الأكثر شهرة

الرئيسيةاخبار الاقتصادأسعار الذهب ترتفع وسط مخاوف غزو روسي لأوكرانيا

أسعار الذهب ترتفع وسط مخاوف غزو روسي لأوكرانيا

واصل الذهب مكاسبه التي حققها خلال الأسبوع الماضي ليقترب من أعلى مستوى في ثلاثة أشهر، حيث دعمت المخاوف المتزايدة بشأن الصراع الروسي الأوكراني جاذبية السبائك كملاذ آمن بالإضافة لعدد من العوامل الأخرى، مثل ضعف الدولار والبيانات التي تظهر ارتفاع أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة  مما عزز جاذبية المعدن كتحوط ضد التضخم. فهل يواصل الذهب ارتفاعه خلال الأيام المقبلة؟

نظرة على أسعار الذهب

شهدت أسعار الذهب ارتفاعا قويا خلال تداولات الأيام الماضية، فقد ارتفعت أسعار الذهب لنحو خمسة أيام متتابعة لتستقر عند مستويات 1858.44 دولار للأوقية، وقد نجحت أسعار الذهب بالأمس في اختراق القناة الهابطة التي تسير في نطاقها منذ أغسطس 2021 ولتسجل بذلك أول محاولة ناجحة للإغلاق أعلاها.

وفي الوقت نفسه، أدت التطورات الأخيرة في أوكرانيا أيضًا إلى رفع معادن أخرى يمكن ربط إنتاجها بروسيا ، بما في ذلك البلاديوم والنيكل والألمنيوم. وقال محللون إن روسيا واحدة من أكبر الدول المنتجة للبلاديوم في العالم وأي تصعيد في الصراع بين روسيا وأوكرانيا قد يؤدي إلى اضطرابات في الإمدادات.

العوامل المؤثرة على أسعار الذهب خلال الفترة الحالية

  • التوترات الجيوسياسية بين روسيا وأوكرانيا

تتجه أنظار العالم حاليا صوب تطورات الوضع على الحدود الروسية الأوكرانية،
فبعد اشتعال الأزمة بين الطرفين على خلفية رغبة أوكرانيا في الانضمام إلى حلف الناتو
وقيام روسيا بنشر نحو 130 ألف قطعة حربية على الحدود مع أوكرانيا
أصبح احتمال نشوب الحرب مرتفع للغاية وهو ما يلقي بظلاله على الاستقرار الاقتصادي ليس فقط بالنسبة لأوكرانيا ولكن أيضا بالنسبة للمنطقة الأوروربية عموما.

وقد توالت عدد من التصريحات من جانب عدد من المسؤلين الأمريكيين والروس التي تنبأ بأن حل تلك الأزمة بدون حرب أصبح خيارا صعبا،
فقد صرح جو بايدن في وقت سابق بأن الإدارة الأمريكية لديها تقارير تفيد بأن الغزو الروسي لأوكرانيا أصبح أمرا وشيكا،
كما أشار وزير الخارجية الروسي خلال اجتماعه من الرئيس بوتين إلى أن روسيا لم تتلق إجابات مرضية من القيادات الغربية تجاه تخوفاتها.

وقد ارتفعت التخوفات الأوروبية من تدهور الأوضاع ودخولها إلى خيار الحرب
وهو الأمر الذي سيتبعه سلسلة من العقوبات الاقتصادية الأمريكية على روسيا مما سيمثل عائقا أمام صادرات الطاقة الروسية للعالم،
خاصة مع ارتفاع أسعار النفط حاليا إلى مستويات 93 دولار وهو الأمر الذي قد يسبب ارتفاع أسعار النفط لأعلى من ذلك
مما قد يفاقم أزمة ارتفاع أسعار الطاقة ومن ثم تفاقم معدلات التضخم وخروجها عن السيطرة،
ومن ثم فإن ذلك يصب في صالح أسعار الذهب الذي يعتبر الملاذ الآمن الأول ضد التضخم ومخاطر الاستقرار المالي.

  • السياسة النقدية التشديدية لدى الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي

على الرغم من أنه بات من الثابت أن يقدم الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي على رفع أسعار الفائدة خلال لجنة السياسة النقدية المقرر انعقاده في 14 من مارس المقبل وأن الأسواق تكاد تكون قامت بالفعل بتسعير هذه الخطوة، إلا أن الجديد في الأمر أن قراءة مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي السنوي قد سجل ارتفاعا جديدا خلال يناير لتسجل ارتفاع في الأسعار بنسبة 7.5% في 12 شهرًا حتى يناير  وهو أكبر زيادة على أساس سنوي منذ عام 1982 ، متجاوزًا التوقعات التي كانت تشير إلى ارتفاع بنسبة 7.3٪.

وهذا ما دفع الاحتياطي الفيدرالي لرفع أسعار الفائدة بأعلى من التوقعات الماضية لتكون الدفعة الأولى 50 نقطة أساس. ومن ثم فإن ذلك قد يمارس ضغوطا قوية على أسعار الذهب خلال الفترة المقبلة.

  • ارتفاع استهلاك الذهب في الصين

شهد استهلاك الذهب في الصين ارتفاعا بنسبة 13 % على أساس سنوي خلال عطلة عيد الربيع التي امتدت لأسبوع، وفقا لبيانات صادرة عن الجمعية الصينية للذهب.
وأضافت الجمعية الصينية للذهب أن المصوغات والسبائك الذهبية بين المنتجات الأكثر مبيعا خلال العطلة،
التي تمثل ذروة موسم تقليدي لاستهلاك الذهب.

  • ضعف الدولار

حيث انخفض الدولار إلى أدنى مستوى له في أسبوع تقريبًا،
مما جعل الاستثمار في الذهب أقل تكلفة لحاملي العملات الأخرى.
كما أن الذهب يعتبر تحوطًا ضد التضخم المتصاعد،
لذا فإن الارتفاع الناتج في أسعار الفائدة من شأنه أن يزيد من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب.

توقعات أسعار الذهب في الجلسات القادمة

قد نشهد مزيدا من الارتفاعات في أسعار الذهب خلال الشهر المقبل
مع استمرار التخوف من المخاطر التضخمية،
لكن هذا الارتفاع قد يواجه اعتراضا قويا من جانب السياسات النقدية التشديدية
وخاصة إذا ما أظهرت انعكاسا ملحوظا على مؤشرات التضخم،
أما إذا لم تكن السياسات المتخذة بالقدر الكافي الذي يستطيع استيعاب الموجة التضخمية القوية الحالية،
فإن ذلك سيكون داعما قويا لأسعار الذهب خلال 2022،
ومن ثم فإن السيناريو الصعودي يكون باستهداف سعر 1962 دولار خلال 2022
أما السيناريو الهبوطي فيكون باستهداف مستوى 1682 دولار بنهاية العام.

مقالات ذات صلة