمليات، وإنما يمكن لكل الأطراف متابعة المعلومات بدون وسيط.
حيث تكون البلوك تشين، التي تعتمد عليها عملة البيتكوين، بمثابة سجل محاسبة عام للكتل (تشين)، لا يمكن أن تجري فيه عمليات تزوير لأي كتلة، لأن عملية توثيق كل كتلة على هذه القاعدة (بلوك)، تخضع لسلسلة توثيق لدى كل الأطراف الموجودة على هذه القاعدة في العالم.
لكن رغم هذه الموثوقية التي تفترضها النظرية المنتجة لسلاسل الكتل بلوك تشين، إلا أنّ تطبيقها يظل رهن مخاطر ومتغيرات قد تجعل هذه الموثوقية عرضة للاختراق مهما كانت محمية، إذ تعرضت في وقت سابق فعلياً عدد من الشركات العاملة بتقنية بلوك تشين لاختراقات سببت انهيار هذه الشركات، كان السبب يعود إلى ثغرات في البروتوكول أو ثغرات داخلية، أو أكثر من ذلك، لتعرض حساب الشركة في التخزين السحابي لاختراق وسيطرة من طرف خارجي. وبقيت هذه الحوادث لتزعزع الثقة الكبيرة التي حصلت عليها بلوك تشين من المستثمرين، ورفعت المطالب بتنظيم استخداماتها بشكل أكبر.
كيف تستطيع التداول عبر تقنية البلوك تشين مع ألفكسو؟
فيما لا تزال تقنية بلوك تشين جديدة كلياً أو نسبياً بالنسبة للمستثمرين، فهم بحاجة إلى المنصات التي تقدم لهم الخدمات المُيسّرة للوصول إلى التداول عبر تقنية بلوك تشين، مثل منصّة ألفكسو، سواء من خلال تأمين إنشاء حافظات مالية آمنة، وإتاحة المضاربة والتداول والاستفادة من الحركة السعرية للعملات الرقمية المشفّرة، إضافة إلى توفير حسابات تجريبية للتداول الوهمي، بهدف تعلّم أصول تداول العملات بشكل عام، ثم تنمية مهارات التداول.
وبالحديث عن تداول العملات الرقمية المشفرة، فإن عمليات المضاربة هي الأفضل بالنسبة للمستثمرين من امتلاك هذه العملات، وذلك عبر عقود الفروقات CFDs، التي تقدم للعميل فرصة شراء هذه العقود بالعملات العادية كالدولار الأميركي أو اليورو، بهدف الاستفادة من التقلبات السعرية للعملات الرقمية، الأمر الذي قد يعني أحياناً تجنب التعرض للخسارة في حال هبوط الأسعار، أو الاستفادة من الربح في الحالة المعاكسة، بشكل فوري، وهذه الخاصية تميّز التداول بالعملات الرقمية عبر الشركات التي تقدم الرافعة المالية.
استخدامات تقنية بلوك تشين للحصول على المال وحفظ قيمته
تتوقع الإحصائيات الصادرة عن مؤسسات بحثية في المجال الاقتصادي، أن ينمو حجم السوق العالمي لتقنية سلاسل الكتل “بلوك تشين”، ليصل حتى أكثر من 2.30 مليار دولار حتى عام 2021. ورغم التذبذب الحاصل في أسعار العملات الرقمية المشفرة التي تعمل بتقنية بلوك تشين، إلا أنّ عملات رقمية مثل بيتكوين، أصبحت عملة معتمدة كوسيلة دفع في أكثر من 100 ألف متجر حول العالم، فيما ارتفع حجم السيولة النقدية لعملة الإيثيريوم مع نهاية العام 2016، ليصل إلى حوالي 68 مليار دولار أميركي، في الوقت الذي تجاوزت مكاسب عملة الريبل نسبة ال50% خلال يوم واحد في الأسبوع الأخير من 2017، وارتفع حجم سوق الوحدات الرقمية المتداولة على مستوى العالم، ليصل إلى حوالي 85 مليار دولار أميركي.
هذه الأرقام عززت الثقة بالعملات الرقمية التي تعمل عبر بلوك تشين، وقد بدأت بعض متاجر الطعام باعتمادها، مثل سلسلة مطاعم البرغر الأميركية Chamticleer الذي أعلن نظام مكافآت لزبائنه، بالاعتماد على تقنية بلوك تشين، كما بدأت شركات عالمية أكثر شهرة باعتماد العملات الرقمية، مثل شركة مايكروسوفت التي تقبل عشرات العملات الرقمية في تعاملاتها المالية لشراء الألعاب والأفلام والتطبيقات في مخازن تطبيقاتها.
ومن ناحية أكثر جدية، فقد بحث عدد من الأشخاص المختصين بالأعمال الإنسانية، أن يتم اعتماد تقنية بلوك تشين لتتبع الأموال التي يتم تمريرها بشكل مستمر من المنظمات الإنسانية والمؤسسات والأفراد، إلى الدول المستفيدة والفقيرة، وذلك بهدف الحد من الهدر المالي الناتج عن التبذير والفساد في مثل هذه المنح المالية، وضمان وصول الأموال إلى المستفيدين بشكل خاص.