الأكثر شهرة

الرئيسيةاخبار الاقتصادالدولار يبدأ في التعافى بعد موجة خسائر غير مسبوقة. فهل يستمر تعافيه؟

الدولار يبدأ في التعافى بعد موجة خسائر غير مسبوقة. فهل يستمر تعافيه؟

قبل بضعة أشهر… كان يطلق على  الدولار الأمريكي  الحصان الرابح في أسواق الصرف العالمية، خاصة مع بداية انتشار وباء كورونا وتدافع الجميع لحيازته طلباً للأمان والحماية من التقلبات وعدم اليقين.

لكن مؤخرا تعرضت الورقة الخضراء لهبوط ملحوظ، فما أسباب هبوط الدولار؟ وهل يستمر في معاناته

سعر الدولار .. بين الصعود والهبوط

الدولار مثل أي عملة يتم قياس أدائه نسبة إلى عملة أخرى أو مجموعة من العملات، أي يقال الدولار يرتفع مقابل اليورو أو ينخفض أمام الين، وبالتالي لا وجود لارتفاع مطلق أو هبوط في العموم.

وعندما نتحدث عن الدولار مقابل العملات الرئيسية فنحن نعني مؤشر الدولار،
والذي سجل في العشرين من مارس 102.9 لكنه فقد 5% من قيمته منذ ذلك الوقت، ولم يعد لتلك النقطة .

وقد تراجع سعر العملة الخضراء في تداولات الاسبوع الماضي إلى أدنى مستوى لها في نحو 27 شهرا أمام سلة من العملات مع تراجع مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الأميركية إلى مستوى 92.477 نقطة وهو أدنى مستوى مسجل منذ مايو من العام قبل الماضي.

 الدولار يبدأ تعافيه تدريجيا بعد سلسلة خسائر

بدأ الدولار بالتعافي تريجيا منذ بداية الاسبوع الجاري، حيث عزز التوتر بين الولايات المتحدة والصين،
وتعثر الاتفاق بشأن تحفيز مالي في الكونغرس الأميركي؛ أصول الملاذ الآمن.

وقد سجل ارتفاعات قوية خلال تعاملات أمس الأربعاء وكان من بين أكثر العملات ربحا بنسبة تصل إلى 1.84% في ظل استفادة الدولار من حالة التفاؤل حيال الاقتصاد الأمريكي.

وفي الوقت نفسه، يعتبر هذا التحسن في أداء المؤشر هو الثالث على التوالي،
حيث سجل المؤشر خلال يوليو الماضي ارتفاعا إلى النقطة 54.2، فيما سجل خلال شهر يونيو نموا إلى 52.6 نقطة.

هدوء النهم .. السبب الرئيسي لانخفاض الدولار

لقد استفاد العملة الأميركية، وهو عملة الاحتياطي العالمي، من مخاوف المستثمرين من تقلبات الأسواق في خضم جائحة كورونا
ما دفع العملة الخضراء إلى تسجيل أعلى مستوياتها في نحو 3 سنوات ونصف في مارس  في ذروة المخاوف من انتشار الوباء حول العالم.

ولكن مع تراجع حدة المخاوف وتوجه المستثمرين للنظر إلى أساسيات السوق عاود المستثمرون مرة أخرى التوجه إلى الأصول عالية المخاطر على غرار الأسهم والتي تعافت من غالبية الخسائر التي تكبدتها في قلب عاصف كورونا لتحوم في الوقت الحالي حول مستويات قياسية جديدة.

وقد ساهم اليورو الذي يمتلك وزناً نسبياً ملحوظاً في هبوط مؤشر الدولار مؤخراً،
بعد بيانات اقتصادية أظهرت تعافياً يتجاوز التوقعات للنشاط الصناعي والخدمي في منطقة العملة الموحدة خلال يونيو.

كما أن الحزمة التحفيزية لإدارة الرئيس دونالد ترامب والتي قاربت 3 تريليونات دولار والعجز الحاد المتوقع في الموازنة الفيدرالية
وتسهيلات الإقراض التي قدمها بنك الاحتياطي الفيدرالي تضع ضغوطاً هبوطية على الدولار.

تكنهات الدولار .. هل تعد مرجعا لقرار الاستثمار في الدولار؟

لا يمكن اعتبار التكهنات الخاصة بهبوط الدولار أو فقدانه مكانته العالمية أمراً جديداً، حيث تزايد وتيرة هذا الحديث طوال السنوات الماضية.

فبعد استحداث اليورو كعملة موحدة لعدد من الدول الأوروبية ظهرت تكهنات مستمرة حول منافستها
أو حتى تجاوز الدولار في سباق العملات الأكثر استخداماً عالمياً في غضون عقد واحد.

وبعد الأزمة المالية العالمية ثم أزمة الديون السيادية في أوروبا، تحول الحديث بعيداً عن اليورو إلى اليوان الصيني بدعوى الحجم الكبير للدولة والنمو الاقتصادي المثير للإعجاب الذي سجلته على مدار عقدين متتاليين ثم أخيراً جهود عولمة الرينمبي ونشر استخدامه على الصعيد الدولي.

الدولار سيظل عملة الاحتياط الأولى في العالم

رغم التقلبات الحادة التي يشهدها الدولار الأميركي في الآونة الأخيرة إلا أنه سيظل الخيار المفضل للمستثمرين كملاذ آمن في فئة العملات
ذلك بحسب نتائج مسح توصل إليه بنك الاستثمار العالمي مورغان ستانلي،
والذي قال في مذكرة بحثية إن الدولار سيظل أفضل ملاذ آمن في 2020.

ورغم تراجع حصته في الاحتياطات الدولية للبنوك المركزية إلى 60.8% بنهاية الربع الأخير من العام الماضي مقابل 61.5% قبل ثلاثة أشهر،
فإنه يظل بعيداً عن اليورو الذي يمثل 20.5% واليوان الصيني الذي يقف عند 1.9% من إجمالي الاحتياطات الدولية.

ولكن هل يرتفع الدولار أم يستمر في الهبوط؟

في الواقع، نحن أما سيناريوهين لا ثالث لهما،

السناريو الأول: تعافي الدولار

حيث أن انخفاض أسعار الفائدة في خضم السياسة التيسيرية التي ينتهجها الفدرالي الأميركي
ستدفع المستثمرين نحو التكالب على الدولار الذي أصبح خيارا مفضلا لتجارة الفائدة أو ما يصطلح على تسميته بـCarry Trade.

وتجارة الفائدة هي اقتراض الدولار بأسعار فائدة منخفضة وضخه في أسواق تقدم عائد فائدة أعلى على غرار السوق المصري
الذي يعتبر وجهة مفضلة لتجار الفائدة بالسوق الناشئة مع معدل فائدة حقيقي باستثناء معدلات التضخم من بين الأعلى في العالم.

السيناريو الثاني: استمرار الهبوط نتيجة الانتخابات الرئاسية الأمريكية

أشار الخبراء بأنه من المتوقع أيضًا أن يستمر ضعفه خلال الفترة المقبلة، بغض النظر عن من سيفوز في الانتخابات الرئاسية المقبلة سواء دونالد ترامب، أو جو بايدن.

وأشار الخبراء لدى البنك إلى أن سيناريو فوز الديمقراطيين في الانتخابات الرئاسية المقبلة سيساهم بشكل كبير في استمرار ضعف الدولار الأمريكي بقوة،
لأنه قد يساهم مراجعة خطة التحفيز التي تم إقرارها من قبل الإدارة الأمريكية،
وهو ما سيخلق حالة من عدم اليقين تجاه السياسات الجديدة الخاصة بدعم الاقتصاد الأمريكي.

وعلى الجانب الاَخر، فوز الحزب الجمهوري يساهم في ضعف العملة الأمريكية ولكن بوتيرة أبطأ،
ولكن سيواصل الهبوط، حيث نمو الأسهم الأمريكية سيعزز من موقف العملة، بالإضافة إلى حزمة التحفيز الأمريكية.

مقالات ذات صلة