الأكثر شهرة

الرئيسيةاخبار الاقتصادالمؤشرات الأمريكية ترتفع بدعم تقدم بايدن نحو حسم الانتخابات الأمريكية

المؤشرات الأمريكية ترتفع بدعم تقدم بايدن نحو حسم الانتخابات الأمريكية

بدأت الأسواق هذا الأسبوع بقوة، بناء على توقعات فوز بايدن وفتح الديمقراطيين الطريق لحزمة التحفيز الاقتصادي التي يتطلع لها الاقتصاد الأمريكي، إلا أن مؤشر (ستاندرز آند بورز500 ) هبط بشكل حاد عندما أعلن ترامب بشكل متعجل عن فوزه وهدد بنقل المنافسة إلى المحكمة العليا؛ وهو ما زاد من منظور استمرار حالة الغموض بشأن نتائج الانتخابات، لكن الهبوط لم يستمر حيث عادت الأسهم بالارتفاع من جديد  بعد أن بات فوز بايدن قريبًا، كيف تؤدي المؤشرات الأمريكية في ظل الانتخابات المحتدمة ؟

هل انتخبت وول ستريت رئيسها؟ اداء الاسهم الامريكية يكشف ذلكيكشف ذلك

ارتفعت مؤشرات الأسهم الأمريكية في مستهل تعاملات أمس الأربعاء، مع  إظهار النتائج الأولية لفوز بايدن بالانتخابات الرئاسية.

فبحلول الساعة 1:32 مساءً بتوقيت جرينتش، ارتفع مؤشر “داو جونز” الصناعي بنحو 0.8 % أو ما يعادل 233 نقطة، ليسجل مستوى 27713 نقطة، وأول أمس،
عززت مؤشرات الأسهم الأمريكية مكاسبها خلال التعاملات، ليصعد “داو جونز” بنحو 750 نقطة، بعد ان أشارت استطلاعات الرأي لفوز بايدن.

كما ارتفع “ستاندرد آند بورز” بنسبة 1.5% إلى 3422 نقطة، وصعد “ناسداك” بنحو 2.8 % إلى 11474نقطة.

أسهم شركات الطاقة المتجددة  تتنبأ بنتيجة الانتخابات.

عززت الانتخابات الرئاسية الأميركية من أداء سهم شركة “Sunrun”، أكبر شركة للطاقة الشمسية في أميركا، حيث ارتفعت بأكثر من 300% حتى الآن هذا العام،لتقود صعود أصول صندوق المؤشرات إنفيسكو للطاقة الشمسية (TAN) بأكثر من الضعف في عام 2020، في ظل وعود المرشح جو بايدن بالقضاء على انبعاثات الكربون في إنتاج الكهرباء بحلول عام 2035، ما يعني حصول قطاع الطاقة المتجددة على دعم فيدرالي.

وذكرت شبكة “CNN” الأميركية، أنه مؤشرات فوز بايدن قادت المستثمرين للتخلص من أسهم شركات الطاقة التقليدية،
خاصة وأن إكسون موبيل (XOM) لم تعد أكبر شركة طاقة في أميركا من حيث القيمة السوقية،
حيث حلت مكانها شركة الطاقة الشمسية والرياح NextEra Energy (NEE).

بايدن يحطم الرقم القياسي لعدد الأصوات التي يحصل عليها مرشح رئاسي أمريكي.

حطم المرشح الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، جو بايدن، الرقم القياسي لعدد الأصوات التي يحصل عليها مرشح رئاسي في تاريخ الانتخابات الأمريكية.

وذكرت شبكة “ايه بي سي نيوز” الأمريكية أن بايدن حصل على 72 مليونًا، و110 ألفًا، و951 صوتًا حتى الآن،
ليحطم بذلك الرقم القياسي الذي سجله الرئيس السابق باراك أوباما في انتخابات عام 2008، وحصل على 69 مليونًا، و498 ألفًا، و516 صوتًا.

جدير بالذكر أنه يمكن للمرشح أن يفوز برئاسة الولايات المتحدة رغم عدم حصوله على العدد الأكبر من أصوات الناخبين؛
لأن الرئيس يجري اختياره من قبل ما يسمي بـ”المجمع الانتخابي”.
ويبلغ إجمالي أصوات المجمع الانتخابي 538 صوتًا، ولكي يصبح المرشح فائزًا، عليه أن يفوز بـ270 أو أكثر من أصوات المجمع الانتخابي.

وحتى اللحظة، فقد حصل بايدن على نحو 264 صوتا مقابل 214 صوتا لترامب، وهو ما يعد مؤشرا إيجابيا لفوز بايدن.

هل تزيد المؤشرات الأمريكية ارتفاعها حال فوز بايدن؟

في الواقع، إن تأثير فوز بايدن في السباق الرئاسي على سوق الأسهم يختلف عن تأثير فوز منافسه؛
ويعود ذلك بالأساس إلى خطة ميزانية بايدن التي تقترح زيادة الإنفاق الحكومي وزيادة الضرائب على الشركات والعائلات التي يفوق دخلها السنوي 400 ألف دولار.

كما  تدعو خطة بايدن إلى إلغاء قانون التخفيضات الضريبية ورفع معدل الضريبة على الشركات من 21 إلى 28 %،
مما سيقلل من قيمة الأرباح على أسهم ستاندرد آند بورز 500  بنسبة تتراوح بين 5 و9 %.

 بالإضافة إلى ذلك، هناك خطر مضاعفة معدل الضريبة تقريبا على أرباح رأس المال وإيرادات الأرباح من 24 إلى 43% .

لكن لماذا ترتفع المؤشرات الأمريكية مع تقدم بايدن؟

إن التأثير السابق سيكون قصير المدى؛ حيث إن توقع ارتفاع الأسواق محتمل بنسبة كبيرة ولكن على المدى البعيد، ويمكن إثبات ذلك من عدة جوانب

  • اقرار الحزم التحفيزية

فقد أشار خبراء البنك الاستثماري العالمي “غولدمان ساكس” إلى أن فوز بايدن ووصول الديمقراطيين إلى مجلس الشيوخ الأمريكي،
قد يدفعهم إلى تحديث توقعاتهم بشأن الاقتصاد الأمريكي.
وقد يزيد ذلك من احتمال الحصول على حزمة تحفيز مالية لا تقل عن تريليوني دولار في مطلع 2021،
تليها زيادة الإنفاق على البنية التحتية والطاقة الخضراء والقطاعات الحيوية مثل الصحة والتعليم،
وهو ما يزيد من ثقة المستثمرين ويؤدي لارتفاعات  في مؤشرات الأسهم تفوق الارتفاعات قصيرة المدى الناتجة عن فوز ترامب.

  • التوقعات لا تصيب دائما

كان الكثير من الأشخاص يعتقدون أن انتصار ترامب في 2016 سيتسبب في انخفاض سوق الأسهم وتراجع متوسط مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 900 % كنتيجة أولية.
لكن عقب الانتخابات استمر متوسط مؤشر داو جونز الصناعي في الارتفاع حتى 2018.
لذا فحتى توقعات التأثير السلبي( قصير الأجل)  لفوز بايدن ليس مؤكدا.

  • تحسن الاقتصاد في ظل حكم الديموقراطيين

كما أنه وعلى الرغم من اعتقاد العديد من المستثمرين بأن سوق الأسهم الأمريكية يعمل بشكل أفضل في ظل الرؤساء الجمهوريين؛
نظرًا لتركيز الحزب الجمهوري على التخفيضات الضريبية وإلغاء القيود والسياسات الصديقة للأعمال،
إلا أن أداء المؤشرات في الواقع كان أفضل خلال حكم الرؤساء الديمقراطيين (+ 9.7% عائدات سنوية) مقارنة بالرؤساء الجمهوريين (+ 6.7%) منذ عام 1945.

ورغم أن الرئيس الجمهوري دونالد ترامب قدم لقطاع المال إعفاءات ضريبية ضخمة ومكاسب تتعلق بتخفيف القيود التنظيمية،
فإن فترته الرئاسية الأولى اتسمت بالضبابية والتقلبات، لا سيما على صعيد التجارة الدولية.

ماذا إذا طالت فترة الاعلان عن النتيجة النهائية ؟

رغم أن فوز بايدن بات محتوما وذلك لتفوقه في أصوات المجمع الانتخابي إلا أن فرز أصوات الناخبين سيستمر لعدة أيام أخرى.

وفي العادة، إن الانتخابات التي تستمر لأسابيع؛ تؤثر سلبا على السوق المالي، مثلما جرى الأمر أثناء معركة الرئاسة لعام 2000،
التي واجه فيها جورج بوش الابن آل غور. وخلال هذه الفترة، كانت هناك العديد من عمليات إعادة فرز الأصوات
وقرارات المحاكم التي نتج عنها تقلبات في السوق، وانخفض مؤشر ستاندرز آند بورز 500 بنسبة 8% تقريبًا.

وفي ظل الأحوال القائمة، قد تكون نتائج الانتخابات هذه المرة أكثر إثارة للجدل في ظل إمكانية طعن ترامب في النتائج،
وكذلك بسبب طول مدة الفرز بسبب التصويت عبر البريد.

نصائح للمستثمرين بعد إعلان نتيجة الانتخابات

قدم الكاتب نيكولاس سارجن في تقرير بصحيفة “ذا هيل” الأميركية عددا من النصائح للمستثمرين، وطالبهم بتوخي الحذر بمجرد معرفة نتيجة الانتخابات الأميركية.

ونصح الكاتب بعدم المبالغة في ردة الفعل تجاه الإعلان عن الفائز، مع التذكير بأن العديد من الناس اعتقدوا أن فوز ترامب عام 2016 سيؤدي إلى انهيار سوق الأسهم،
حيث تمثلت استجابة السوق الأولية في انخفاض في مؤشر داو جونز الصناعي بمعدل 900 نقطة تقريبا.
ثم تبع ذلك انتعاش هائل استمر إلى حدود عام 2018، إذ توقّع المستثمرون أن التخفيضات الضريبية وإلغاء القيود سيؤديان إلى نمو اقتصادي أقوى.

ودعا الكاتب إلى التركيز على السياسات الاقتصادية المحتملة التي ستسن، مشيرا إلى أنه غالبا ما يكون هناك بعض التلاعب في التفاصيل، وقال إنه في هذه المرحلة سيكون من السابق لأوانه معرفة التشريع الذي سيصدر، وما الذي سيتم حذفه أو التخلي عنه، وهنا تظهر أهمية نتائج انتخابات الكونغرس.

كما نصح بالحفاظ على الموضوعية وعدم السماح للقناعات السياسية بالتأثير عند قرار الاستثمار.

وأشار إلى أنه رغم أن رد فعل سوق الأسهم كان إيجابيا تجاه احتمال التخفيضات الضريبية وإلغاء القيود قبل 4 أعوام،
فإن الحرب التجارية مع الصين ساهمت في زيادة تقلبات السوق،
مضيفا أنه من المرجح أن يتخذ الأشخاص قرارات استثمارية أفضل إذا كانوا مرنين ومنفتحين على مجموعة من الاحتمالات،
مما لو كانوا متشددين في اعتقادهم بشأن ما سيحدث.

مقالات ذات صلة