قدمت شركة آبل الأمريكية خلال الأيام الماضية إصدار جديد من أجهزتها اللوحية، “آيباد إير” (iPad air) و “آيباد مني” (iPad mini) في خطوة مفاجئة بعد سنوات من غياب التحديثات عن هذا النوع من المنتجات.
وتأتي هذه الخطوة كنوع من التحضير المترافق لإعلان الشركة المنتظر حول انطلاق خدمة بث الفيديو الرقمية، والتي من المفترض أن تبدأ في الخامس والعشرون من شهر آذار / مارس الجاري.
وكانت شركة آبل قد اختبرت منذ عام تقريبًا نوع جديد من الهواتف الذكية، وشاشة هاتف آبل المقبل الذي يحمل اسم ” آيفون إكس بلس” (iPhone X Plus) وصاحب لقب أكبر هاتف ذكي على الإطلاق.
تشكل مبيعات الهواتف الذكية نسبة كبيرة من إيرادات الشركة، التي بدأت الاتجاه نحو مجالات وخدمات جديدة، ومنها خدمة البث الرقمية التي تعول عليها آبل في الاستحواذ على نسبة من هذا القطاع الواعد، والذي من المفترض أن يكون ساحة منافسة عالمية على كعكة تتجاوز قيمتها 150 مليار دولار أمريكي بالحد الأدنى.
وعلى الرغم من أن مبيعات الأجهزة اللوحية لا تشكل نسبة كبيرة من إيرادات آبل، بأفضل الأحوال 21 مليار دولار، إلا أن شركة آبل قالت إن أجهزتها الجديدة ستكون متاحة في الولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا وبعض الدول الأخرى.
ما هي أسعار أجهزة آيباد الجديدة؟
يبلغ سعر جهاز آيباد إير (iPad air) 499 دولار أمريكي في حين يقل سعر الشقيق الأصغر “آيباد مني” (iPad mini) بواقع 100 دولار ليبدأ السعر عند 399 دولارًا أمريكيًا بالتحديد. وعلى الرغم ان متوسط الأسعار لهذه المنتجات عالميًا يقل عما تقدمه آبل إلا أنها استطاعت خلال العام الماضي تحقيق مبيعات وصلت إلى حوالي 19 مليار دولار أمريكي.
هذه القيمة تشكل نسبة ضئيلة إذا ما تم مقارنتها مع المنتج الأول للشركة، هاتف آيفون الذكي، والذي سجلت مبيعاته خلال عام 2018، رغم تراجعها لأول مرة على الإطلاق في كانون الثاني\ يناير الماضي، 167 مليار دولار أمريكي.
ربما يكون تراجع مبيعات الأجهزة اللوحية، هو السبب في غياب حفل إطلاق المنتجات الجديدة، فالشركة اعتادت على حشد تغطية إعلامية كبيرة وحملات إعلانية وتسويقية ضخمة، لكن شركة آبل هذه المرة تحاول التركيز على خدمة البث الرقمي، تلك الخدمة التي من المفترض أن تنافس فيها نيتفليكس وأمازون.
ميزات آيباد الجديد
تدعم أجهزة الآيباد الجديدة، قلم آبل الجيل الأول Apple Pencil وتكون مزودة بلوحة مفاتيح ذكية، كما تضم رقاقات “بيونيك 12 أي” وتتوفر شاشات قياس 7.9 بوصة لجهاز “آيباد مني” (iPad mini) فيما خصصت شاشات من قياس 10.5 بوصة للشقيق الأكبر آيباد إير (iPad air)، مع امتلاك الجهازان معالجات تتميز بقوة أسرع بثلاثة مرات من جميع النماذج السابقة.ولا تغيب مستشعرات البصمة، ومنفذ سماعة الأذن عن الأجهزة التي تتوفر بألوان ثلاثة هي الفضي والرمادي والذهبي.
لا توجد توقعات كبيرة بزيادة المبيعات من أجهزة آيباد، فهي لا تضم أي تقنيات أو تحديثات ثورية، ومع ذلك هي تبقى خيارًا للراغبين في الحصول على أجهزة الترفيه، وربما تحاول تخفيف حدة الغضب الذي أصاب مستخدمي أجهزة الشركة العام الماضي عندما قامت شركة آبل بإبطاء أجهزتهم القديمة عمدًا، للمحافظة على توازن وسلاسة عمل الأجهزة بعد تراجع وانخفاض كفاءة بطارياتها.
السر في الطلاب والمراهقين
تشكل الشريحة الأهم بين مستهلكي أجهزة الآيباد، أولئك الشباب من المراهقين والطلاب وغالبًا ما تمثل أجهزة آيباد مني أداة ترفيه لديهم، حيث يستطيع هذا الجهاز مثلًا التقاط صور رائعة بفضل الكاميرات المتطورة التي زود بها، كما ينتج الجهاز مقاطع فيديو بوضوح يصل حتى دقة 1080 بكسل، لكن الأغراض من الكاميرات لا تنحصر بالصور الثابتة أو المتحركة، لكنها تتجاوز ذلك لتصل إلى مسح المستندات ضوئيًا.
طبعا هذه الأجهزة تأتي بنظام IOS 12 الأحدث والذي يدعم مجموعة من المهام والميزات، وتعمل وفقه تطبيقات متعددة تقدمها آبل ومجموعة من المطورين. أما أجهزة الاستشعار فتقدم فرصة حقيقية للتمتع بمغامرات AR وتجاربها.
خدمة البث الرقمي من آبل
تحاول آبل الدخول في سوق الترفيه المرئي الإلكتروني، من خلال محتوى حصري وجديد خاص بها، وقد قامت خلال الأشهر القليلة الماضية بالتعاقد مع مجموعة من النجوم ومنهم مقدمة البرامج الأمريكية اوبرا وينفري والمخرج ستيفن سبيلبيرغ.
وجهت شركة آبل دعوات لمؤتمر صحفي كبير يوم الإثنين، الـــ 25 من شهر آذار الجاري، حيث نت المقرر أن تكشف عن خدمة بث الفيديو الرقمي، والتي من المفترض أن تدخل في منافسة قوية مع شركة “نتفليكس” و ” أمازون” حيث حملت بطاقة الدعوة التي وجهت لوسائل الإعلام تصميم متحرك لعد تنازلي مع عبارة ” وقت العرض قد حان”.
وتحدثت تقارير صحفية أن الشركة في مراحل العمل الأخيرة لخدمتها الجديدة، و ان استراتيجية التسويق ستضم حسمًا يبلغ 30 بالمائة لكل العملاء الجدد في خدمة البث الرقمي، حيث من المفترض ان تعمل هذه الخدمة عبر تطبيق “آي. أو.إس.تي.في” ويشمل محتوى مرئي من شركات مثل ستارز، فياكوم، وسي بي إس.
في نفس السياق نقلت وكالة رويترز للأنباء أن شركة المحتوى البصري نيتفليكس ذائعة الصيت، لن تقدم محتوها وبرامجها وأفلامها عبر خدمة البث الرقمي التابعة لشركة آبل. لتكون بذلك على طرف نقيض من شركات مثل سي بي أس وفياكوم وليون غيتس وغيرها ممن أعلن سماحه لشركة آبل ببيع اشتراكات باسمهم.
الجدير بالذكر أن شركة آبل تسعى لانتاج وبناء محتوى خاص بها خلال الفترة القادمة، حيث تمتلك الشركة إمكانيات تمويل ضخمة وكبيرة للغاية.