تم تداول المعادن الأساسية أمس الأثنين بشكل ضعيف حيث استمرت معظم المعادن في الاتجاه الهبوطي في التعاملات الصباحية. وذلك بعد الارتفاع الجنوني منذ الخميس الماضي. فما أسباب الهبوط المفاجئ في أسعار المعادن؟ وما أسباب الارتفاع في الأيام الماضية؟
شهر مايو كان من أفضل شهور العام أداء أسعار المعادن
كان شهر مايو شهرًا ممتازًا بالنسبة للمعادن في جميع المجالات. وكان الذهب من أفضل المعادن أداءً، حيث تجاوز المعدن الأصفر مستوى 1900 دولار للأوقية ليرتفع بنسبة 8٪ تقريبًا خلال الشهر الماضي. وفيما نظرة على أسعار المعادن؛
أولا: سعر الذهب
ارتفع مؤشر الدولار أمس بنسبة 0.1٪ ، مما جعل الذهب أكثر تكلفة لحاملي العملات الأخرى. وعلى إثر ذلك نزل الذهب الفوري 0.3 بالمئة إلى 1883.50 دولار للأوقية. وتراجعت العقود الأمريكية الآجلة للذهب 0.3 بالمئة إلى 1885.40 دولار.
وكانت الأسعار قد ارتفعت بأكثر من 1٪ أول أمس بعد أن أدى تقرير الوظائف الشهري الأمريكي الأضعف من المتوقع إلى تهدئة مخاوف المستثمرين بشأن قيام بنك الاحتياطي الفيدرالي بكبح التحفيز النقدي قريبًا.
وكانت أسعار الذهب قد تراجعت في بداية الأسبوع الماضي بحوالي 35 دولارا ليهبط الذهب من 1905 إلى 1870 دولار بالنسبة للأونصة، ثم بدأ الذهب تعويض هذه التراجعات منذ مساء الخميس الماضي وبلغ في تعاملات الجمعة مستوى 1890 دولار.
ثانيا: أسعار الفضة
تراجعت الفضة 0.9٪ أي بقرابة 1% إلى 27.53 دولارًا للأونصة من مستوي الافتتاح عند 27.75$ ، لتستأنف خسائرها التي توقفت مؤقتا يوم الجمعة، وكان المعدن الأبيض “الفضة” قد أنهت تعاملات الجمعة مرتفعة بنسبة 1.3% ، ضمن عمليات التعافي من أدنى مستوى في ثلاثة أسابيع. وارتفعت العقود الآجلة للفضة تسليم يوليو بنسبة 1.5% أو ما يعادل 42 سنتا وأغلق المعدن عند 27.90 دولار للأوقية.
وبصفة عامة، فإن تداول الفضة في نطاق 27 دولارًا للأوقية في خلال مايو، يمثل زيادة 74٪ عن العام الماضي عندما كان السعر الفوري حوالي 15.5 دولارًا للأونصة.
ثالثا: أسعار البلاديوم
قفز البلاديوم خلال تداولات الأسبوع الماضي بأكثر من 22 دولار بنسبة 0.8% ليصل إلى 2833.4 دولار للأونصة، ليسجل مكاسب شهرية في مايو بنسبة 30%.
وبصفة عامة، فإن الاستثمار في البلاديوم استثمار رابح بكل المعايير، فالأسعار ستواصل الارتفاع في الفترة المقبلة، والانخفاضات التي قد تحدث من حين لآخر ستكون انخفاضات طفيفة ومؤقتة. يضاف إلى ذلك تفاقم المخاوف من نقص الإمدادات بعد أن أعلنت شركة نوريليسك نيكل الروسية المنتج الأساسي للبلاديوم في العالم تعطل منجمين بسبب الفيضانات.
ثالثا: أسعار النحاس
في 11 مايو الماضي سجّلت سوق العقود الآجلة للنحاس أعلى مستوى تاريخي لها وبلغ سعر رطل النحاس 4.76 دولارات. بدأ هذا المسار يظهر اعتباراً من آذار 2020، وهو مدفوع بعدة عوامل على جانبي العرض والطلب، من أبرزها تكنولوجيا الطاقة الخضراء وصناعة البطاريات، وانخفاض تعدين النحاس بسبب جائحة كورونا.
أما في تعاملات أمس، فقد انخفضت العقود الآجلة للنحاس تسليم يوليو بنسبة 0.6% إلى 4.50 دولار للرطل، وسجل المعدن أعلى سعر عند 4.53 دولار وأقل سعر عند 4.46 دولار. وعلى الرغم من تراجع الأسعار، إلا أن النحاس حقق مكاسب بأكثر من 120 في المائة، مقارنة بأدنى مستوى لها 2020.
رابعا: أسعار القصدير
أدى الطلب القوي من قطاع الإلكترونيات والانخفاض الحاد في أسهم البورصة إلى تعزيز سعر القصدير في مايو. ففي بورصة لندن للمعادن ارتفع سعر طن القصدير، الذي سيتم تسليمه في غضون ثلاثة أشهر من التعاقد 48 في المائة ليبلغ الطن المتري نحو 30 ألف دولار. ومن المرجح أن يزداد الطلب على السلع الإلكترونية وهو أحد الأسباب التي تجعلنا نتوقع أن يرتفع سعر القصدير بحلول نهاية العام . حيث عادت الآمال إلى نفوس التجار المضاربين بعودة الأيام الخوالي عندما تجاوز سعر الطن 33 ألف دولار 2011.
خامسا: أسعار الألومنيوم
الدلائل الراهنة تشير أيضا إلى أن الألمنيوم سيتبع النحاس والقصدير في مسيرة الأسعار التصاعدية، إذ عزز انتعاش الأنشطة الصناعية توقعات الطلب على الألمنيوم، وأحد الأسباب البارزة في هذا الشأن تكمن في الضغوط الدولية المكثفة التي تمارس على الصين، فيما يتعلق بخفض انبعاثات الكربون، ما يتطلب كبح التوسعات الخاصة بزيادة إنتاج الألمنيوم، يضاف إلى ذلك أن العام الماضي شهد ارتفاعا ملحوظا في تكاليف النقل والخدمات اللوجستية، ما انعكس على أسعار الألمنيوم.
أسباب ارتفاع أسعار المعادن في الأيام الماضية
أولا: الأسباب المباشرة لارتفاع أسعار المعادن
- تقرير الوظائف الأمريكية الذى جاء دون المتوقع.
- اتجاه الدول الأوروبية لزيادة الضرائب على الشركات متعددة الجنسيات.
- تغير مسار عائد السندات للهبوط مؤقتًا.
- نزول مؤشر الدولار عن ذروة صعوده في 3 أسابيع.
- الطلب الصناعي وهو السبب الرئيسي وراء تفوق الفضة في الأداء على الذهب، وإذا نظرت إلى أسعار النحاس ، فقد تضاعفت أكثر من الضعف منذ أن وصلت إلى أدنى مستوى لها العام الماضي بسبب ارتفاع الطلب الصناعي.
ثانيا: الأسباب غير المباشرة لارتفاع أسعار المعادن
يشير كيبليج وليم الخبير في مجال المعادن الصناعية إلى أن الصراع السياسي بين الصين وأستراليا واحد من الأسباب التي تقف خلف الزيادة في الأسعار. حيث يرى أن التوترات الراهنة بين الصين وأستراليا في عديد من القضايا الدولية والإقليمية انعكست على الجانب التجاري بين البلدين، خاصة فيما يتعلق بالمعادن المكون الرئيس في هيكل التجارة البينية بين البلدين.
أسباب انخفاض أسعار المعادن أمس
تم تداول المعادن الأساسية تحت الضغط بسبب
- ارتفاع الدولار اليوم.
- توقعات الطلب الضعيفة من الصين، حيث أظهرت بيانات حكومية صينية أن الميزان التجاري بالدولار سجل فائضا بنحو 45.5 مليار دولار في الشهر الماضي بينما توقع محللون تحقيق فائض قدره 50.5 مليار دولار.
- زادت أرقام جداول الرواتب الأمريكية الأقل من المتوقع أيضًا من الضغط.
- أدى الخوف من إلغاء إجراءات التحفيز ومخاوف التضخم إلى انخفاض أسعار المعادن الأساسية.
ومن المتوقع أن يتم تداول المعادن الأساسية بشكل عرضي منخفضًا خلال الأيام القليلة الماضية.
توقعات الأسعار الفترة المقبلة
قال يوجين واينبرج، المحلل في كومرتس بنك ، إنه مع ارتفاع عائدات السندات بالدولار الأمريكي، فإن الذهب لديه فرص جيدة جدًا للعودة إلى ما فوق 1900 دولار للأوقية لأن البيئة لا تزال بناءة للغاية بالنسبة للمعدن.
وعلى المدى الطويل إلى المتوسط ، قد نشهد مزيدًا من التقلبات في أسواق الأسهم التي ستزيد من قيمة المعادن الثمينة كملاذ آمن للحماية من التضخم.
لكن إذا كنا على حق في توقع تباطؤ النمو الاقتصادي في الصين في النصف الثاني من هذا العام ، فمن المرجح أن تنهي أسعار معظم المعادن الصناعية العام منخفضة.