انتعشت عملة البيتكوين ما بين 30 ألف دولار و 65 ألف دولار في عام 2021، في واحدة من أكثر الفترات صعوبة في تاريخها. ولأنه يحوم الآن حول 40 ألف دولار، يبدو أن محللي السوق وخبراء التشفير منقسمون حول ما إذا كنا في بداية موجة هابطة أو لا نزال في منتصف موجة صعود قياسية. لذا سنلقي نظرة في هذا المقال على أسباب انخفاض وارتفاع سعر البيتكوين وكذلك التوقعات المستقبلية.
نظرة على أداء العملة الرقمية الأشهر
انخفض سعر عملة بيتكوين، أكبر عملة رقمية في العالم من حيث القيمة السوقية، و التي تمثل أكثر من 40٪ من سوق العملات الرقمية العالمية ، بنسبة 30٪ لتصل إلى 30 ألف دولار يوم الأربعاء الماضي، وهو أدنى مستوى لها منذ يناير.
إلا أنه بحلول الجمعة الماضية، انتعشت عملة بيتكوين بشكل طفيف، إلى حوالي 37000 دولار – متأثرة بالمخاوف التنظيمية المستمرة ، وبعيدا عن أعلى مستوى لها على الإطلاق فوق 64000 دولار الذي سجلته قبل شهر.
وفي بداية تعاملات الأربعاء الماضي ، ارتفع تداول العملة المشفرة الأكثر شهرة في العالم بنسبة 6.9٪ عند 40196.06 دولارًا. إلا أنه تم تداول البيتكوين في آخر اليوم عند 38724.50 دولارًا. إلا أنها قد تعافت بالفعل بأكثر من 35 دولارًا من أدنى مستوى الأسبوع الماضي. وارتفعت قيمتها السوقية إلى أكثر من 768 مليار دولار. إلا أنه في تعاملات أمس، عاود سعر البيتكوين انخفاضه ليهبط مجددا لمستويات 34 ألف دولار.
أسباب ارتفاع سعر البيتكوين في الأسبوع الماضي
انتعش سعر البيتكوين أمس مع ارتفاع الطلب على العملات المعدنية بسبب المستثمرين الذين كانوا يشترون في ظروف الانخفاض.
ويعتقد المحللون أن العديد من المستثمرين الذين تكبدوا خسائر كبيرة الأسبوع الماضي قد عادوا مرة أخرى حيث يحاولون تعويض بعض خسائرهم. كما خفت حدة المخاوف من ارتفاع معدلات التضخم، كما يتضح من أداء الأسهم النامية والدولار الأمريكي وعوائد السندات
وكان ماسك قد عقد اجتماعا مع عمال تعدين البيتكوين في أمريكا الشمالية جرت خلاله مناقشة استخدام مصادر الطاقة المتجددة في تعدين العملات المشفرة.
وعقب ذلك، بدأ سعر البيتكوين في الارتفاع بشكل حاد، من 37 ألف دولار إلى ما يقرب من 40 ألف دولار.
أسباب انخفاض العملة خلال شهر مايو
انخفض سعر البيتكوين الأسبوع الماضي لأربعة أسباب رئيسية :-
أولاً، كان هناك مخاوف متزايدة من ارتفاع أسعار الفائدة حيث أظهرت البيانات أن التضخم في الولايات المتحدة كان يرتفع بينما كان سوق العمل يضيق.
ثانيًا، كانت هناك عمليات بيع حيث باع الأمريكيون استثماراتهم لأسباب ضريبية.
ثالثا، جاءت عمليات بيع العملات المشفرة الأسبوع الماضي بعد أن تحركت السلطات في الصين والولايات المتحدة لتشديد اللوائح والامتثال الضريبي على العملات المشفرة.
حيث دعت السلطات الصينية يوم الجمعة إلى تنظيم أكثر صرامة بشأن تعدين وتداول العملات الرقمية،
وأعلنت وزارة الخزانة الأمريكية يوم الخميس أنها ستتطلب امتثالًا أكثر صرامة للعملات المشفرة مع مصلحة الضرائب الأمريكية.
رابعا: كانت شركة تسلا للسيارات الكهربائية قد توقفت مؤقتا في 13 مايو عن بيع منتجاتها مقابل عملات البيتكوين بسبب طريقة التعدين غير الصديقة للبيئة. وأوضح ماسك أن الشركة لا تستطيع تحمل الإضرار بالبيئة، لذلك لن تقبل العملة المشفرة كدفعة حتى تبدأ في التعدين باستخدام مصادر الطاقة المتجددة.
توقعات سعر البيتكوين الأيام المقبلة
هناك بعض المحللين الذين يتوقعون استئناف عمليات البيع وهنا من الممكن أن يختبر البيتكوين أدنى المستويات عند 30 ألف دولارمرة أخرى.
خاصة بعد أن حظرت بريطانيا حملة إعلانية تحمل رسالة للجمهور تقول “حان وقت شراء بيتكوين”،
بعد أن قضت هيئة مراقبة الإعلانات بأنها “غير مسؤولة ومضللة”.
لكن على الجانب المشرق، ستجد البيتكوين قدرًا كبيرًا من المقاومة فوق 50000 دولار
لكن سيتطلب الأمر بعض الوقت ليصل سعر البيتكوين فوق الارتفاع السابق والبالغ 64000 دولار.
وردد آخرون تنبؤات أكثر تفاؤلاً تم الحديث عنها من قبل المدير التنفيذي لصندوق التحوط مارك يوسكو بأن البيتكوين يتجه نحو ربع مليار دولار.
هبوط سعر البيتكوين يضغط على سهم Coinbase
شهد سهم منصة تداول العملات الرقمية Coinbase تراجعا قويا خلال الفترة الماضية؛
حيث فقد السهم الذي تم طرحه خلال أبريل الماضي للاكتتاب العام نحو 26% من قيمته ليستقر حاليا عند 242.57 دولار
بعد أن افتتح أولى تداولاته على سعر 328.28 دولار.
وقد كان للضربات القوية التي تعرضت لها العملات الرقمية وعلى رأسها البيتكوين أثرا سلبيا على أداء سهم Coinbase
ما دفع بعض شركات الاستثمار لخفض توقعاتها لسهم Coinbase من 315 دولار إلى 225 دولارا أمريكيا.
ولم تقف الضغوطات التي تواجه سهم Coinbaseعند هذا الحد بل إن الشركة قد صرحت أن حالة عدم اليقين التنظيمي لاتزال عامل خطر كبير يواجه الشركة،
وأن الإدارة الجديدة للجنة الأوراق المالية والبورصة بقيادة جاري جنسلر قد تذهب لوضع قوانين ولوائح يمكن أن تؤثر سلبا على سمعة الشركة وأدائها ونتائجها.