عززت السعودية من قيمة علامتها التجارية على مستوى المنطقة والعالم، واستطاعت الشركات العاملة فيها توسيع انتشارها الجغرافي وزيادة حجم عملياتها لتحافظ على مكانتها وسمعتها العالمية والإقليمية.
وارتفعت قيمة العلامة التجارية للمملكة العربية السعودية 19%، لتقارب نصف تريليون دولار، ولتحتل المرتبة الثانية في المنطقة بعد الإمارات، وذلك بسبب هبوط أسعار النفط الذي بدأ معه التوجه نحو اقتصاد قائم أكثر على الخدمات لجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية في السعودية كجزء من رؤية 2030.
وأثرت الخطوات الجديدة التي تسير عليها المملكة على قيمة علامتها التجارية لتصبح الرائدة في الشرق الأوسط بهذا المجال، فيشهد قطاع السياحة تطورات تعزز الصورة الوطنية وجذب الاستثمارات الأجنبية في السعودية، مثل مشروع البحر الأحمر الذي قرر رئيس مجموعة فيرجن ريتشارد برانسون الاستثمار فيه مؤخرا.
ويعتبر الرفاه الاجتماعي عاملاً أساسياً في دعم ونمو قيمة العلامة التجارية للمملكة، والتي استطاعت بانتصارها للمرأة ومنحها الحق في قيادة السيارات أن تغير صورتها النمطية في الخارج وتبدي انفتاح أكبر نحو دور المرأة في المستقبل.
لماذا تصدرت STC مؤشر قوة العلامة التجارية؟
أظهر تقرير شركة الاستشارات البريطانية براند فاينانس، أن السعودية تمتلك 18 علامة تجارية ضمن قائمة أعلى خمسين علامة تجارية قيمة بالمنطقة للعام الجاري، وتشكل مجتمعة 21.7 مليار دولار.
وتوقعت الشركة ارتفاع قيمة العلامة التجارية للمملكة على نطاق واسع إذا استمرت خطة جذب الاستثمارات الأجنبية في السعودية، التي كانت متاحة أمام المجالات الاستشارية، والخدمات المالية، والصناعية فقط، لكن خلال العام الماضي تم فتح باب الاستثمار الأجنبي في السعودية أمام مجالات التعليم، والصحة وعلوم الحياة، والاتصالات والتقنية، والنقل، واللوجستيات.
والمناخ الاستثماري الجيد الذي تنتهجه المملكة، أدى لتصنيف شركة الاتصالات السعودية STC، كأعلى قيمة علامة تجارية في الشرق الأوسط، بواقع 6.2 مليار دولار وبنمو 11%.
وترى براند فاينناس أن اعتماد الشركة الطابع الإنساني في حملاتها الترويجية، وجذب المساهمين بطريقة عصرية، يعكس تحسن صورتها أمام العملاء، ما ساعدها على كسب خمس نقاط جديدة في مؤشر قوة علامتها التجارية، لتتبوأ الصدارة على مستوى المنطقة، متفوقةً على الخطوط الجوية الإماراتية بعد سنوات من هيمنتها على المركز الأول.
ولابد من الإشارة أن القيمة التجارية لطيران الإمارات انخفضت إلى 6.1 مليار دولار، بعد أن كانت الرائدة في الشرق الأوسط على مدى سبع سنوات مع بدء إطلاق مؤشر براند فاينانس.
وبدوره، أكد الرئيس التنفيذي لمجموعة STC، خالد بن حسين البياري، أن التطوير المتواصل للأعمال، والمنتجات، والخدمات، وطرح الحلول المبتكرة في قطاع الاتصالات، رفع من القيمة التجارية للمجموعة وجعلها مصدر ثقة للعملاء، واستمرارها على هذا النهج سيجعلها تحافظ على تلك المكاسب وسينعكس إيجاباً على قيمتها الاقتصادية المستقبلية.
وبينت براند فاينانس، أن تقييم العلامات التجارية الذي حصلت بموجبه شركة الاتصالات السعودية على المركز الأول تم وفق عدة شروط أهمها، الأداء المالي والملاءة المالية، وجدارة العلامة التجارية، وربطها بمعيار ولاء العملاء.
قطر الثالثة خليجياً رغم المقاطعة
وبالنسبة لدول الخليج الأخرى، كانت الإمارات الأولى خليجياً وعلى مستوى المنطقة وثالث أهم دولة بمجال بناء العلامات التجارية في العالم، لتفوز بحصة الأسد على مؤشر قوة العلامة التجارية بما يتجاوز النصف تريليون دولار، ويعود ذلك إلى السياسة الاقتصادية التي تنتهجها الدولة، مثل تقليص الاعتماد على النفط، وزيادة التركيز على تنويع اقتصاد السياحة.
وواصلت قطر تعزيز مكانتها باعتبارها الثالثة خليجياً وخامس أعلى قيمة علامة تجارية في منطقة الشرق الأوسط، وذلك رغم قرار السعودية والإمارات والبحرين ومصر قطع علاقاتها مع قطر.
وبحسب تقرير براند فاينانس، تراجعت قطر ستة نقاط على مؤشر قوة العلامة التجارية لتبلغ نحو مائتي مليار دولار، وانضم بنك قطر الوطني القائمة للمرة الأولى مسجلاً 3.8 مليار دولار، فيما دخلت الكويت قائمة هذا العام بأربعة علامات تجارية شكلت أقل من نصف مجموع العلامات الثمانية في قطر.
ورفعت عُمان معدلها أربع نقاط مع نمو قيمة العلامة التجارية لعمانتل، فيما خسرت البحرين ستة نقاط لتسجل 28 مليار دولار.
ورجحت الشركة، انضمام المزيد من العلامات التجارية من الشرق الأوسط إلى المؤشر، لا سيما في ظل تصحيح أسعار النفط، وتطلع بعض شركات المنطقة لدخول أسواق جديدة، فضلاً عن مساعي جذب وتميكن الاستثمارات الأجنبية وتعزيز تنافسية الاقتصاد ومنتجاته في الأسواق المحلية والعالمية.
يذكر أن أيسلندا كانت العلامة التجارية الأسرع نمواً لهذا العام نتيجة ازدهار صناعة السياحة فيها، فيما تذيل القائمة كل من الكونغو ونيبال وقبرص، كما صنفت مصر ضمن أسوأ الدول أداء على مستوى العلامات التجارية، بعد أوزباكستان وكوستاريكا.