كثيراً ما نسمع بمصطلح سوق تبادل العملات الأجنبية، والذي يعبر عنه اختصارًا بمصطلح الفوركس Forex اختصار لـ market Foreign Exchange هذا السوق يمتد في كافة دول العالم، ويعد من أكبر الأسواق المالية وأكثرها سيولةً، لأنّ حجم التداول فيه يصل إلى أكثر من 4 ترليون دولار يومياً.
وتقوم طريقة عمله على تداول عملة مقابل عملة أخرى بهدف تحقيق الربح، حيث يمكن للشخص شراء أي عملة بحسب رغبته وفي أي وقت ضمن ساعات افتتاح السوق، الممتدة لـ 24ساعة في اليوم وعلى مدارخمسة أيام في الأسبوع من الإثنين إلى الجمعة، في حين أنه يغلق يومي السبت والأحد.
يبدأ التداول في السوق في نيوزيلاندا ثم أستراليا يليها آسيا وأوربا وأخيراً في الولايات المتحدة الأمريكية وهذا النظام بدوره يسمح بتداول العملات في أي وقت سواء في الليل أو النهار، وتعد ساعات افتتاح السوق هي العامل الرئيسي في تحديد تداول الفوركس وأحد عوامل تميّزه.
كيف يتم التداول في سوق تداول العملات؟
ساعد انتشار وسائل الاتصال وتطورها في خلق تقنية عالية تسهّل العمل في سوق تداول العملات، حيث أصبح بإمكان الشخص البيع والشراء في هذا السوق عن طريق جهاز الكومبيوتر والإنترنت، ويشترط للراغبين في التجارة فيه أن يكونوا فوق (18) عاماً، وأن يمتلكوا أيضاً حساب فوركس.
أمّا التداول فيكون بالعملات العالمية الأساسية وهي الدولار الأمريكي والكندي والأسترالي، اليورو الأوربي، الجنيه الإسترليني، الين الياباني، وهناك عملات عربية أخرى. ويقوم سوق تداول العملات على الأزواج،وهو قيمة العملة المسعرة مقابل وحدة واحدة من العملة الأساسية، أي إن الشخص يقوم بشراء أو بيع عملة مقابل عملة أخرى مساوية للقيمة، كقيمة الدولار الأمريكي مقابل قيمة عملة أخرى، ففي حال توقع ارتفاع الدولار مثلاً يمكن بيع الجنيه الإسترليني مقابله.
ميزات سوق تداول العملات
يتميز التعامل في هذه السوق بسعته وضخامة عدد المشاركين فيه من جميع أنحاء العالم، حيث يُسجّل فيه آلاف الملايين من حالات بيع وشراء العملات في الثانية الواحدة، وهوسهل التعامل ويمكن متابعته إما عن طريق الحاسوب أو عبر المكالمات الهاتفية، ويمكن للمتداولين العمل فيه بطريقتين إما بالتداول المباشر أو عبر شبكة الاتصال المخصصة لذلك، ويعد التعامل عن طريق الشبكة من أبرز مزاياه لأنه لا يحوي مكاناً مركزياً للسلع المراد بيعها وشراؤها مما يجعل الشبكة وسيلةً للتقريب بين المتداولين مهما كان التباعد بينهم في الحدود المكانية، كما يتميز سوق تداول العملات بإمكانية الحصول على الأرباح بشكل سريع وفي أي بلدٍ كان.
كما يكون التداول فيه بشكل مباشر من غير وساطة أو عمولة، وتكلفة معاملته منخفضة للغاية، ولا وقت محدد للتداول فيه بل هو كما ذكرنا مفتوح من الإثنين إلى الجمعة، كما يتميز هذا السوق بأنه يتيح حسابات افتراضية وهمية ومجانية واكاديميات تعلمية متخصصة ، وذلك لبناء الخبرة في كيفية عمله والاطلاع على أساليبه من غير وجود مال حقيقي مما يجعل الشخص على درايةٍ أكثر بهذا السوق قبل الخوض فيه بالمال والخسارة الحقيقية.
فضلاً عن عدم وجود جهة تتحكم بالأسعار بسبب السيولة الضخمة التي يتمتع بها، كما يمكن للمتداولين فيه الربح بالاتجاهين الصاعد والهابط، ففي حال توقع الارتفاع يقومون بالشراء، وفي حال توقع الهبوط يقومون بالبيع وهذا يعني إمكانية الاستفادة في تحقيق الأرباح من جميع أوضاعه.
وبرغم هذه الميزات التي يتمتع بها سوق تداول العملات والإقبال الكبير الذي يشهده من قبل المتداولين، إلا أن العامّة لا يزالون بعيدين عنه وذلك بسبب ضعف الإعلام الاقتصادي وعدم متابعة نشاطات العملات، فضلاً على أن التداول فيه يحتاج إلى دراية ومعرفةٍ تامّة به، وإلّا فإن المتداول معرّض فيه إلى خسارة ماله في حال لم يأخذ حذره وحيطته.شرعيّة التداول في سوق تداول العملات
تفترض الشريعة الإسلامية وجود قبض مباشر بين المتداولين، وتنبه من احتماليات الخسائر العالية التي يمكن التعرض لها، وفي فتوى للهيئة العامة للشؤون الإسلامية الإماراتية بما يتعلق بشرعية تجارة العملات عبر الإنترنت قالت إن الأهمّ في هذا المجال هو حصول التقابض الفوري بعد كل صفقة تتم بين البائع والمشتري إما بقبضٍ حقيقي أو بقبضٍ حكمي مثل الإيداع في الحساب، وقالت الهيئة إن تجارة العملات عبر الإنترنت يصبح مشروعاً في حال تحقق سلامة الصفقة من المحاذير التي ترافق التجارة عبر الإنترنت.
يذكر أن سوق تداول العملات يعود في تاريخه إلى حضارة بابل وتجارها الذين كانوا يتبادلون البضائع فيما بينهم، أما سوق اليوم فيتأثر بعدة عوامل مثل الاستقرار السياسي والاقتصادي والسياسة النقدية للدول، وتؤثر المضاربة على تغيرات الأسعار في السوق، بالإضافة إلى توقعات المتداولين بالنسبة لقوة عملة أو ضعفها مما يؤثر على العرض والطلب على العملة داخله.