شهدت الأسواق العالمية حالة من التدهور الشديد يوم الجمعة الماضية بعد أنباء عن متحور جديد ( أوميكرون ) من Covid-19 تم اكتشافه لأول مرة في جنوب إفريقيا. وتكبدت أسهم قطاع السفر خسائر فادحة جنبًا إلى جنب مع قطاع النفط والغاز، واستقرت أسعار الذهب بعد قفزة كبيرة.
متحور أوميكرون يثير فزع العالم
قالت منظمة الصحة العالمية (WHO) أن المتحور الجديد والذي يدعى أوميكرون قد ينتشر بسرعة أكبر من الأشكال الأخرى،
وتشير الأدلة الأولية إلى زيادة خطر الإصابة مرة أخرى.
وقد تم اكتشاف الطفرة الجديدة لأول مرة في جنوب إفريقيا
وتم اكتشافها بعد ذلك في بلجيكا وبوتسوانا وإسرائيل وهونج كونج.
ولجأت العديد من الدول الغربية والعربية إلى حظر الرحلات القادمة من جنوب أفريقيا ودول أخرى مجاورة، وفرضت قيودا مشددة على القادمين منها لكن علماء الأوبئة قالوا بأن الوقت ربما قد فات لمنع انتشار تلك السلالة الجديدة.
وفي المقابل قام مدير مجموعة أكسفورد البريطانية للقاحات، أندرو بولارد، يوم السبت الماضي، بطمأنة العالم بأن اللقاحات الموجودة في الوقت الحالي قد تكون فعّالة ضد المتحور الجديد موضحا ألا تعود أوضاع الجائحة إلى نقطة الصفر كما كانت من قبل.
المتحور الجديد يعمق خسائر النفط
انخفض خام برنت القياسي بنسبة 5٪ متراجعا إلى 78.15 دولارًا للبرميل خلال تعاملات الجمعة الماضية،
بينما انخفض الخام الأمريكي بأكثر من 5.5٪ إلى 74.08 دولارًا.
وقد تجددت المخاوف من تراجع الطلب على أسواق النفط بسبب عودة الإغلاقات وتعليق السفر لتغلق الأسواق على أكبر خسارة أسبوعية.
يأتي ذلك قبل أيام من اجتماع منظمة أوبك + في ديسمبر المقبل ووسط اتجاه الولايات المتحدة إلى التخلي عن جزء من مخزونها الاستراتيجي لتهدئة الأسواق التي شهدت ارتفاعات غير مسبوقة.
لذا من المقرر أن تقرر أوبك + الأسبوع المقبل تأخير أو وقف الزيادة التدريجية المخطط لها في العرض.
الذهب يستقر والفضة تتراجع بفعل أوميكرون
لا يزال الذهب يتجه نحو أسوأ أسبوع له منذ منتصف يونيو، منخفضًا بنسبة 2.9٪ حتى إغلاق أمس،
متأثرًا بالتوقعات بأن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي قد يسرع في رفع أسعار الفائدة.
ورغم ذلك استقر الذهب يوم الجمعة الماضية، حيث أخذ قسطًا من الراحة بعد ارتفاع تجاوز 1٪ أشعله الاندفاع إلى الملاذات الآمنة
حيث أدت المخاوف بشأن متغير فيروس كورونا الجديد إلى زعزعة الرغبة في المخاطرة.
وارتفع الذهب الفوري يوم الجمعة بنسبة 0.2٪ إلى 1791.97 دولارًا للأوقية،بعد ارتفاعه إلى 1815.26 دولارًا أمريكيًا.
واستقرت العقود الأمريكية الآجلة للذهب على ارتفاع 0.1 بالمئة إلى 1785.5 دولار.
وعلى العكس من ذلك، يبدو أن المعادن الثمينة الأخرى قد أخذت اتجاه معاكس لتحركات الذهب،
حيث انخفضت الفضة بنسبة 1.9 ٪ إلى 23.14 دولارًا.
وهبط البلاتين 4.3 بالمئة إلى 952.77 دولار بينما تراجع البلاديوم 6 بالمئة إلى 1747.95 دولار.
وهبط البلاديوم في وقت سابق أكثر من 8 بالمئة إلى أدنى مستوياته منذ 23 مارس آذار 2020.
CHART OF THE DAY: Gold & Palladium? We'll Stick To Coffee https://t.co/U0fdwCFzkC via @hedgeye
— Keith McCullough (@KeithMcCullough) November 29, 2021
وقد عزا المحللين تراجع البلاديوم والبلاتين إلى مخاوف من أن أوميكرون قد يضر بالاقتصاد مرة أخرى،
بما في ذلك مبيعات السيارات والطلب على المعادن المستخدمة في أنظمة عوادم السيارات.
الدولار يشهد تراجعا ملحوظا
تضررت العملة الأمريكية الدولار من المتحور الجديد، حيث انخفض سعرها بشكل ملحوظ بداية من يوم الجمعة الماضية وحتى أمس في حدود 0.28% تقريبا. حيث ألقى المتحور الجديد بظلاله السلبية المستقبلية على الاقتصاد الأمريكي. خاصة وأن الولايات المتحدة شهدت تسارعا كبيرا في إصابات كورونا خلال الأسبوع الماضي. بما قد يعزز توقعات اتخاذ السلطات الأمريكية قيود جديدة للسيطرة على تفشي الفيروس.
الأسواق العالمية تتراجع
أدت تلك المخاوف إلى تهاوي الأسواق المالية، لا سيما أسهم شركات الطيران وغيرها في قطاع السفر. كما انخفضت الأصول الخطرة وعائدات السندات بشكل حاد.
وقد أغلق مؤشر داو جونز الصناعي (.DJI) منخفضًا 2.5٪ ، وهو أسوأ يوم له منذ أواخر أكتوبر 2020 ، وشهدت الأسهم الأوروبية (.STOXX) أسوأ يوم لها منذ 17 شهرًا. في حين تراجعت الأسواق في آسيا والمحيط الهادئ بشكل حاد بين عشية وضحاها، مع تراجع مؤشر هانغ سنغ في هونغ كونغ ومؤشر نيكاي 225 الياباني لأكثر من 2.5٪.
وتراجعت شركات تشغيل الرحلات البحرية Carnival Corp و Royal Caribbean Cruisesو Norwegian Cruise Line بأكثر من 10٪ لكل منهم، في حين تراجعت أسهم شركة United Airlines و Delta Air Lines و American وتراجعت شركات الطيران (AAL.O) بنفس القدر تقريبًا.
[finviz ticker=ccl width=700]
Carnival Corp
[finviz ticker=rcl width=700]
Royal Caribbean Cruises
[finviz ticker=nclh width=700]
Norwegian Cruise Line
ومن المتوقع أن تستمر المؤشرات الأمريكية في التراجع بسبب أحجام التداول الضئيلة المتوقعة في عطلة عيد الشكر.
هل تتضرر البورصات الخليجية بمتحور أوميكرون؟
تتباين أسواق المال الخليجية حسب درجة تأثرها بتراجع أسعار النفط ولكن من المتوقع أن تكون السعودية أبرز الأسواق المتأثرة سلبياً، فمن المتوقع أن تكون جلسات أسواق الخليج خلال الأسبوع الجاري في المنطقة الحمراء. كما أن تراجع أسواق المال العالمية الأوروبية والأمريكية في آخر جلسات الأسبوع الماضي سيؤثر سلباً على أداء أسواق الأسهم الإماراتية.
الذهب الرقمي يخالف التوقعات
لم تتجنب العملات المشفرة الضربة أيضًا. فقد هبطت عملة البيتكوين بنسبة 7٪ خلال الـ 24 ساعة الماضية
لتصل إلى 54،561 دولارًا، وفقًا لبيانات Coin Metrics، وهو أدنى مستوى لها منذ 8 أكتوبر. حيث بلغت نسبة الانخفاض 20٪ من أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 69000 دولار تقريبًا والذي سجلته في وقت سابق من هذا الشهر رغم أن البعض يطلق عليها الذهب الرقمي.
كما انخفضت العملات المشفرة الأخرى بشكل حاد يوم الجمعة.
حيث انخفضت عملة الإيثريوم ثاني أكبر عملة مشفرة، بأكثر من 10٪ إلى 4.007 دولارات ،
بينما انخفضت عملة XRP بنسبة 10٪ إلى حوالي 95 سنتًا.
الأثر على المستثمرين
إن هذا المتحور الجديد سيمنح الاحتياطي الفيدرالي سببًا للتوقف مؤقتًا عن تطبيع السياسة النقدية المتضمنة على رفع سعر الفائدة،
وستكون هناك جولات من النفور من المخاطرة التي ستضرب الأسواق، بسبب المخاوف من الوباء.