بدت شركة “أمازون” والسعودية كأنهما حليفتان مثاليتان، فكلاهما كانت لديها طموحات بأن تكون لاعبة مهمة في مجال الاقتصاد العالمي، فهو تعاون بين أكبر متجر في العالم وبين أكبر منتج للنفط في العالم، حيث تحركا في السنوات الماضية نحو تعاون بقيمة مليار دولار لبناء مراكز بيانات لشركة “أمازون” في مملكة الصحراء.
أمازون والسعودية، رغبة في النمو ومصالح مشتركة
وتجدر الإشارة إلى أن شركة بيزوس الرقمية “أمازون ويب سيرفس” صارت من أنجح الفروع التابعة لشركته، فحصدت في العام الماضي 25.7 مليار دولار من نشاطات وحدة الإنتاج التلفازي وكيندل وأليكسا للمساعدة الافتراضية في شمال أمريكا، وأكثر مما حصده ماكدونالدز، وأعلنت في عام 2017 نموا بنسبة 47%.
وفي الوقت الذي تحاول فيه الشركتان المنافستان له، “مايكروسوفت” و”غوغل” اللحاق بشركة بيزوس، فإن “أمازون ويب سيرفس” قامت بتوجيه أعمالها نحو الشرق الأوسط، خاصة السعودية، وذلك في مرحلة جديدة من التوسع،حيث إن الشركات العملاقة تحتاج إلى منافذ السلطة وبنية تحتية جيدة للكهرباء وأرض يمكن شراؤها بأسعار معقولة وزبائن من الشركات، والسعودية لديها هذه المعايير كلها، فهي ليست فقط من أكثر دول الشرق الأوسط ثراء وتقوم بتنويع اقتصادها، بل إن نسبة 60% من سكانها هم تحت سن الثلاثين، ما يعطي فرصة للنمو.
أما السعودية فكانت تأمل في إتمام تلك الصفقة، خاصة أن المملكة تخطط لتنويع الاقتصاد، واستخدام ثرواتها من النفط للاستثمار في مشاريع البنية التحتية، وتوطيد العلاقة مع الغرب، والاستثمار في شركات التكنولوجيا
#ولي_العهد: أمازون وعلي بابا وايرباص تبحث المشاركة بـ #مشروع_نيومhttps://t.co/Yj5Glb1EkZ#السعودية pic.twitter.com/lFcqbZPQSl
— مجلة الرَّجل (@ArrajolM) October 26, 2017
العلاقات تتوطد بين السعودية والولايات المتحدة
في ذلك الوقت كانت العلاقات بين السعودية والولايات المتحدة تنمو بشكل كبير، فقد اختار الرئيس ترامب الرياض كمحطة أولى لزيارته الخارجية، فيما وصف الأمير السعودي ترامب بأنه “الرئيس الذي سيعيد أمريكا إلى مسارها الصحيح” ، وعندما ظهرت تقارير عن سجن محمد بن سلمان مئات من الأمراء ورجال الأعمال، كتب ترامب تغريدة عبر فيها عن ثقته بالملك سلمان وولي عهده، وأقام محمد بن سلمان علاقة جيدة مع زوج ابنة ترامب جارد كوشنر، وبدأ سلسلة من الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية.
وعندما أعلنت السعودية في مارس 2017، عن السماح للمرأة بقيادة السيارة، فإن مسؤولة التسويق تيريزا كارلسون عبرت عن دعمها للقرار في تغريدة لها، وهي التي دفعت بقوة من أجل التوسع وبناء مراكز بيانات في السعودية، وذلك بعد فترة قصيرة من انضمامها لـ”أمازون” في عام 2010.
كما أن أمازون عبرت عن إهتمامها بالشرق الأوسط، فقد اشترت سوقا في دبي، وأعادت تسميته باسم أمازون الإمارات؛ من أجل الوصول للأسواق في الإمارات والسعودية، ما يكشف عن اهتمام الشركة بالمنطقة.
ما الأسباب خلف توقف المشروع ؟
بعد أشهر من زيارة ولي العهد السعودي ومقتل خاشقجي لم يحدث أي تحرك على مراكز البيانات، ولم يحضر بيزوس أو أي من مسؤولي شركة “أمازون ويب سيرفس” المؤتمر الاقتصادي في السعودية.
وبعدها بدأت موجة من الهجوم على بيزوس، وذلك من خلال حسابات سعودية على تويتر. تضاعفت تلك الهجمات بعدما نشرت صحيفة “واشنطن بوست” مقالاتٍ افتتاحية وأعمدةً صحافية تُلقي باللائمة في قضية مقتل خاشقجي على الحكومة السعودية مباشرة.
وول ستريت جورنال تكشف الادعاءات المغلوطة لمالك الواشنطن بوست بحق #السعودية وترمب.. وتؤكد: “القضية بسيطة.. شقيق عشيقة بيزوس باع صوره الفاضحة ورسائله مقابل 200,000 دولار إلى صحيفة ذا إنكوايرر”https://t.co/2WTJ5nJeO4 pic.twitter.com/0qmsyEq6Fe
— العربية (@AlArabiya) March 19, 2019
وقال المستشار الأمنى لبيزوس في تصريح لـ Daily Beast إن السعوديين انتقدوا الملياردير لسببين، وهما تقارير “واشنطن بوست” عن مقتل خاشقجي، ولأن بيزوس ألغى حضوره مؤتمر “دافوس الصحراء” الذي نظّمه ولي العهد السعودي.
في ذاك الخريف، جهزت صحيفة “إنكوايرر” فضيحتها حول علاقة بيزوس الغرامية. ونشرتها يوم 9 كانون الثاني/ يناير، وأدت القصة إلى تجدد الحملة الهجومية التي تستهدف بيزوس على موقع “تويتر” من قبل حسابات سعودية.