الأكثر شهرة

الرئيسيةاخبار الاقتصادسعر الروبل الروسي يشهد استقرار ملحوظا مقابل الدولار

سعر الروبل الروسي يشهد استقرار ملحوظا مقابل الدولار

تم تقييم الدولار الأمريكي هذا الأسبوع بحوالي 80 الروبل الروسي ، وهو نفس سعر الصرف الذي كان ساريا تقريبًا قبل غزو روسيا لأوكرانيا في 24 فبراير الماضي، فبعد أن كانت العقوبات الغربية قد دمرت العملة الروسية في البداية لكنها ارتدت مرة أخرى. فكيف حدث هذا؟ وما الذي يعيق فرض عقوبات اقتصادية إضافية على روسيا؟ وما هي توقعات سعر الروبل في التداولات المستقبلية. هذا ما سنعرفه في المقال التالي.

نظرة على أداء الروبل الروسي مقابل الدولار

انهارت العملة الروسية بنسبة 40٪ في الأيام التي أعقبت قرار الرئيس فلاديمير بوتين غزو أوكرانيا، لكنها عادت إلى الارتفاع ليصل إلى 79.25 روبل مقابل الدولار الواحد في تداولات الخميس الماضي. وبهذا ارتفع الروبل الروسي أمام الدولار بنسبة 128٪ منذ أن سجل أدنى مستوى قياسي له في 7 مارس عند 177.26 روبل مقابل الدولار.

ووفقا لتداولات الجمعة الماضية؛ فقد انخفض الروبل قليلا ليصل إلى 80 روبل لكل دولار واحد، إلا أنه مازال عند مستويات ما قبل الغزو الروسي.

لماذا ارتفع سعر الروبل مقابل الدولار؟

حقق الروبل الروسى ارتفاعًا ملحوظا في مستهل تداولات الخميس الماضي ويرجع ذلك لعدة أسباب:

  • منع بيع الأصول الروسية

حيث قام البنك المركزي الروسي بوضع ضوابط على رأس المال،
بما في ذلك فرض حظر على بيع الأجانب للأصول الروسية،
فضلاً عن مبيعات العملات الصعبة المفروضة من قبل المصدرين.

  • ربط الروبل بالذهب

 حيث أعلن البنك المركزي الروسي عن قيمة الربط بين الذهب والروبل، وهي بمقدار 5000 آلاف روبل للجرام الواحد من كل سبيكة ذهب.
وتهدف روسيا بهذا القرار إلى تقليص قيمة الدولار على مستوى العالم عند مقارنة قيمته بسبيكة الذهب.

  • بيع الغاز والنفط بالروبل

 هذا بالإضافة إلى أن روسيا ستبيع الغاز بالروبل فقط،
حيث دعى الرئيس الروسي الحكومة بتحويل مدفوعات الغاز الطبيعي من موسكو إلى أوروبا بالروبل بدلا من الدولار أو اليورو.
وبما أنه قد تمت معادلة الروبل بـ5000 روبل لجرام الذهب،
فإن من يرغب في شراء النفط أو الغاز سيضطر إما إلى الدفع بالروبل وإما بالدفع بالذهب.
وبذلك ستخلق طلبا على الروبل وتسحب احتياطات الذهب.

هل ارتفاع سعر الروبل الروسي يعني أن العقوبات فشلت؟

كان أحد الأهداف الصريحة للعقوبات هو الإضرار بالعملة الروسية.
لكن عادت قيمة العملة لما كانت قبل العقوبات، فهل هذا يعني أن العقوبات فشلت؟

قد يعتقد البعض ذلك ، لكن هذا الانطباع ربما يكون خادعا.
فقد أدرك الروس أن الهدف من اللعبة كان ضرب عملتهم.
ولذا فقد استهدفوا استعادة قيمة العملة كهدف رئيسي. وهم يتلاعبون الآن بالكامل بسوق العملة الروسية حيث ينشئون مصادر مصطنعة للطلب على الروبل لأنه في النهاية التوازن بين العرض والطلب هو الذي يحدد قيمة العملة. وما يفعلونه، على سبيل المثال، هو مطالبة الأوروبيين مباشرة من خلال وسائل مباشرة أو غير مباشرة بدفع ثمن الغاز الروسي بالروبل. وفي كل مرة تفعل ذلك، فإنك تخلق طلبًا على الروبل. لذا فهم يستغلون كل هذه الميول لدفع العملة إلى ما كانت عليه من قبل.

ومع ذلك لا يوجد تبادل حر. وإذا كان هناك تبادل حر، فمن المفترض أن تنخفض قيمته. وتشير الإشارات التي لدينا عن السوق السوداء والروبل إلى أن قيمتها الفعلية أقل بكثير من نصف السعر الذي تحصل عليه في موسكو الآن

هل ينخفض سعر الروبل الروسي مقابل الدولار مرة أخرى؟

يواجه الدائنون الروس احتمالًا غير مشجع لقبول مدفوعات الديون بالروبل بعد أن قررت وزارة الخزانة الأمريكية يوم الاثنين منع الكرملين من استخدام احتياطياته من الدولار. وكانت وزارة الخزانة الأمريكية قد جمدت أصول البنك المركزي الروسي المحتفظ بها في الولايات المتحدة في فبراير بعد غزو أوكرانيا، لكنها قدمت إعفاء لسداد الديون التي كان من المقرر أن تنتهي صلاحيتها في 25 مايو لكنها بعد ذلك سرعت هذا الجدول الزمني وقال المتحدث باسم روسيا حينها إن روسيا لديها كل الموارد اللازمة لخدمة ديونها وأصر على أنه يمكن دفع المدفوعات بالروبل إذا لزم الأمر.

 وهنا سيتعين على روسيا الاختيار بين استنزاف الاحتياطيات القيمة المتبقية بالدولار أو التخلف عن السداد. لذا قد يؤدي التخلف عن سداد الديون البالغة 636 مليون دولار والعقوبات الأخرى المرتبطة بالفظائع الروسية إلى انخفاض آخر في قيمة الروبل الروسي أمام الدولار.

ووفقا لرويترز، قال مدير المجلس الاقتصادي بالبيت الأبيض إن التقديرات تظهر أن الاقتصاد الروسي سينكمش 10-15% في 2022. وأن التضخم السنوي في روسيا يبلغ 200%، و يبلغ 2% أسبوعيا.

مقالات ذات صلة