وسط جائحة فيروس كورونا المستجد، انتقل الكثير من الناس إلى العمل من المنزل، وزاد اعتمادهم على تطبيقات الاتصالات لممارسة مهام عملهم بشكل طبيعي، وانعكس هذا على تطبيق زووم Zoom لمؤتمرات الفيديو.
ماهي شركة زووم Zoom
Zoom هي شركة توفر خدمات الاتصال الهاتفي عبر الفيديو والدردشة عبر الإنترنت،
وتُستخدم في المؤتمرات والاجتماعات عن بُعد وكذلك العمل والتعليم والعلاقات الاجتماعية عن بعد.
تأسست الشركة في عام 2011 عن طريق مهندس سابق في شركة سيسكو، وبدأت خدمات Zoom في يناير 2013 .
وكبر المولود الصغير زووم zoom بمرور الوقت. حتى تم طرحها في البورصة الأمريكية في شهر أبريل عام 2019 وكان سهمها في الطرح الأولي بـ 36 دولار.
تطور أداء شركة زووم Zoom
بعد مرور خمسة أشهر على إنشاء الشركة، أصبح لدى” زوم” مليون مشترك،
وفي ديسمبر الماضي، قفز عدد المشتركين إلى إلى 10 مليون مشترك،
وفي مارس بلغ عدد المشتركين 200 مليون مستخدم ، و 300 مليون مستخدم في نهاية أبريل.
وخلال الربع الأول من 2020 زاد استخدام المنصة بنسبة 67٪،
واستخدم Zoom من قبل 90 ألف مدرسة في 20 دولة للتدريس عن بُعد بسبب جائحة كورونا.
وبذلك، ارتفعت إيرادات شركة زووم السنوية من 330,5 مليون دولار في 2018 إلى 622,7 مليون دولار في 2020 حتى الآن، مع توقعات بأن ينتهي عام 2020 وقد حقق التطبيق إيرادات 915 مليون دولار.
كما شهدت قيمة أسهمها ارتفاعا بنحو 129% منذ بداية العام الجاري،
وحقق المستثمرون الذين اشتروا أسهم شركة زووم أرباحًا كبيرة،
فالسهم كان بـ 36 دولار والوقت الحالي في 2020 تخطى سعر السهم 155 دولار.
تطور القيمة السوقية لشركة زووم Zoom
في عام 2017، وصلت القيمة السوقية لشركة Zoom مليار دولار،
مقابل 18.8 مليار دولار بنهاية عام 2019 قبل أن يتضاعف لنحو 48 مرة هذا العام،
ليصل إلى 48.8 مليار دولار في منتصف مايو الجاري، مقارنة بـ 16 مليار دولار في يناير الماضي،
مع انتشار فيروس كورونا حول العالم ولجوء الكثر لاستخدام التطبيق لإجراء اجتماعات العمل الدورية.
القيمة السوقية لـ #ZOOM تتجاوز قيم شركات الطيران هذه مجتمعة! pic.twitter.com/cAK4ugzYtu
— CNBC Arabia (@CNBCArabia) May 25, 2020
قيمة شركة زووم تعادل أكبر 7 شركات طيران
والشركات المقصودة هي الأكبر في العالم من حيث الإيرادات ، وبحسب بيانات “Visual Capitalist”،
بلغت القيمة السوقية للشركة الصينية نحو 48.7 مليار دولار ،
فيما بلغت القيمة السوقية لأكبر 7 شركات طيران بالعالم نحو 46 مليار دولار .
وضمت القائمة شركات طيران الأميركية، مثل شركة Southwest الأعلى في القيمة السوقية بين شركات الطيران بالعالم بنحو 14 مليار دولار، تليها شركة DELTA بنحو 12.3 مليار دولار، وشركة UNITED بنحو 5 مليارات دولار.
وشملت القائمة أيضا أسماء شركات طيران أوروبية كبرى ع غرار Lufthansa بقيمة سوقية تبلغ 3.8 مليار دولار وشركة Air France بنحو ملياري دولار.
وهوت أسهم شركات الطيران السبعة بنسب تتراوح بين 50 إلى 73%.
وانخفضت القيمة الإجمالية لأفضل شركات الطيران في العالم من حيث الإيرادات بنسبة 62٪ منذ نهاية يناير الماضي.
العوامل الداعمة لارتفاع قيمة Zoom
لعل هذا النمو السريع في عدد المستخدمين يرجع إلى سهولة استخدامه بالإضافة إلى القدرة على دعم ما يصل إلى 100 مشارك في الجلسة المرئية الواحدة،
ما جعله مناسب للاستخدام بين الطلبة والمدرسين في العديد من دول العالم لاستخدامه في التعلم عبر الإنترنت.
إلا أن الفضل الأكبر يرجع لأزمة فيروس كورونا العالمية في لفت الأنظار بقوة إلى تطبيق زووم، الذي شهد إقبالا كبيرا في ظل تزايد العمل من المنزل ولعب التطبيق دورا كبيرا في تسهيل مقابلات فرق العمل، والطلاب ومعلميهم وتواصل الأسر.
وبالتالي أصبح يلبي أنماط الحياة الجديدة تحت الحظر، على عكس شركات الطيران،
حيث اختفت آلاف الطائرات التابعة لشركات الطيران العالمية من السماء مع إجراءات الحظر المفروضة في دول العالم.
تطبيق زووم يحقق مستويات عليا في الارباح ونمو بعد جانحة كورونا، pic.twitter.com/37Ts2cOwH8
— محمد بن خميس (@MISSOO9) May 27, 2020
النجاح لا يخلو من التحديات
حينما اشتهرت شركة زووم بدأ البحث يزيد خلفها وبالفعل تم اكتشاف العديد من الثغرات في الأمان والخصوصية.
بساطة التطبيق واعتماد روابطه على كود رقمي مكون من 11 رقم أعطى سهولة للمخترقين باختراق الاجتماعات وتسريب معلومات لأشخاص أو هيئات، فيما عرف زووم بومنج.
والحقيقة الثغرات الأمنية لم تكن أكبر مشاكل زووم ولكن كان هناك تحدي آخر يمثل خوف حقيقي لدى الشركة،
ففي أواخر شهر أبريل 2020 أعلنت فيسبوك طرح غرف فيديو بحيث يمكن للمستخدمين الانضمام للمكالمات الفيديو، حتى لو الشخص لا يمتلك حساب على فيسبوك، يستطيع دخوله للاجتماع بصورة عادية.
وهو نفس ما تقدمه شركة زووم وبعدها مباشرة انخفضت أسهم شركة زووم بنسبة 10 بالمائة.
وهناك تحدي آخر،
فمؤخرًا صدرت مجموعة من الاتهامات في الولايات المتحدة الأمريكية تقول إن شركة زووم هي ذراع للحزب الشيوعي في الصين مع اتهامات بالتجسس لصالح الصين.
رد فعل زووم كان غاضب على تلك الاتهامات وقالت: لماذا التركيز معنا في حين المنافسين لنا وأغلب شركات وادي السيلكون يعمل فيه مهندسون صينيين. وهذا يشمل جوجل وآبل وتويتر وغيرهم.
وكنوع من تدارك مشاكل الخصوصية والأمان،
وتعزيز التشفير قامت زووم من أيام قليلة بالاستحواذ على شركة ناشئة كي بايز المتخصصة في التشفير وأمن الملفات والدردشات.
في النهاية، هل ستواصل زووم نجاحها في ظل مواجهة تحدياتها أمام المنافسين العمالقة مثل فيسبوك، أو اتهامات التجسس التي ستؤثر على انتشارها ونموها في الولايات المتحدة التي تعتبر من أكبر أسواقها؟.