الأكثر شهرة

الرئيسيةاخبار الاقتصادالتغير المناخي يحفز الاستثمار في الغازات وريادة سعودية

التغير المناخي يحفز الاستثمار في الغازات وريادة سعودية

مع اتجاه الحكومات حول العالم نحو استيعاب حقيقة التغيّر المناخي، يتسارع التحول إلى الاقتصاد الأخضر بين القوى الكبرى في العالم. مما جعل الأنظار تتجه نحو الاستثمار في الغازات مثل الهيدوجين. كما أن أزمة كورونا دفعت بالطلب على الأكسجين إلى أعلى مستوياته.

الاستثمار في الغازات .. ما أفضلها؟

الهيدروجين كوقود بديل

يعتبر الهيدروجين وقودًا بديلاً بموجب قانون سياسة الطاقة لعام 1992.
وينبع الاهتمام بالهيدروجين كوقود بديل للنقل من قدرته على تشغيل خلايا الوقود في المركبات بدون انبعاثات ضارة.و في الواقع،
تعتبر خلية الوقود المقترنة بمحرك كهربائي يعمل بالهيدروجين أكثر كفاءة بمرتين إلى ثلاث مرات من محرك الاحتراق الداخلي الذي يعمل بالبنزين.

يتمتع الهيدروجين النظيف حاليًا بزخم سياسي وتجاري غير مسبوق،
مما جعل الاهتمام يتجه لخفض التكاليف للسماح باستخدام الهيدروجين على نطاق واسع.
خاصة في ظل الصراع على أسعار النفط
وقد تم استخدام الهيدروجين فعليا منذ أكثر من 200 عام. ويمتاز هذا الغاز بأنه خفيف، وقابل للتخزين، وكثيف الطاقة، ولا ينتج عنه انبعاثات ملوثة. ولكن لكي يساهم الهيدروجين بشكل كبير في تحولات الطاقة النظيفة ، يجب اعتماده في القطاعات التي يكون فيها غائبًا تمامًا تقريبًا، مثل النقل والمباني وتوليد الطاقة.

الطلب على الهيدروجين في تزايد مستمر

يعد توفير الهيدروجين للمستخدمين الصناعيين الآن من الأعمال التجارية الرئيسية في جميع أنحاء العالم.
وذلك لأن الطلب على الهيدروجين ينمو بوتيرة سريعة، حيث ارتفع الطلب على غاز الهيدروجين أكثر من ثلاثة أضعاف منذ عام 1975.

وفي خلال السنوات الماضية؛ تزايد عدد البلدان التي لديها سياسات تدعم الاستثمار في تقنيات الهيدروجين، حيث ارتفع الإنفاق العالمي على أبحاث الطاقة الهيدروجينية وتطويرها حتى أن هناك حوالي 50 تفويضًا سياسيا مطبقا اليوم ويدعم الهيدروجين. تعد منطقة آسيا والمحيط الهادئ حاليًا أكبر سوق لتوليد الهيدروجين، تليها أمريكا الشمالية وأوروبا.

توقعات الطلب على الهيدروجين

من المتوقع أن يؤدي الطلب الكبير على الهيدروجين كوقود إلى دفع سوق توليد الهيدروجين في الشرق الأوسط وأفريقيا. لكن الافتقار إلى التوزيع المناسب والبنية التحتية للنقل ومخاوف السلامة المتعلقة بالهيدروجين يمكن أن يؤدي إلى إعاقة نمو سوق توليد الهيدروجين.

وقد أعلن الرئيس بايدن عن خطط لاستخدام الطاقة المتجددة لإنتاج الهيدروجين بتكلفة أقل من الغاز الطبيعي. وأعلن الاتحاد الأوروبي أنه سيستثمر  430 مليار دولار أمريكي في الهيدروجين الأخضر بحلول عام 2030 للمساعدة في تحقيق أهداف صفقته الخضراء.

كما تقوم كل من تشيلي واليابان وألمانيا وأستراليا بدفع استثمارات كبيرة في انتاج الهيدروجين الأخضر. ووفقاً لمجلس الهيدروجين، يمكن أن تبلغ قيمة سوق الهيدروجين العالمي بحلول عام 2050  نحو 2.5 تريليون دولار، وهذا يمثل نحو 18% من متطلبات الطاقة العالمية.

أزمة كورونا تشعل الطلب على الأكسجين

زادت معدلات الطلب بشكل كبير على غاز الأكسجين بفعل جائحة كورونا، وذلك لاستخدامه كمادة طبية أساسية في علاج المصابين بفيروس كورونا حيث أنه يستخدم بشكل أساسي في أجهزة التنفس الصناعي؛ وبحسب الإحصائيات فقد بلغ حجم سوق الأكسجين العالمي بنهاية عام 2020 نحو 26.15 مليار دولار. فيم تقدر حجم إيرادات الأكسجين المباع للأغراض الطبية خلال 2020 بنحو 15.41 مليار دولار، كما أنه من المتوقع أن يبلغ حجم سوق غاز الأكسجين نحو 27.26 مليار دولار بنهاية 202 ليكون بذلك قد حقق نمو سنوي مركب بنسبة 4.2%.

وعلى الرغم من استفادة سوق الأكسجين من جائحة كورونا إلا أنه قد تضرر أيضا من جانب آخر؛ إذ أن الأكسجين يستخدم كمادة خام مساعدة في بعض الصناعات مثل صناعة الحديد الصلب وصناعات الأغذية وأعمال التنقيب أسفل الأرض وكذلك موقد الأكسي أستيلين الذي بدوره يستخدم في العديد من الصناعات والتي قد تضررت بشكل كبير خلال أوج جائحة كورونا التي فرضت اللجوء لإجراءات التباعد الاجتماعي وعرقلة الأنشطة الاقتصادية بشكل عام.

 توقعات الطلب على الأكسجين

بحسب إحصائيات الأمم المتحدة؛ فإنه من المقدر أن عدد الأفراد الذين يتجاوز عمرهم 65 عاما في العالم يقدر قد بلغ 727 مليون شخص،
كما يتوقع أن يصل ذلك الرقم إلى 1.5 مليار فرد بحلول 2050
ومن ثم فإن ارتفاع عدد المسنين يعتبر مؤشر إيجابي من جهة الطلب على الأكسجين في المستقبل للأغراض العلاجية.
كذلك فإنه من المتوقع أن يبلغ حجم سوق الأكسجين نحو 37.29 مليار دولار بحلول 2025 بما يمثل نمو سنوي مركب بنحو 8% وذلك بالإضافة إلى ارتفاع عدد موافقات هيئة الغذاء والدواء الأمريكية على لاعتماد أجهزة أكسجين طبية جديدة، ومن المتوقع أن يبلغ حجم سوق الأكسجين في الأغراض الطبية فقط نحو 23.64 مليار دولار بحلول عام 2027 ليحقق نمو مركب بنسبة 6.3% مقارنة بعام 2020.

وفيما يلي نذكر أهم الشركات التي تعمل في مجال تجارة الغازات وتصنيعها:

أهم الشركات التي تعمل في مجال الاستثمار في الغازات

  • مشروع نيوم للهيدروجين الأخضر

ويعتبر هذا المشروع هو الأكبر في العالم وسيبدأ العمل في عام 2026.
وكانت شركة Air Products، قد أعلنت في منتصف العام الماضي، بالاشتراك مع شركة أكوا باور ونيوم، عن توقيع اتفاقية لإنشاء منشأة لإنتاج الأمونيا، تعتمد على الهيدروجين على مستوى عالمي بقيمة 5 مليارات دولار

سينتج المشروع نحو 650 طناً من الهيدروجين الأخضر يومياً،
و1.2 مليون طن من الأمونيا الخضراء سنوياً،
ليساهم بذلك في تقليل انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، بما يعادل ثلاثة ملايين طن سنوياً.

  • شركة ليندي

وهي شركة كيميائية عالمية متعددة الجنسيات تأسست في ألمانيا
وتعتبر أكبر شركة غاز صناعي في العالم من حيث الحصة السوقية والإيرادات.
يتمثل العمل الأساسي للشركة في تصنيع وتوزيع الغازات الجوية ،
بما في ذلك الأكسجين والنيتروجين والأرجون والغازات النادرة.

أعلنت شركة ليندي في بداية نوفمبر 2021 أنها استحوذت على أعمال الغازات المعبأة لشركتي HPS Gases Ltd ، Vadodara.
وهذا الاستحواذ سيساعدها  في توسيع تواجدها في سوق الغاز المعبأ.

الشركة عضو في مجلس الهيدروجين، وهو مجموعة شركات تستثمر في مركبات الهيدروجين.
وتتوقع الشركة أن تتنافس مركبات الهيدروجين مع السيارات الكهربائية
وقد استثمرت في محطات تعمل بطاقة الرياح والتي تحول الماء إلى هيدروجين.

مقالات ذات صلة