كان مهرجان التسوق في يوم العزاب لهذا العام بمثابة علامة فارقة للشركات الصينية حيث بلغت موجة التسوق في يوم العزاب ذروتها هذا العام على العديد من منصات التجارة الإلكترونية في الصين محققة مبيعات مليارية.
عيد العزاب … ما هي النسخة الصينية للتخفيضات الكبرى؟
عيد العزاب هو عيد غير رسمي، تبدأ فعالياته كل عام في 11 نوفمبر.
وتعود فكرة هذا اليوم لعملاق التجارة الإلكترونية “علي بابا “.
وقد تم إطلاقه للمرة الأولى كمهرجان تخفيضات للتسوق في عام 2009 كبديلا عن الحب والذي روج له مجموعة من الشباب الصينين.
ويعتبر يوم العزاب النسخة الصينية من الجمعة السوداء أو السايبر ماندي.
تحطم المنصات التجارية تاوباو وتميل، التابعة لعلى بابا، مبيعات أكبر من الجمعة السوداء وسايبر مجتمعين.
ومنذ ذلك الحين، أصبح المهرجان مقياسا يدل على متابعة وثيقة لمعنويات المستهلكين في ثاني أكبر اقتصاد في العالم. حيث يندفع المستهلكون في هذا اليوم لشراء الأجهزة والسلع ويتسابقون لإدراك الخصومات.
مبيعات يوم العزاب تفاجئ المحللين
قبل بدء فترة المبيعات، توقع المحللون أن تعلن علي بابا عن زيادة طفيفة فقط في إجمالي حجم البضائع والإيرادات هذا العام
وذلك في ظل تباطؤ مبيعات التجزئة بشكل عام وكذلك نقص الإمدادات وحوادث انقطاع الكهرباء وعمليات الإغلاق الناتجة عن تفشي كوفيد – 19.
إلا أنه في نهاية فترة عيد العزاب أعلنت علي بابا أن
إجمالي حجم البضائع خلال فترة 11 يومًا بلغ 540.3 مليار يوان (84.54 مليار دولار) ،
بزيادة أكثر من 8٪ عن 498.2 مليار يوان في العام الماضي.
وقالت أيضا بأن حجم المعاملات على منصتها بلغ 349.1 مليار يوان (54.6 مليار دولار) خلال فترة يوم العزاب،
بزيادة 28٪ عن 271.5 مليار يوان المسجلة العام الماضي.
العائدات المرتفعة تهدئ مخاوف المستثمرين
لم يكن هذا العام عاما موفقا بالنسبة لشركة علي بابا. فبالإضافة لانخفاض سعر السهم بنسبة تجازت 40%
وكذلك انخفاض قيمة الأسهم بنسبة 30%
[finviz ticker=baba width=700]
فقد تكبدت علي بابا أيضا غرامة احتكار بقيمة 2.8 مليار دولار.
وأخفقت أيضا في تحقيق عائداتها المستهدفة خلال العامين الماضيين.
علاوة على أن السلطات فرضت وقف الاكتتاب العام لشركة ( أنت غروب)
وهي الذراع المالي لمجموعة علي بابا وكقد كان اكتتابا ضخما تجاوز (34 مليار يورو).
إلا أن السلطات الصينية أوقفته بسبب قلقها من احتمال تأثير عملية الاكتتاب على النظام المالي.
وقد جاءت البيانات المالية بارتفاع العائدات بمثابة قبلة الحياة لمجموعة علي بابا
حيث ارتفعت الأسهم بنسبة 2.4 في المائة في ختام تعاملات الخميس الماضي في الأسواق الأميركية.
منافس علي بابا…الفائز الأكبر في يوم العزاب
رغم أن علي بابا هي من أطلقت عيد العزاب لأول مرة إلا أنه ظهر على الساحة عدة منافسين آخرين.
حيث راهن المستثمرون على أن أكبر منافس لعلي بابا وهي شركة JD.com ، قد يكون الفائز الأكبر في يوم العزاب. حيث ارتفعت أسهم JD.com بنسبة 17٪ تقريبًا في الأشهر الثلاثة الماضية،
بينما انخفض سهم Alibaba بنسبة 15٪ تقريبًا خلال نفس الإطار الزمني.
[finviz ticker=jd width=700]
وبالفعل فقد أعلن موقع JD.com عن 349.1 مليار رنمينبي ، أو 54.58 مليار دولار ، في مبيعات مهرجان التسوق،بزيادة 31 في المائة عن العام السابق.
وهي وتيرة أعلى بكثير عن وتيرة ارتفاع مبيعات علي بابا.
كما أن JD.com تتجنب قرارات الحكومة الصينية ضد المحتكرين حتى الآن،
ويراهن المستثمرون على أنها ستظل بعيدة عن المشاكل لبعض الوقت.
الشركات الصينية ليست الفائز الوحيد
لقد مثل يوم العزاب زيادة كبيرة في المبيعات لشركات مثل آبل ولوريال (شركة منتجات التجميل)،
اللتين باعتا أكثر من 100 مليون يوان بما يعادل 15.7 مليون دولار من المنتجات لكل منهما خلال هذا الحدث.
كما قدمت الشركات الروسية أكثر من 50 ألف منتج متنوع مابين المواد الغذائية والمستحضرات التجميلية والصيدلانية وكذلك منتجات التكنولوجيا الفائقة.
وقد أعلنت علي بابا أن هذا اليوم شمل أكثر من 250 ألف علامة تجارية وقد تم طرح أكثرمن مليوني منتج جديد ، وهو ضعف العدد العام الماضي ومن ضمنهم 2600 علامة تجارية من خارج الصين لأول مرة. وهو ما رفع من حجم المبيعات بشكل هائل، حيث شهدت نحو 78 شركة نمو في حجم البضائع بأكثر من 10 مرات مقارنة بالعام الماضي بما يعادل أكثر من 100 مليون يوان.
يوم العزاب دليل على استمرار توسع الصين
من المرجح أن تستمر الصين في النمو بشكل أسرع مقارنة بأمريكا الشمالية وأوروبا الغربية باعتبارها أكبر سوق للتجارة الإلكترونية في العالم ويعكس يوم العزاب 2021 هذا التوسع. فقبل يوم 11 نوفمبر توقعت الكثير من وسائل الإعلام الدولية أن يؤدي “تباطؤ النمو” في الصين و “تقنين قطاع التكنولوجيا” إلى إضعاف المبيعات.
لكن زيادة المبيعات أدت إلى زيادة قوية من حيث القيمة المطلقة على الرغم من تباطؤ المكاسب كما أن نتائج العام الحالي بأكمله قد لا تختلف كثيرا عن العام الماضي.
وفي عام 2020 ، قدرت مبيعات التجارة الإلكترونية في الصين بـ 1.3 تريليون دولار ،
ومن المتوقع أن ترتفع إلى ما يقرب من 2 تريليون دولار بحلول عام 2025.
وترجع تلك الزيادة إلى أنه في أوقات عدم اليقين ، يكون المستهلكون أكثر وعياً بالتكلفة.
بسبب الخصومات والعروض الترويجية الواسعة مثلما حدث في يوم العزاب.