في حرب متواصلة لا تهدأ بين شركة آبل الأمريكية وهواتف شركة هواوي الصينية، حصلت الأخيرة على دعم من الشركات الصينية يفيد بإعلان الكثير من الشركات عن مقاطعة منتجات آبل، من خلال الطلب من موظفيها أن يستبدلوا هواتفهم من نوع آيفون بمنتجات الشركات الصينية.
ويأتي هذا الإعلان عقب الضجة التي أثارها اعتقال كندا لمديرة هواوي المالية منغ وانزهو مطلع شهر كانون الأول/ ديسمبر الجاري، وهو ما اعتبرته الصين جزءاً من الحرب التجارية التي تشنها الولايات المتحدة الأمريكية عليها.
ويأتي إعلان الشركات الصينية الأخير خطوة لدعم شركة هواوي الصينية في أزمتها مع الولايات المتحدة، حبث ذكر تقرير صادر عن صحيفة “نيكي آسيان ريفيو” أن شركات تكنولوجيا المعلومات والأغذية في الصين ستدعم موظفيها لاستبدال هواتف آيفون بهواتف هواوي، ومنها شركة شنغهاي يولوكي المتخصصة بتصنيع الالكترونيات التي أعلنت أنها ستدعم موظفيها لشراء حوالي هاتفين لكل موظف، في حين صرحت شينزهين يداهينغ للتكنولوجيا عن دعمها لموظفيها بدفع 18% من ثمن هاتف هواوي زد تي أي.
فضلاً عما نشرته أكثر من عشرين شركة صينية عن عزمها زيادة الاعتماد على منتجات شركة هواوي مثل نظام إدارة الأعمال.
كيف شجعت الشركات الصينية على اقتناء أجهزة هواوي؟
لم تكتفِ الشركات الصينية في دعمها لشركة هواوي باتباع أسلوب الترغيب فحسب، بل إنها لجأت إلى الترهيب وهو بالإعلان عن نيتها فصل الموظفين الذين لا يستبدلون أجهزتهم بمنتجات صينية، كما هددت بعض الشركات الأخرى بمصادرة أجهزة موظفيها وحرمانهم من المكافآت السنوية والخصم من رواتبهم أيضاً، وتأتي هذه الإجراءات متزامنة مع حظر محكمة صينية لبيع أجهزة آيفون بداية كانون الأول ديسمبربسبب دعوى رفعتها شركة كوالكوم.
أما بالنسبة للولايات المتحدة فقد ردت من جانبها على مقاطعة المنتجات الصينية، من خلال إعلان الرئيس دونالد ترمب لحالة طوارئ وطنية يمنع
التعامل مع شركتين صينيتين.
الولايات المتحدة تقاطع الشركات الصينية
أعلنت مصادر مطلعة لرويترز أن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب يدرس إصدار أمر تنفيذي العام الجديد لإعلان حالة طوارئ وطنية يتم بموجبها منع الشركات الوطنية من استخدام معدات اتصال من إنتاج شركتي “هواوي و زد.تي.إب” الصينيتيين.
وتعد هذه الخطوة أحدث خطوة تتخذها إدارة ترمب لإغلاق السوق الأمريكية أمام شركتي هواوي تكنولوجيز ليمتد و زد تي إي وهما من أكبر شركات معدات الشبكات الصينية، والتي تزعم الولايات المتحدة أنهما تعملان بتوجيه من الحكومة الصينية، وأنه يمكن استخدام معداتهما في التجسس على الأمريكيين.
ومن المقرر أن يصدر هذا الأمر التنفيذي بحلول كانون الثاني / يناير المقبل، ومن المتوقع أن يفسره المسؤولون بوزارة التجارة على أنه تفويض بالعمل للحد من انتشار المعدات التي تصنعها الشركات،
وتأتي أهمية هذا الأمر التنفيذي الأمريكي في أنه يأتي في وقت تصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، التي قامت مؤخراً بمنع بيع الطرازات القديمة من هواتف آيفون الأمريكية.
كما تأتي وقت تبحث فيه الشركات الأمريكية المشغلة للخدمات اللاسلكية عن شركاء في إطار استعدادها لتطبيق تكنولوجيا الجيل الخامس للشبكات اللاسلكية.
الصين غاضبة
ورداً على الإعلانات الأمريكية الأخيرة فقالت المتحدثة باسم الخارجية الصينية هوا تشون ينغ إنها لا تريد التعليق على الأمر التنفيذي الأمريكي لأنه غير مؤكد رسمياً حتى الآن، كما لم ترد هواوي وزد تي إي على طلبات التعليق، ونفت الشركتان من قبل مزاعم بأن منتجاتهما تستخدم للتجسس.
كما أن آبل قد تعرضت لضربةٍ قوية في الصين بعدما أصدرت السلطات القضائية الصينية قراراً يمنع بيع العديد من هواتف آيفون على أراضيها، وهو القرار الذي جاء نتيجة قضية رفعتها شركة الرقاقات الالكترونية “كوالكوم” على الشركة الأمريكية أواخر 2017 اتهمتها فيها بسرقة براءات اختراع.
وبموجب القرار سيتم حظر بيع هواتف آيفون من نوع آيفون 6أس الصادر عام 2015 وحتى آيفون أكس الذي طرح العام الماضي، في حين لم يشمل الحظر هواتف آيفون “أكس أس” و”أكس أس ماكس” و”أكس آر” الجديدة.
كما يأتي هذا القرار في الوقت الذي يشهد فيه العالم حرباً تجارية بين أميركا والصين، خاصةً وأن قبول الصين لطلب كوالكوم بحظر منتجات آبل لم يكن متوقعاً.
ويأتي أيضاً بعد أيام من موافقة الرئيسين دونالد ترمب وشي جين بينغ على هدنة تجارية مدتها تسعون يوماً.
ويتزامن ذلك مع إطلاق كندا لسراح المديرة المالية لشركة هواوي الصينية مؤخراً بكفالة، وبعد أن شغل إلقاء القبض على منغ وانزو الرأي العام، وأثار غضب الصين، التي هددت كندا “بعواقب وخيمة” إذا لم تطلق سراح المديرة المالية لشركة هواوي.
المنافسة بين هواوي وآبل
وتبقى الردود المتبادلة بين البلدين عنواناً لمنافسة طويلة وقوية تجمع بين شركتين عملاقتين في مجال التكنولوجيا لاعتلاء عرش الأفضل، حيث تخطط هواوي لاعتلاء القمة وتصدر المرتبة الأولى بين مصنعي الهواتف في العالم بحلول عام 2020، والتي زاد معدل حجم مبيعاتها بنسبة 59% مقارنة بالعام الماضي في الربع السنوي الأول، حيث عملت الشركة على الاهتمام بالمنتجات عالية المواصفات والميزات مثل الواقع الافتراضي الذي تسعى الشركة إلى إصدار هاتف ذكي يدعم هذه التقنية في الخريف القادم، وذلك من خلال دخولها في شراكة مع شركة ألفابت الشركة القابضة لجوجل.
يذكر أن الموقف الذي أخذته الصين عبر شركاتها في مقاطعة منتجات آبل الأمريكية لا يعد أمراً مستغرباً في الصين، حيث قاطع الكثير من مستهلكيها شركات توترت علاقتها مع بكين، كما تم تدمير متاجر تابعة لشركات يابانية عام 2012 خلال الاحتجاجات على جزر سينكاكو التي تدعي بكين ملكيتها وتطلق عليها تسمية دياويو.
كما أن الشركات الكورية الجنوبية مثل هيونداي موتور ولوت قد واجهت المقاطعة خلال العام الماضي بسبب نشر نظام دفاع صاروخي أميريكي في سيؤول.