الأكثر شهرة

الرئيسيةاخبار الاقتصادزوج اليورو دولار يحاول التغلب على التوترات الجيوسياسية، فهل ينجح؟

زوج اليورو دولار يحاول التغلب على التوترات الجيوسياسية، فهل ينجح؟

شهد زوج اليورو دولار انخفاضا ملحوظا مع تزايد قلق المستثمرين بشأن إمدادات الطاقة والركود المحتمل في المنطقة. فهل نرى تصحيح في أداء الزوج خلال 2022؟

نظرة على أداء زوج اليورو دولار

انخفض اليورو في أواخر أبريل إلى ما دون 1.06 دولار للمرة الأولى منذ عام 2017. حيث انخفض بنسبة 0.8٪ إلى 1.056 دولار. كما ارتفع الدولار في الأسابيع الأخيرة بسبب جاذبيته كملاذ آمن، حيث يخشى التجار تباطؤ النمو والركود. ورغم الارتفاع الطفيف الذي شهدته العملة الموحدة في بداية الشهر الجاري، إلا أنها عاودت الانحفاض لتصل إلى ما دون 1.055 دولار، وذلك في تداولات أمس.

ما الذي يدفع اليورو دولار نحو الهبوط؟

  • حظر استيراد النفط الروسي

تأتي تحركات السوق في الوقت الذي قررت فيه شركة الطاقة الروسية المملوكة للدولة غازبروم وقف إمدادات الغاز الطبيعي إلى بولندا وبلغاريا – وهما عضوان في الاتحاد الأوروبي – مع مطالبة موسكو بالدفع بالروبل. ويعتمد الاتحاد الأوروبي بشكل كبير على الغاز الروسي، حيث تأتي حوالي 40٪ من وارداته من البلاد.

سيؤدي ارتفاع أسعار الطاقة مع ضعف العملة إلى زيادة التضخم على المدى القريب، على الرغم من أن هذا يزيد من مخاطر التباطؤ المرتبط بتكلفة المعيشة في المستقبل.

  • الركود الأوروبي في الصناعة

فقد انخفضت ثقة المستثمر في الاتحاد النقدي الأوروبي إلى -22.6 في مايو. قال كريس ويليامسون، كبير اقتصاديي الأعمال في ستاندرد آند بورز جلوبال، “اقترب التصنيع في الاتحاد الأوروبي من التوقف بسبب قيود العرض المستمرة، وارتفاع الأسعار.

وقد شهد شهر أبريل أيضًا معاناة الشركات المصنعة بسبب التحول في الطلب من السلع إلى الخدمات وسط قيود تفشي الوباء، ولا سيما من خلال الارتفاع القياسي في الإنفاق على أنشطة مثل السفر والترفيه.

كما انخقض مؤشر مديري المشتريات للمصنع إلى أدنى مستوى في 16 شهرًا عند 55.3 ، من 56.5 في مارس، كما انخفض مؤشر قياس الناتج الذي يغذي مؤشر مديري المشتريات المركب إلى 50.4 من 53.1. وأيضا تضاءل نمو الطلب على السلع المصنعة وانخفض مؤشر الطلبات الجديدة إلى 51.4 من 53.7.

توقع صندوق النقد الدولي في وقت سابق من هذا الشهر أن تنمو منطقة اليورو بنسبة 2.8٪ هذا العام. هذا أقل بأكثر من نقطة مئوية واحدة من التوقعات السابقة التي تم إجراؤها قبل غزو روسيا لأوكرانيا.

  • ارتفاع عائد سندات الخزانة الأمريكية

حيث ارتفعت عائدات سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات إلى أعلى مستوياتها منذ عام 2018، حيث تجاوز العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات 3.17٪ وقت كتابة هذه السطور، وهو ما يدعم من مستويات الطلب على الدولار الأمريكي. لكن أشار استطلاع لرويترز إلى أن البنك من المرجح أن يرفع سعر الفائدة على الودائع بحلول نهاية العام.

العوامل الداعمة لزوج اليورو دولار

  • قيام البنك المركزي الأوروبي برفع سعر الفائدة

إن المحرك الحقيقي لا يزال يتمثل في الفجوة المتسعة في القرارات بين الاحتياطي الفيدرالي (Fed) والبنك المركزي الأوروبي (ECB). فالاحتياطي الفيدرالي لم يبدأ في وضع سياسته التوسعية فقط، بل قام بتسريعها وقام برفع أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في آخر اجتماع له، بعد أن رفعها في السابق بمقدار 25 نقطة أساس.

بينما لا يزال والبنك المركزي الأوروبي يناقش توقيت بدء القرار، على الرغم من أنه قد يحدث في وقت أبكر مما كان متوقعًا في السابق

  • تحسن النمو في منطقة اليورو

حيث  تسارع النمو بشكل غير متوقع هذا الشهر، فقد شهد قطاع الخدمات زيادة حادة في النشاط حيث تجاهل المستهلكون ارتفاع الأسعار، كما كافح المصنعون رغم تفاقم اضطرابات سلسلة التوريد الناجمة عن الوباء بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا وتجدد الإغلاق في الصين.

وأظهرت البيانات ارتفاع مؤشر مديري المشتريات المركب لشركة S&P Global، والذي يُنظر إليه على أنه مقياس جيد للصحة الاقتصادية العامة، إلى 55.8 في أبريل من 54.9 في مارس.

ارتفع أيضا مؤشر مديري المشتريات الذي يغطي صناعة الخدمات إلى أعلى مستوى في ثمانية أشهر عند 57.7 في أبريل من 55.6 في مارس.

كذلك ارتفعت عائدات سندات الخزانة الألمانية إلى أعلى مستوياتها منذ عام 2015، حيث سجلت عائدات سندات الخزانة الألمانية لأجل 10 سنوات مستوى 0.925% وهو ما يحفز الطلب على اليورو لحيازة السندات

  • تزايد معدلات التضخم والبطالة في الولايات المتحدة

فعلى الرغم من السياسة النقدية التشديدة التي ينتهجها الاحتياطي الفيدرالي إلا أن هناك مخاوف من استمرار ارتفاع معدلات التضخم خاصة في ظل استمرار الحرب الروسية الأوكرانية، وتعطل  سلاسل الإمداد وهو ما قد يبقى على أسعار الفائدة الحقيقية سالبة بالرغم من رفع سعر الفائدة الأسمي.

  • عدم الدفع بالدولار

فقد ظهرت نوايا من جانب بعض الدول المصدرة للطاقة لتصدير النفط والغاز مقابل عملات أخرى غير الدولار الأمريكي، فقد أفادت وكالة رويترز العالمية بأن هناك مباحثات بين المملكة العربية السعودية والصين لتصدير النفط مقابل اليوان، كما أعلنت روسيا نيتها عن تصدير الغاز إلى الدول الغربية مقابل الروبل.

ما هي العوامل المحددة لزوج اليورو دولار في التداولات القادمة؟

لا يزال زوج اليورو دولار الأمريكي تحت الضغط في منطقة 1.0500 حتى الآن.
لذا، لا تزال النظرة المستقبلية للزوج تشير إلى الجانب الهبوطي، وذلك استجابة للمخاوف الجيوسياسية،
لكن أيضا قد يتجه الزوج للمستوى العرضي مدعوما بالتكهنات بأن البنك المركزي الأوروبي قد يرفع أسعار الفائدة في وقت ما في يونيو / يوليو ،
في حين أن العائدات الألمانية المرتفعة والتضخم المرتفع في الولايات المتحدة تدعم صعود العملة الموحدة.

من المهم متابعة مؤشر سينتكس الذي يعبر عن الثقة الاقتصادية في الاتحاد النقدي الأوروبي
وتقارير معدل التضخم في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة
وتقارير البنك المركزي الأوروبي والإنتاج الصناعي للاتحاد النقدي الأوروبي.

مقالات ذات صلة