الأكثر شهرة

الرئيسيةاخبار الاقتصادالاسترليني دولار يحاول الصعود وسط ضغوط البريكست والتضخم والاستقالات

الاسترليني دولار يحاول الصعود وسط ضغوط البريكست والتضخم والاستقالات

يواصل زوج الاسترليني دولار انخفاضه المتواصل الذي شهده منذ يناير من العام الجاري، حيث يستمر الاقتصاد البريطاني في التعرض لصدمات متتالية من عدة جوانب، وهو ما تسبب في انخفاض الجنيه الاسترليني أمام الدولار الأمريكي على الرغم من اتجاه بنك إنجلترا إلى السياسة التشديدية قبل قرار الفيدرالي الأمريكي برفع أسعار الفائدة. وخلال المقال التالي نستعرض أداء زوج الاسترليني دولار والعوامل المؤثرة عليه وتوقعات أداءه للفترة المقبلة.

نظرة على أداء زوج الاسترليني دولار

سجل الجنيه الإسترليني، ارتفاعًا مقابل الدولار الأمريكي وكذلك مقابل العملة الأوروبية الموحدة “اليورو” حيث تم تداول الجنيه الاسترليني مع موعد إغلاق الأسواق عند 1.2102 دولار أمريكي، بزيادة قدرها 0.01 %. لكن بشكل عام يعاني الاسترليني مقابل الدولار من انخفاض مستمر، فقد كان في أغسطس من العام الماضي 2021 عند مستويات 1.40 دولار لكل جنيه استرليني، مما يمثل انخفاضا بنحو 15%.

ما هي أسباب انخفاض زوج الاسترليني دولار؟

  • ضغوط البريكسيت

مازال الاقتصاد البريطاني يعاني من تبعات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، فقد أصبح السوق البريطاني محتاجا للأيدي العاملة المدربة والتي كانت تتوافد من شتى أنحاء الاتحاد الأوروبي، وذلك بالإضافة إلى أن الصادرات البريطانية التي كانت تذهب إلى الاتحاد الأوروبي أصبحت مقيدة بالكثير من الرسوم الجمركية الأوروبية.

ووفقا لآخر المستجدات؛ فقد أصدرت المفوضية الأوروبية تحذيرا إلى بريطانيا بأنها ستقوم باتخاذ إجراءات قضائية ضدها بسبب وجود نية من بريطانيا على اعتزامها الخروج من بروتوكول أيرلندا الشمالية وإعداد مشروع قانون يقضي بتغيير بعض بنود البروتوكول من جانب واحد، وهي البنود المتعلقة بالرسوم الجمركية على البضاعة البريطانية الداخلة لأراضي أيرلندا والتي تعد الآن جزءا من الاتحاد الأوروبي.

  • زوج الاسترليني دولار والمؤشرات الاقتصادية الضعيفة

على الرغم من أن مؤشر مبيعات التجزئة البريطاني قد سجل بيانات إيجابية عن شهر مايو، إلا أن المؤشر لايزال يدل على انكماش في حركة مبيعات التجزئة الشهرية. فقد سجل المؤشر انكماشا بنسبة 0.5% عن شهر مايو وذلك مقابل توقعات بأن يسجل انكماش بنسبة 0.6%.

وقد سجل مؤشر GFK لثقة المستهلك أسوأ قراءة له منذ أكثر من 20 عاما، حيث سجل المؤشر قراءة عند النقطة -41% مقابل توقعات بأن يسجل قراءة عند -40.

كما واصل مؤشر مديري المشتريات التصنيعي تراجعه الذي يسيطر عليه منذ 2021، حيث سجل المؤشر قراءة عند النقطة 53.4 مقابل التوقعات بأن يسجل قراءة عند 53.5. وأظهر مؤشر عجز الحساب الجاري أسوأ قراءة له على الإطلاق، حيث أظهر المؤشر اتساع العجز الربعي ليصل إلى 51.7 مليار استرليني خلال الربع الأول من 2022.

ويمثل ذلك العجز نحو 18.3% من إجمالي الناتج المحلي البريطاني وهو أعلى بكثير من العجز المتوقع والذي كان بقيمة 39.8 مليار فقط. وقد أثرت هذة البيانات سلبا بشكل كبير على الاسترليني دولار.

  • ارتفاع معدلات التضخم في بريطانيا

إضافة إلى تلك المؤشرات، فإن معدلات التضخم السنوية في بريطانيا قد وصلت إلى مستويات 9% وهي أعلى مستويات منذ أكثر من أربعين عاما، وذلك جنبا إلى جنب مع رفع أسعار الفائدة إلى مستويات 1.25%. وإذا كانت توقعات بنك إنجلترا صحيحة ، فمن المقرر أن يصل إلى رقم مزدوج في الأشهر المقبلة، مع استمرار ارتفاع أسعار الوقود والغذاء في التأثير على المستهلك البريطاني بشدة، وهو ما يضع بنك إنجلترا في موقف صعب ليختار بين الركود أو فقدان السيطرة على التضخم. وقد يحتاج البنك إلى مضاعفة رفع أسعار الفائدة لمحاولة السيطرة على ضغوط الأسعار.

  • ارتفاع عائد سندات الخزانة الأمريكية

حيث ارتفعت عائدات سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات إلى أعلى مستوياتها منذ عام 2018، حيث تجاوز العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات 3.17٪ وقت كتابة هذه السطور، وهو ما يدعم من مستويات الطلب على الدولار الأمريكي.

توقعات زوج الاسترليني دولار

على المدى القريب، فإن الاسترليني دولار قد يقوم بعمل تصحيح صاعد ليكون هدفه 1.2538 .
ولكن على المدى المتوسط، والاتجاه الرئيسي للاسترليني دولار يشير لمواصلة التحرك داخل القناة السعرية الهابطة خاصة مع استمرار الضغط الاقتصادي على الاسترليني من جانبي الركود والتضخم
بالتزامن مع استمرار قوة الدولار
الأمريكي، قد تتباطئ وتيرة التراجع إذا لم يأبه بنك إنجلترا لمؤشرات الركود،
أما إذا قرر تهدئة التشديد النقدي، فإن ذلك سيكون مسمار جديد في نعش الزوج.

مقالات ذات صلة