واصل مؤشر داو جونز ارتفاعه لليوم الثالث على التوالي بعد تخطيه مستوى 30 ألف نقطة، وذلك عقب إعطاء الضوء الأخضر لنقل السلطة إلى الرئيس المنتخب جو بايدن مما أنهى حالة من الضبابية السياسية خيمت لأسابيع، علاوة على آمال لقاح كورونا الجديد.
لأول مرة في التاريخ.. مؤشر “داو جونز” يتخطى مستوى 30 ألف نقطة
عززت مؤشرات البورصة الأمريكية من مكاسبها خلال تعاملات يوم الثلاثاء الماضي،
ليتخطى المؤشر الرئيسي “داو جونز” مستوى 30 ألف نقطة لأول مرة على الإطلاق.
وزاد مؤشر “داو جونز” الصناعي بنسبة 1.4%، أو ما يقارب 412 نقطة، ليصل إلى مستوى 30.003 ألف نقطة،
عند أعلى مستوى في تاريخه.
وهنأ الرئيس ترامب، خلال مؤتمر صحفي مقتضب أقيم أول أمس الثلاثاء، الشعب الأمريكي، بمناسبة بلوغ المؤشر هذه المستويات،
وأشار إلى أنها المرة الأولى في التاريخ التي يكسر فيها مؤشر “داو جونز” حاجز الـ30 ألفا.
جدير بالذكر أن رحلة مؤشر “داو جونز” من 20 ألفا وحتى 30 ألفا استغرقت أقل من أربعة أعوام،
بالمقارنة مع رحلته للوصول إلى 10 آلاف، التي استغرقت عقدين من الزمن.
ماذا حدث ليرتفع مؤشر الداو جونز لحاجز الـ30 ألفا ؟
يعود الارتفاع القياسي لمؤشر الداو جونز لحدثين رئيسين، وهما:
- انحسار التوترات السياسية؛ حيث أعطى الرئيس “دونالد ترامب” الضوء الأخضر لبدء خطوات الانتقال السلس للسلطة للديمقراطي “جو بايدن”.
- إعلان المرشح الديمقراطي للرئاسة الأمريكية جو بايدن أنه اختار رئيسة الاحتياطي الفيدرالي السابقة جانيت يلين لترأس وزارة الخزانة.
ولمس المتعاملون في ذلك أن الإدارة الجديدة قد تكون على استعداد لتنسيق الشؤون المالية والنقدية بشكل وثيق مع السياسة المالية لتعزيز الانتعاش الاقتصادي،
خاصة وأنه من المتعارف أنه خلال فترة توليها منصبها كانت معدلات الفائدة دائماً منخفضة.
التحليل الفني لمؤشر داو جونز
بغض النظر عن الارتفاع الأخير في الداو جونز، فقد تأرجح في الفترة المنقضية_ خلال الشهريين الماضيين_ في نطاق بين 28.000 و 29.000 حيث يتبادل الثيران والدببة السيطرة بين الحين والآخر متأثرين بالتقارير المتضاربة التي تدفع المؤشر صعوداً وهبوطا، فهناك عوامل تدفعه للصعود وعوامل أخرى تضغط على السوق بشكل عام نحو الهبوط.
العوامل الدافعة نحو صعود مؤشر داو جونز
- احتمالية الوصول لحزمة تحفيز امريكية بعد فوز الرئيس الامريكي المنتخب جو بايدن.
- الامال المعقودة علي نتائج لقاح فيروس كورونا المشجعة خاصة اعلان شركة فايزر عن نجاح التجارب بنسبة 90%، وكذلك إعلان مودرنا واسترازينيكا عن اللقاحين الجديدين، ليصبح هناك ثلاثة أسلحة يعقد عليهم المستثمرون الآمال.
- انخفاض مؤشر الدولار بنسبة 1% تقريباً خلال الأسبوع الماضيين.
المخاوف التي تعيق ارتفاع داو جونز
- تأخر الوصول لاتفاق بشأن التحفيز النقدي واحتمالية تأجيلها نظرا لاحتمالية سيطرة الحزب الجمهوري علي الكونجرس وامكانية تعطيل حزمة التحفيز المرتقبة لجو بايدن .
- ارتفاع اصابات فيروس كورونا في العالم مجدداً .
- هزيمة ترامب الداعم الأكبر لسوق الأسهم الأمريكي .
توقعات اتجاه الداو جونز في الأيام المقبلة.
فنيا؛ نري أن المؤشر يميل للهبوط التصحيحي ثم يعقبه صعود مجددا خاصة مع الآمال المعقودة علي الانتهاء قريبا من فيروس كوفيد-19،
بسبب توارد الأنباء عن بدء حملات التطعيم بالولايات المتحدة في الأسبوع الأول من ديسمبر.
يترافق هذا السيناريو أيضا مع وجهة نظر بنك غولدمان ساكس التي تري أن مؤشرات الأسهم الامريكية سوف تسجل أرقاما قياسية جديدة سواءا علي مؤشر الداو جونز أو مؤشر ناسداك.
كما أن استمرار نمو قطاع التكنولوجيا الأمريكية بقيادة شركات فيس بوك وتيسلا وأمازون تعد مؤشرا إيجابيا،
خاصة وأنها تقود المؤشر حتى الآن لصعود مستمر.
من المتوقع أيضا أن يتم إقرار حزمة التحفيز في نهاية المطاف مما يخفض سعر الدولار الأمريكي،
وبالتالي تكون إمكانية استثماره في أسواق الأسهم أمرا مجديا.
لذا نعتقد بأن أي هبوط في المؤشرات الامريكية سيكون هبوطا تصحيحيا يعقبه استمرار الاتجاه الصاعد علي المدي الطويل.
توقعات بارتفاع “داو جونز” لـ40 ألف نقطة بالعام المقبل
قال ” باتريك سبنسر” نائب رئيس قسم الأسهم في بنك الاستثمار “بيرد”:
إن “داو دونز” قد يصل إلى 40 ألف نقطة، لأنه يحتوي على أسهم للقيمة أكبر من أسهم النمو، ويتوقع أن تتفوق الأولى في الأداء بينما تستقر الأخيرة.
وتابع المحلل: “رغم وجود الكثير من الخوف والتحفظ بالنسبة للكثيرين فيما يتعلق بالدخول إلى السوق،
فإننا نرى احتمالية حدوث صعود مفاجئ لمؤشر داو جونز”.
يُذكر أن أسهم النمو هي الشركات التي من المتوقع أن تظهر نمواً فوق المتوسط،
مثل تلك الموجودة في قطاع التكنولوجيا، في حين تمثل أسهم القيمة شركات يعتقد أنها تتداول بأقل من قيمتها الحقيقية وتعتمد على أداء الاقتصاد.